عرف الأردن منذ مسيرة حكم جلالة الملك عبدالله الثاني سلسلة مترابطة من الأوراش التنموية المستدامة، شملت مختلف المجالات و القطاعات بالدولة، كما شكلت هندسة اجتماعية تضامنية شاملة الرؤى تتوخى في جوهرها جعل المواطن ضمن الأولوية الكبرى في مسلسل الإصلاح الشامل، و الهدف الأساسي للنهوض بالعنصر البشري ببلادنا، رسخ من خلالها جلالته مبادئ التضامن و التكافل و التآزر الاجتماعي، برؤية ملكية تضامنية للمجال الاجتماعي والاقتصادي حيث اعمدت احدث النظم والأساليب التدبيرية، وذلك من خلال وضع أهداف واضحة تتسم بالانسجام والفعالية والنجاعة والملائمة مع القدرة على التأثير و تحديد دقيق للمؤشرات كل ذلك وفق آلية الحكامة المجالية .
لقد استطاع الأردن بفضل جلالته وضع برامج تنموية مستدامة تمكن من الاندماج الفعلي في مشاريع اقتصادية مدرة للدخل و فك الهشاشة و التهميش والإقصاء، عبر إحداث المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي ضلت مستمرة في مختلف المحطات و مواكبة في جميع التحولات الاجتماعية والاقتصادية، وتهدف إلى إعادة تركيز برامج المبادرة على النهوض بالرأسمال البشري، والعناية بالأجيال الصاعدة، ودعم الفئات في وضعية هشاشة، وذلك اعتمادا على منهجية مبنية على حكامة خلاقة ومبدعة ترمي إلى تحقيق مزيد من الانسجام والفعالية .
’ تمكنت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في عهد جلالة الملك على إحداثها برؤية متبصرة و استشرافية لجلالته أن تحظى بإشادة المنتظم الدولي، لما لعبته من أدور اساسية و فعالة في خلق آلية للتعاون و التضامن المجتمعي واسعة النطاق ‘ .
شهد الأردن منذ اعتلاء جلالة الملك عبدالله الثاني العرش ، هندسة اجتماعية تضامنية شاملة الرؤى تتوخى في جوهرها جعل المواطن ضمن الأولوية الكبرى في مسلسل الإصلاح، و هدف أساسي للنهوض بالعنصر البشري، عبر التصدي المستمر و المباشر، بطريقة استباقية ناجعة و آنية، للإكراهات التي تواجهه في مختلف الظروف والأزمنة من منطلق العناية القصوى بصحة المواطن وحمايته من الصعوبات الناجمة عن تقلبات الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتلاحقة عبر العالم، وبالتالي الأردن استفاد من مكتسبات مسيرة الإصلاح الشامل للبنى التحتية و تجويد الخدمات القطاعية شكلت درعاً حصيناً لردع الأزمة الوبائية .
المبادرات التنموية التي قادها جلالته للنهوض بالعنصر البشري مكنت بشكل فعال من وضع هندسة متفردة و شاملة الجوانب للبرامج الاجتماعية بالمملكة ، مع إشادة المنظمات الدولية بدورها كتجربة رائدة في مجال التنمية البشرية بالوطن العربي و القاري ‘ .
’ رؤية ملكية جسدت مسار عقود من العمل الدؤوب، والبحث الثاقب عن الحلول المستدامة الأهلة للتنفيذ، والتوجيهات المشهود بها دوليا لتحصين المملكة من مخاطر و آثار مختلف المتغيرات والأزمات العالمية ‘ .
الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي / الأردن