يذكرنا بعض الصحفيين العرب «الحربجية» بالرئيسين القذافي و علي عبدالله صالح اللذين كانا يتفشخران ويتحسران، لإنهما لا يملكان حدودا مشتركة مع إسرائيل، كي يحررا فلسطين، ويزيلا إسرائيل من الوجود.
ونتذكر كيف أن الرئيس السابق محمد حسني مبارك «تتريق» عليهما في إحدى خطبه وأعلن عن توفير قطع الأرض التي يحتاجانها فورا.
وقد رأينا كيف أدان بعض الصحفيين العرب «الحربجية» بيان الإدانة الصادر عن الاجتماع الطارئ حول القدس والمسجد الأقصى، الذي عقد في عمّان يوم الخميس 21 نيسان الحالي.
يغري الكلام الذي يرفع الشعبوية، و»يسخسخ» كاتبه أو «يوتيوبره»، ودائما ما أسهل الكلام الذي ليس عليه جمرك.
الكارثة تتمثل في أن معظم من يكتبون ويحللون، يفتقرون كليا إلى المعلومات، لدرجة يصح أن نطلق عليهم لقب «فقراء المعلومات».
وهذه بعض المعلومات عن اجتماع عمان الطارئ حول القدس، الذي دعت إليه بلادنا.
مارست الإدارة الأمريكية الضغط على الأردن من اجل عدم عقد اجتماع اللجنة الوزارية العربية الخاصة بالقدس،
ولما لم ينجح ضغطها مارست الضغط على عدة دول عربية من اجل عدم المشاركة في الاجتماع أذكر منها المغرب ومصر اللتين لم ينجح الضغط الأمريكي في ثنيهما عن المشاركة.
ومن ثم مارست الإدارة الأمريكية الضغط من اجل عدم إدانة إسرائيل في بيان اللجنة الختامي.
ولم ينجح هذا الضغط ايضا، فقد (دان بيان اللجنة الانتهاكات الإسرائيلية بحق المصلين في المسجد الأقصى. وحذرت من أنها تمثل استفزازا صارخا لمشاعر المسلمين في كل مكان، وتقويضا لحرية العبادة في المسجد الأقصى المبارك، وحرية وصول المصلين إليه، وأنها تنذر بإشعال دوامة من العنف تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم).
تضم اللجنة التي يترأسها الأردن، تونس، والجزائر، والسعودية، وفلسطين، وقطر، ومصر، والمغرب، والإمارات، والأمين العام لجامعة الدول العربية.
الذين أدانوا ما حمله البيان من إدانة، هل كانوا يفضلون أن لا ينعقد الاجتماع كما ضغطت أميركا وإسرائيل؟؟!!!
أحيانا يحطّب الصحافيون في حبال إسرائيل دون أن يعُوا أو يقصدوا.
لكن ثمة من يقصد ويؤمر بالكتابة ويقبض ثمن التشويش والتشويه الذي تحمله كتابته.