اعتدنا في الاردن أن نتعامل مع الامور بالصبر والأنأة وطول البال ، وعلى أمل أن الايام القادمة ستكون أفضل مما مضى ، وبعقلية بسيطة تقوم على أن الاعوج سيصلح والمستهلك لايعيبه شيء سوى انه استهلك لفترة ، والجديد نخشى تجربته لأن ثمن تجربته غالي جدا وننسى المثل الذي يقول أن الجديد سعره فيه .
وهذه القاعدة من التعامل نسير عيلها بكل شيء ، بدء في سياراتنا عندما تتعطل قطعة أول مكان نذهب اليه محل قطع الغيار المستعملة ، ونبدء بالتفاوض مع البائع على اساس انها مستعملة ولا تستسحق مثل هذا السعر ، ونأخذها ونغادر وبعد اسبوع نكتشف أنها قطعة غير صالحة ، ونعيد الكرة مرة ثانية وثالثه ، لنكتشف في النهاية أنا وضعنا ثمن قطعة جديدة ومكفولة ثمن لأربعة قطع مستعملة .
والامر الكارثي هنا أننا في نفس الوقت نغامر بأرواحنا وارواح أهلنا ونسير بسيارات يشكل عدد القطع المستعملة والمبدلة نصفها ، ودائما نقول أن الساتر هو الله ،وتستمر الامور على هذه الشاكله ، وتتسع دائرة المستعمل في حياتنا لتشمل اثاث المنزل ،والادوات المنزلية ، وادوات التنظيف حتى ورق الفاين نفضل المستعمل على الجديد ، ولاننسى حجم التفضيل لدينا للملابس المستعملة على الجديدة ، وكيف نمارس اسلوب الاقناع لأولادنا بأن الملابس المستعملة أفضل من الجديدة لأن نوعيتها أفضل وجودتها أعلى .
وبهذه العقيلة من التفكير لدينا سيأتي يوم ونجد انفسنا نفضل الزوجات المستعملات على الجديدات وكذلك الاولاد المستعملين على الاولاد الجدد ، وتمتد هذه الافضلية لتشمل كل نواحي حياتنا .
ومن حسن حظ دولة الرئيس ان لديه شعب بهذه العقلية من التفكير ، وبالتالي نحن شعب لامانع لدينا أن يكون رئيس حكومتنا قد استعمل من قبل ، وثبت لنا فشل الغاية التي استعمل من اجلها ، وكذلك ليس لدينا مانع من وجود وزراء قد تم استعمالهم من قبل سواء من مرتبة وزير أو مدير دائرة أو أمين عام وزارة ، ونعيد استعمالهم من جديد
فهنيئاً لك يا دولة الرئيس بهذا الشعب .