زاد الاردن الاخباري -
أصبحت عظام المواشي والدجاج والبقر بضاعة جديدة تُعرض في الأسواق الاستهلاكية السورية، فيما يعد زبائنها من الفقراء غير القادرين على شراء اللحوم.
وخلال شهر رمضان، ارتفع سعر كيلو لحم الغنم إلى أكثر من 30 ألف ليرة، ما اضطر محدودي الدخل إلى شراء العظام لاستخدامها في الطبخ بدلا من اللحوم.
ويقول اللحام أبو جاسم لـ“إرم نيوز“: ”نقدم العظام عادة بالمجان للزبائن لاستخدامها في طبخات محددة، لكن الطلب زاد عليها وأصبحت تُباع بسبب غلاء اللحوم“.
وامتنع اللحام عن إعطاء أي بيانات عن اسمه وعمله، لأن تجارة العظام هذه ممنوعة بموجب قوانين التموين السورية.
وفي سوق ”باب سريجة“ بالعاصمة دمشق، هناك بسطات تبيع عظام الغنم، إلى جانب محلات الفروج المختصة ببيع الهيكل العظمي للدجاج.
وتقول ”أم محمد“، التي تحفظت على ذكر اسمها بالكامل: ”نستفيد من مرقة العظام في الطبخ، لإعطاء الطعام بعضاً من نكهة الدسم“.
وتضيف ”أم محمد“ بخجل: ”في الماضي، كنا نحصل على العظام مجاناً من اللحام لاستخدامها في الطبخات الشعبية الشهيرة، أما اليوم فنشتريها عوضاً عن اللحم بسبب الغلاء“.
وتابعت أم محمد: ”يبلغ راتب زوجي 100 ألف ليرة شهرياً، وسعر كيلو اللحم أكثر من 30 ألفاً، لذلك نشتري اللحم مرة واحدة ونطبخ بقية الشهر بمرقة العظام!“.
ويحرص مزاولو هذه المهنة، على شراء العظام من المحلات، ثم بيعها للفقراء بربح بسيط. ويصل سعر كيلو عظام الغنم إلى 2000 ليرة.
وتوضح الأمم المتحدة أن التضخم في سوريا قارب 140 بالمئة، وأن هناك 12.4 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
ويمارس مهنة بيع العظام، كبار السن أو العجزة غير القادرين على العمل في مهن صعبة.
وقدرت وزارة الزراعة سابقاً أعداد الأغنام في سوريا بـ13.5 مليون رأس والأبقار بنحو 819 ألفاً، لكن هذه الثروة تضررت كثيراً بسبب الحرب والتهريب وقلة المراعي.
وتحاول الحكومة السورية توفير اللحوم في مؤسسات وزارة التجارة الداخلية بأسعار أرخص من السوق، لكن انخفاض دخل المواطن يجعله غير قادر على الشراء.
وتقول الأمم المتحدة إن العائلة السورية تنفق أكثر مما تنتج بنسبة 50%.
ويبلغ متوسط دخل الفرد 30 دولاراً، بينما تحتاج العائلة إلى نحو 400 دولار في الشهر.
وتعرض في سوق الهال القديم، مختلف أنواع العظام، لكن الفقراء يفضلون الهيكل العظمي للدجاج نظراً لوجود بقايا من اللحم فيه.