زاد الاردن الاخباري -
شنت وسائل إعلام عبرية واسعة الانتشار، منذ مطلع الأسبوع، هجوما على موقف الدولة الأردنية الصارم اتجاه الاعتداءات الإسرائيلية غير القانونية على المسجد الأقصى المبارك.
ويظهر ذلك جليا كون إسرائيل لم يتسنى لها فهم حساسية مسألة المسجد الأقصى بالنسبة للأردن، حتى ظهر بعض كتابهم في مشهد درامي بعيدا عن الواقع.
ومنذ اعتداء قوات الاحتلال على المصلين في المسجد الأقصى واقتحام مسؤولين إسرائيليين لباحات الحرم القدسي، اتّحذ الأردن إجراءات وصفت إسرائيليا بـ “الشرسة وغير الاعتيادية”.
وتصف الكاتبة سمدار بيري، في صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، تصريحات رئيس الوزراء بشر الخصاونة بالقاسية ضد إسرائيل “جعلنا نثير الدهشة حتى اللحظة”، واصفة المشهد بالمعقد.
في حين لمحت الصحيفة العبرية ذاتها إلى إمكانية “حدوث أزمة حقيقية” ما بين الأردن والعبرية بعد تحسن العلاقات في أعقاب رحيل بنيامين نتنياهو.
إما موقع “والا” العبري المقرب من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، نقل عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن “الأردن يتحدث ضدنا بحدة. الأردن لديه مخاوف من تغيير الوضع الراهن، وليس لدينا مثل هذا الهدف”.
ودفعت الإجراءات الأردنية النوعية السفير الإسرائيلي السابق في الأردن معوديد عيران للقول إن بعض المسؤولين الإسرائيليين أضافوا الوقود إلى النار، بدعوة المستوطنين للصعود إلى الحرم القدسي.
وفي المقابل، لم تتفاعل الصحف العبرية المعروف عنها بنقل وجهة نظر الإجهزة الأمنية والحكومة الإسرائيلية مع أية بيانات وتصريحات إقليمية ودولية اتجاه الأحداث في القدس.
جلالة الملك عبدالله الثاني بعد إجراء العملية الجراحية بوقت قصير ترأس عبر تقنية الاتصال المرئي اجتماعا ووجه فيه المسؤولين لاتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف الاعتداءات اللاشرعية والاستفزازية من قبل قوات الاحتلال على المصلين في الحرم القدسي.
ووجّه رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة التحية إلى كلّ فلسطيني وكلّ موظف في الأوقاف قائلا، “والواقفين بشموخ المآذن والمطلقين حجارة وابلا سجيلا على كلّ المتصهينين المدنّسين للمسجد الأقصى بحماية حكومة الإحتلال الاسرائيلي”.
لتتحرك وزارة الخارجية وشؤون المغتربين دبلوماسيا وتستدعي القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في عمّان؛ لنقل رسالة احتجاج حول كافة الانتهاكات الإسرائيلية اللاشرعية والاستفزازية في المسجد الأقصى المُبارك/ الحرم القُدسيّ الشريف، والتأكيد على ضرورة احترام حقوق المصلين ممارسة شعائرهم الدينية بحرية ودون قيود.
في حين ذكرت صحيفة معاريف العبرية أنه يتوجب على الأردن وإسرائيل بذل كل ما في وسعهما لوقف تدهور العلاقات، مشددة على ضرورة الحفاظ على العلاقات الجيدة مع عمّان.
بينما تحدث الإعلام العبري عن ضرورة التنسيق مع الأردن حول القدس ومنع أية تصعيدات مستقبلية قد تدفع المنطقة إلى عواقب وخيمة.
الأردن ينظر إلى الحرم القدسي وما يترتب عليه من أحداث متسارعة لحمايته من الاعتداءات غير القانونية والصارخة بحق المصلين، فضلا عن التوتر المتصاعد مع قطاع غزة وما يشهده من مد وجزر بين الحين والآخر.
لذا لم يقتنع بالأكاذيب الإسرائيلية أمام المجتمع الدولي بل يريد أن يتجسد ذلك على أرض الواقع وعدم الزج بالمنطقة إلى عواقب وخيمة؛ إيمانا من المملكة بمبدأ تحقيق السلام العادل والشامل الذي يلبي الحقوق المشروعة للأشقاء الفلسطينيين على أساس حل الدولتين.
ليعقد الخميس اجتماعا في عمّان لأعضاء اللجنة الوزارية العربية المكلفة، من قبل الجامعة العربية، بالتحرك الدولي لمواجهة السياسات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية بمدينة القدس المحتلة.
وأعربت اللجنة وممثلوها عن تقديرها للدور المحوري للأردن، بقيادة جلالة الملك، في الدفاع عن القضية الفلسطينية وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، بموجب الوصاية الهاشمية عليها.
واعتبرت اللجنة أن القدس المحتلة ومقدساتها خط أحمر وثابت وجامع عربي فوق السياسة مع التأكيد على ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني في الحرم الشريف متطلب أساس لاستعادة التهدئة وإنهاء العنف.