زاد الاردن الاخباري -
اعتبر كبير مستشاري الرئيس الاميركي الطبيين أنتوني فاوتشي، أن الولايات المتحدة "خرجت من مرحلة وباء" فيروس كورونا، في وقت حذرت منظمة الصحة العالمية من ان الفيروس ما زال يتحور ويقتل.
وقال فاوتشي أنه "ليس لدينا 900 ألف إصابة جديدة يوميا وعشرات وعشرات وعشرات الآلاف من حالات الاستشفاء وآلاف الوفيات. نحن في مستوى منخفض الآن"، مضيفا: "لذا نعم يمكن أن نقول أننا خرجنا من مرحلة الوباء".
ومع ذلك، حذر فاوتشي من أن الولايات المتحدة لن "تقضي" على الفيروس، مذكرا أن الوباء على مستوى العالم "مستمر".
وأوضح أنه "قد نتمكن من الحفاظ على المستوى الفيروسي منخفضا، وذلك قد يكون بتلقيح الأشخاص كل فترة، قد يكون ذلك مرة واحد كل عام"، مبينا "أننا في الوقت الحالي، لسنا في مرحلة الوباء.. الوباء يعني انتشار العدوى على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم والتي تنتشر بسرعة بين الناس".
ووفقا للمراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، يبلغ المعدل اليومي لحالات الإصابة بكورونا في البلاد 47407 حالة، بينما يبلغ المتوسط اليومي للوفيات 330.
"كورونا" ما يزال يتحور
وفي وقت سابق الاربعاء، قالت منظمة الصحة العالمية إن فيروس كورونا، ما زال يتحور ويقتل، منوهة إلى أن التراجع الكبير في عدد اختبارات كشف الفيروس ترك العالم في حالة عمى حيال استمرار تطوره وتحوراته الخطيرة المحتملة.
وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إن الإصابات والوفيات التي يُبلغ عنها سجلت أيضا تراجعا كبيرا.
وصرح مدير المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس للصحافيين: "الأسبوع الماضي تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية عن أكثر من 15 ألف حالة وفاة بقليل (...) وهو أدنى رقم إجمالي أسبوعي يسجل منذ مارس 2020".
وفي حين رحب غيبريسوس بهذا الاتجاه الحديد في مسار الفيروس، إلا أنه حذر من أن انخفاض الأرقام قد يكون أيضا نتيجة للتراجع الكبير في عدد الاختبارات التي تجرى للكشف عن الإصابات بالفيروس.
وأضاف: "هذا يصيبنا بالعمى أكثر حيال أنماط انتقال الفيروس وتطوره"، معقبا بالقول: "عندما يتعلق الأمر بفيروس قاتل، فإن الجهل ليس نعمة".
وأعرب ويليام رودريغيز، الذي يترأس تحالف التشخيص العالمي "فيند"، أيضا عن غضبه لأن العديد من الحكومات توقفت في الأشهر الأخيرة بكل بساطة عن أجراء اختبارات للكشف عن المصابين بالفيروس.
وفي حديثه خلال مشاركته في المؤتمر الصحافي الذي استضافته منظمة الصحة العالمية، أشار رودريغز إلى أنه في الأشهر الأربعة الماضية ووسط ارتفاع الإصابات بالمتحورة أوميكرون "انخفضت معدلات الاختبارات من 70 إلى 90 بالمائة في جميع أنحاء العالم".
عواقب طويلة الامد
المفارقة أن التراجع في عدد الاختبارات جاء في وقت أصبحت إمكانية التوصل إلى نتائج دقيقة أكثر من أي وقت مضى.
وأشار رودريغيز إلى أنه "لدينا الآن قدرات غير مسبوقة لمعرفة ما الذي يحدث". وأضاف "ومع ذلك، نظرا لأن الاختبارات اليوم كانت أول ضحية لقرار عالمي بالتخلي عن حذرنا، فقد أصابنا العمى وأصبحنا غافلين عما يحدث مع هذا الفيروس".
وتسبب وباء كوفيد وفق الأرقام الرسمية في وفاة أكثر من 6 ملايين شخص منذ ظهوره لأول مرة في الصين أواخر عام 2019، لكن يُعتقد أن العدد الحقيقي أكثر بثلاثة أضعاف على الأقل.
وفي حين أن العديد من البلدان تلغي التدابير الوقائية وتحاول العودة إلى ما يشبه الحياة الطبيعية، إلا أن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن الوباء لم ينته بعد.
وقال تيدروس: "هذا الفيروس لن يختفي لمجرد أن الدول ستتوقف عن البحث عنه"، مشيرا إلى أنه "ما زال ينتشر وما زال يتحور ويقتل"، محذرا من أن "ظهور متحور جديد خطير لا يزال يشكل تهديدا حقيقيا"، مضيفا أنه "على الرغم من انخفاض عدد الوفيات، إلا أننا ما زلنا لا نفهم العواقب طويلة المدى للإصابة على الناجين".