زاد الاردن الاخباري -
في عام 2011، اجتمع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، مع مؤسس فيسبوك، مارك زوكربيرغ، ومجموعة من موظفي شركات التواصل لحل مشاكل أساسية، مثل أنظمة الضرائب ونظام الرعاية الصحية، وكيف كان بإمكان التكنولوجيا توفير حلول لتحسين الحياة.
واليوم، وبعد مرور عقد من الزمن، يعود الرئيس الأسبق مجددا إلى سيليكون فالي لمناقشة التهديد الكبير الذي أنشأه عمالقة التكنولوجيا على الأمن القومي، على حد تعبير صحيفة "نيويورك تايمز".
وفي اجتماعات خاصة وأخرى علنية، كان أوباما قد عكس مخاوف العامة بشأن المعلومات المضللة والزائفة، محذرا من أن الكم الهائل من تلك المعلومات طالت أسس الديمقراطية داخل الولايات المتحدة وخارجها.
وأعلن أوباما في كلمة ألقاها بجامعة ستانفورد، الثلاثاء، أنه سيضيف صوته إلى قائمة المطالبين بتقنين فيض المعلومات التي تلوث المجال العام للإنترنت.
وأضاف أوباما أن حل الأزمة أصبح ملحا "بسبب الطلب على الجنون"، وفقا لتعبيره.
وقال: ""أعتقد أنه من المنطقي بالنسبة لنا كمجتمع أن نخوض نقاشا ثم نضع مجموعة من الإجراءات التنظيمية ومعايير الصناعة التي تترك الفرصة لهذه المنصات لكسب المال ولكن قل لهم أن هناك ممارسات معينة تشارك فيها لا نعتقد أنها مفيدة للمجتمع"، وفقا لما ذكره في مؤتمر حول المعلومات المضللة، استضافته جامعة شيكاغو وصحيفة "ذا أتلانتيك".
ونقلت "نيويورك تايمز" عن أشخاص مقربين من الرئيس الأسبق، أن اهتمامه بهذه القضية بشكل واسع في الآونة الأخيرة ليس ناجما عن حالة محددة، بل عن قلق واسع النطاق بشأن الضرر الذي لحق بأسس الديمقراطية، تزامنا مع نقاش حاد وغير حاسم حول أفضل السبل لاستعادة الثقة في الإنترنت.
وتشير الصحيفة إلى أن المشرعين في واشنطن يختلفون بشكل قد يعيق الوصول إلى أي تسوية قانونية، فالديمقراطيون ينتقدون عمالقة التكنولوجيا مثل "ميتا" (فيسبوك سابقا) و"تويتر" لإخفاقها في تخليص المنصات من المحتوى الضار.
وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد وجه انتقادا لاذعا، العام الماضي، لتلك المنصات بأنها "تقتل الناس" لأنها تسمح بنشر المعلومات المضللة حول لقاحات كوفيد-19.
أما الجمهوريون يتهمون الشركات بقمع حرية التعبير من خلال فرض رقابة على الأصوات المحافظة، وخاصة الرئيس السابق، دونالد ترامب، الذي حظرت حساباته عبر منصتي "فيسبوك" و"تويتر" عقب أحداث اقتحام مبنى الكابيتول التابع للكونغرس الأميركي، في السادس من يناير العام الماضي.
لكن الصحيفة ذكرت أن الوقت سيحكم فيما لو كانت دعوة أوباما قد تؤثر في النقاش بأي شكل، وتقول إنه لم يسع إلى الموافقة على حل واحد أو تشريع معين، بل يأمل في ضم جميع الأطياف السياسية للتوصل إلى أرضية مشتركة للحوار.
ونقلت الصحيفة عن جيسون غولدمان، الذي عمل كأول مسؤول رقمي للبيت الأبيض في عهد أوباما ويستمر في تقديم المشورة له تأكيده على التفكير بكيفية استيعاب الأفكار المطروحة من وجهة نظر الأحزاب المختلفة، "لكن يجب عليها (الأفكار) أن تكون صحيحة وصادقة وأن تطرح القضية الأفضل حول رؤيتك للعالم وما هي المخاطر التي تنتظرنا ولماذا".
وأضاف "هناك سبب محتمل يدفع نحو الإيمان بوجود طريق جيد للخروج من بعض الفوضى التي نحن فيها".
وتقول "نيويورك تايمز" إن أوباما "لا يدعي اكتشافه الطلقة الفضية التي ستخرق المشكلة"، بل يأمل في تسليط الضوء على القيم التي تعتز بها الشركات من أجل تطوير سلوكيات الصناعة والتوصل إلى توافق قانوني بشأنها.
ويرى نائب مستشار الأمن القومي للصحيفة، بين رودز أن "هذا قد يعتبر دفعا فعالا للتفكير العميق الذي أصبح أصلا يحتل مساحة واسعة" من أذهان العالم، مضيفا أن "كل يوم يجلب دلائل أكبر على مدى أهمية هذا الأمر".