صحوة أردنية مبكرة
فايز شبيكات الدعجه
يكاد يجمع المراقبون والمحللون على أن أسباب انحسار موجة الاحتجاجات وتراجع أعداد المشاركين فيها تعود لظاهرة التبدل الحاد في مواقف النخبة السياسية والقيادات الشعبية ومغادرتها شارع المسيرات والاعتصامات نتيجة التغيرات التي طرأت على الحالة الصراعية التي يشهدها الإقليم العربي واستدعت إعادة نظر فورية بمقتضيات المصلحة الوطنية الأردنية وترتيب الأولويات بحكم ما آلت إليه الأمور من جهة ولتردي حالة التعبير الداخلية وما شابها من مظاهر شوهت المشهد العام لمسيرة الإصلاح والتغيير من جهة أخرى لاتخاذها وجهه سلوكية حادت عن الطريق الموصل إلى التغيير الايجابي المنشود الأمر أدى إلى صحوة وطنية للإنقاذ وخروج الأغلبية عن صمتها بعد أن رأت أن الأمور المأساوية تسير نحو الهاوية .
لم يعد للنخب المتزنة موضع قدم في زحام الولدنة التي لا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب وميوعة الشعارات التي تطالب بإسقاط الحكومة القادمة أيا كان شكلها وبرنامجها تارة ،ورفض العفو العام تارة أخرى، ورفعت عنوان المراهقة العريض بان (التغيير لا يجدي شيئا) وعبارات التحريض على الفتنة وظهور جماعات مريبة ومجهولون يتحكمون بحركة الشارع والدفع باتجاه التوتر والتصعيد .
من الغباء إغفال محاولات أعداء الأردن التقليديين استدعاء الفتنة واستبعاد استغلاهم للأحداث واعتبار طرح الموضوع حيلة حكومية أو أسلوب بائد لتبريد سخونة الواقع المستجد كما لا يمكن تبرئة ساحة المعجبين بالنفس والساعين لإظهار ذاتهم والإعلان عن وجودهم في التسبب بالاحتقانات أو أولئك الطامحين في البرلمان لتسجيل مواقف تمهد للانتخابات القادمة بأساليب المناكفة والتحرش أو إيجاد مقعد لوضع أجسادهم في الحكومة أو للتقرب إليها زلفى في اقل حال .
لا نريد الذهاب إلى المثل السياسي الأجنبي القائل ( إن الشيطان الذي تعرفه أفضل من الملاك الذي لا تعرفه) فليس كل ما قائم هو فاسد بالضرورة ، ولننتظر إذن لنرى نتائج ثورات العروبة التي تكاد تصل فيها الدماء إلى الركب دون حسم ،ومن السذاجة الظن بان الدولة قد ضعفت وان الحكومة طاحت وكثرت سكاكينها ولاحت فرصة طعنها ولي ذراعها باعتصام يهدف لزيادة راتب هذا الموظف أو إلغاء نقل ذاك أو إحالته إلى التقاعد أو لتحقيق مطالب المستأجرين والمؤجرين والمكفوفين وهو ما يخالف شيم الأردنيين وتقاليدهم الرافضة لكل أشكال العبث بالاستقرار والخطابات الكاسدة المستنسخة من محتويات الانترنت أو ما تبثه الفضائيات من نفايات الأنفس التي يعدها صبية في لحظات ويعرضونها على أرصفة الميوعة للضحك على عقولنا وباتت تهدد مصيرنا عن قصد أو عن غير قصد .
إما أن نكون في عير الولاء أو في نفير الانتماء لتعزيز الصحوة ولا يجوز أن نقف موقف المتفرج ،فمن غير المعقول أن تؤدي الأفعال الطائشة التي تديرها الانفعالات وتغيرات الأمزجة إلى رضي عامة الشعب والى سيادة القانون والمساواة وإرادة الأمة وتحقيق المصلحة العامة وغيرها من أدوات الديمقراطية ومستلزماتها ولتأخذ الحكومة حقها من الوقت لتنفيذ برامج التصحيح والإصلاحات التي أعلنت عنها وعلى رأسها تعديلات الدستور وقانون الانتخاب والأحزاب لكن عليها قبل ذلك سرعة معالجة منغصات الأمن وإزالة العيوب القائمة حاليا والبت بقضايا الفساد العالقة التي يتخذونها ذريعة لافتعال الأزمات ومدخلا لكل شر fayz.shbikat@yahoo.com .