زاد الاردن الاخباري -
قررت الأمم المتحدة الإثنين، اعتزامها تعليق عمليات الاغاثة في عدد من مناطق ولاية غرب دارفور السودانية؛ "نتيجة للقتال وانعدام الأمن"، فيما دعت الولايات المتحدة إلى نشر فوري لقوة حفظ سلام بالإقليم.
وقال تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا)، أنه "نتيجة للقتال وانعدام الأمن، سيتم تعليق عمليات توزيع الغذاء التي كان من المقرر أن يقوم بها برنامج الأغذية العالمي هذا الأسبوع، في محلية ’كرينك‘ وقريتي ’مريات‘، و’أمتجوك‘ المجاورتين".
وتابع البيان: "مما سيؤثر على ما يقدر بـ 56.390 شخصًا في كرينك و 6.460 آخرين في قريتي مريات وأمتجوك".
وأوضح التقرير أنه منذ الجمعة الماضي أسفرت الاشتباكات المسلحة بين التجمعات العربية والمساليت (قبائل إفريقية) في محلية كرينك، عن عدد غير مؤكد من القتلى والجرحى".
ولفت أن تلك الأحداث "اندلعت عند مقتل اثنين من العرب في كرينك على يد مجهولين"
وأشار إلى أنه "بحسب مصادر محلية في منطقة كرينك فقد احترق مركز للشرطة وتعرض مستشفى تلك المحلية لهجمات، وأصبح خارج الخدمة".
وأضاف المكتب الأممي "كما تعرض السوق للنهب والحرق، وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن القرى المجاورة تعرضت للهجوم أيضًا. ولم تتم الاستجابة لدعوات لجنة أمن ولاية غرب دارفور لوقف الهجمات وأعمال العنف".
وذكر أنه "بحسب ما ورد تم تهجير أشخاص من قرية ’أمدوين‘ إلى كرينك، وحجم النزوح غير معروف بعد، وكثير من الجرحى في حاجة ماسة للخدمات الصحية.
حركة نزوج
وأضاف أنه "حتى اليوم 25 أبريل وردت تقارير لم يتم التحقق منها عن نزوح آلاف الأِشخاص من كرينك، وستقوم المنظمات الإنسانية بالتحقق من تلك الأعداد، وتقييم احتياجات النازحين الفورية للاستجابة بمجرد أن يسمح الوضع الأمني بذلك".
وبدأ العنف، الجمعة، في محلية "كرينك"، حيث أسفر اقتتال قبلي اندلع في ذلك اليوم، عن سقوط عشرات القتلى والجرحى ونزوح حوالي 20 ألفا، بحسب ما ذكرته هيئة محامي دارفور (غير حكومية)، الأحد.
وانتقل العنف القبلي منذ الأمس وحتى اليوم إلى مدينة الجنينة عاصمة ولاية "غرب دارفور" حيث وقع إطلاق نار بمستشفى المدينة، الأحد، أسفر عن سقوط 10، بحسب ما ذكرته لجنة أطباء السودان المركزية (غير حكومية)، الإثنين.
ولم تصدر عن السلطات إفادة بعد بشأن حصيلة الخسائر البشرية والمادية في أحداث "كرينك" ولا أسباب النزاع القبلي.
وتشهد مناطق عديدة في دارفور من حين إلى آخر اشتباكات دموية بين القبائل العربية والإفريقية، ضمن صراعات على الأرض والموارد والمياه ومسارات الرعي.
قوات حفظ سلام
وفي سياق متصل، فقد أعلنت الولايات المتحدة الإثنين، إدانتها للعنف ضد المدنيين في محلية "كرينك" بولاية غرب دارفور، داعية إلى نشر فوري لقوة حفظ سلام بالإقليم.
وقال بيان للسفارة الأمريكية في الخرطوم "ندين بشدة العنف المرتكب ضد المدنيين وتشريد الآلاف في كرينك، ونحث جميع الجناة على الكف فوراً".
وشدد على أنه "يجب على قوات الأمن الوفاء بالتزاماتها لضمان سلامة المتضررين من هذه الأعمال المؤسفة".
وأضاف "ندعو للنشر الفوري لقوة حفظ السلام في دارفور ، وتنفيذ الترتيبات الأمنية لاتفاقية جوبا للسلام، وتطوير مبادرات لتعزيز التعايش السلمي بين المجتمعات."
وفي أكتوبر/ تشرين أول 2020، وقعت الخرطوم اتفاقا لإحلال السلام مع حركات مسلحة ضمن تحالف "الجبهة الثورية"، فيما تخلفت عن الاتفاق "الحركة الشعبية ـ شمال" بزعامة عبد العزيز الحلو، وحركة "تحرير السودان" بقيادة عبد الواحد نور، والتي تقاتل القوات الحكومية في دارفور.
وفي 2003، اندلع في دارفور نزاع مسلح بين القوات الحكومية وحركات مسلحة متمردة، أودى بحياة حوالي 300 ألف، وشرد نحو 2.5 مليون آخرين، وفق الأمم المتحدة.