مَن يريد مفاعلا نوويا ؟!
لا يعقل أن يبدأ العالم المتقدم بإلغاء مفاعلاته النووية ونحن في الأردن نبدأ ببرمجتها، فالتحوّل عنها واستبدالها بالطاقة النظيفة المستخرجة من الرياح والشمس... بات إنجازا حضاريا تفخر الأمم المتقدّمة به.
فمن المعروف أن المفاعلات النووية خطيرة على حياة الإنسان والبيئة، وكنا وما زلنا نشكو من مخاطر وجود مفاعل ديمونة الإسرائيلي، ونتساءل عن مدى تأثيره علينا في الأردن لاسيما في مجال زيادة أمراض السرطان.
والمفاعلات النووية تحتاج إلى وقت طويل لاستكمال بنائها، والأهم من هذا كله هي قنبلة موقوتة في حال حدوث زلزال، وليس حدوثه ببعيد بحكم موقع الأردن ضمن حفرة الانهدام، وما حدث في اليابان مع كل ما تملكه من إمكانيات تكنولوجية ليس ببعيد عن ذاكرتنا جميعا.
وهو يحتاج إلى كميات كبيرة من الماء، والأردن معروف بفقره الشديد بموارده المائية، بل تناقلت وسائل الإعلام قبل أيام عن عزم الأردن شراء الماء من إسرائيل، وما أدراك ما مواصفات الماء المباع للأردن!
وعلى افتراض أنه وفر لنا مصدرا للطاقة، فإن ما سينفق على علاج السرطان والأمراض الأخرى المُسَبَبة عنه بما هو معروف عن كلفتها الباهظة سيكلف الدولة الكثير، ناهيك عن المعاناة الإنسانية التي تنتظر الأردنيين.
أما اتفاقية التلزيم التي وقعتها الحكومة الأردنية مع شركة أريفا الفرنسية، فيصفها الخبراء بالمجحفة، ويُخشى مما سيترتب على الجانب الأردني من تكاليف باهظة، فهي عبء اقتصادي جديد ينتظر الأردنيين، إضافة إلى أن هذه الشركة فشلت في الالتزام بمعايير السلامة في المفاعل الذي أنشأته على ساحل نورماندي الفرنسي المملوك لأريفا نفسها.
فإذا كان المفاعل يكلف مليارات الدولارات، ويمكن أن يهدد بكوارث في حين أن طاقة الرياح، والطاقة الشمسية أقل كلفة وهما دائمتان، وصحيتان، ولا مخاطر تُذكر لهما، ومدة انتاجهما أقل بكثير من الزمن الذي يحتاج إليه المفاعل النووي، فلماذا الإصرار عليه إذاً؟! ومَنْ من الأردنيين يريده فعلا؟! وإذا كان لهذا المفاعل ميزات لا نعرفها ألا يستحق الأردنيون خروج المعنيين به لتوضيحها والرد على تساؤلاتهم، وتبديد قلقهم وخوفهم؟!