مكافحة الفساد.. " الدم الكذب " على قميص هذا الأردن الملقى في الجب..!!
محمد حسن العمري
-1-
ما يتداوله الساسة في " الدواوين " ومطاعم جبل عمّان بقضية السجين " النكرة" المهرب ، تختلف في سياقها عن رأي الشارع العام الذي يراها قضية فساد ، ويراها النخبة " العجل الحنيذ " الذي ما لبث أن جئ به وسُلم على جناح السرعة قبل أن يبق بحصته في وجه " الكبار"..!!
-2-
هل كانت ملفات البيع والشراء التي نفذها رئيس الوزراء الأسبق للشركات الوطنية التي ذهبت بأسعار دون قيمة الأصول الموجودة فيها ، بهذه " الحرفية " حتى يقال للسيد الرفاعي :" حاشا لله ما وجدنا عليك من سوء.."..!!
-3-
اي فساد هذا الذي ستكافحه مؤسسة ملقاة في اليم مكتوفة ما بين بؤس الامكانات وبؤس ذات اليد..!
و كيف ستطال ارهاق الموازنة الوطنية المضبوطة بكل الموازين اذا كان كاهلنا كله مغرق بدفع رواتب الذين تقاعدوا بالعاهات المفترضة على الثلاثينات وظلت فاتورتهم عبئا على كل الأجيال اللاحقة..!!
ومثلهم من الوزراء " المتقاعدين " المرهِقين لكاهلنا من يوم ولدنا والى ان نموت ونبعث حيا..!!
وزراء متقاعدون يعملون في الامم المتحدة ومؤسساتها ومؤسسات اقتصادية في دول الخليج والغرب ، وندفع هنا رواتبهم التقاعدية من تعرفة الجمارك على سيارات المرهقين بالضرائب ..!!
يمتلك احد الأصدقاء كشفا مفصلا بوزراء تقاعدوا من الدولة الأردنية لأيام " خدمونا ..!!" فيها وصاروا بعدها امميون..!
في اي اتجاه ستقف هيئة مكافحة الفساد امام مواقف مبرمجمة لاستنزاف الدولة والبقاء على المعونات لانقاذ الراهن مما لا يمكن مكافحته..!!
في السياق يتساءل البسطاء عن المعونة السعودية السخية هل جاءت فقط لرأب عجز الدولة او لسداد رواتب القطاع العام وتقاعداته التي ستلحق بالأجيال بعد مائة عام على هذا الحال..!!
-4-
لماذا يكون هناك إعفاءات جمركية لفئات دون أخرى ..!!
وعلى اي الاتجاهات يعتبر فلان صاحب حق في الوطن وغيره دافع للضرائب..!!
-5-
يلوح رموز الحكومة التي انتهت اليوم افتراضيا بحكم تجاوزها السنة " المحبطة " المربدة ، يلوحون باتجاه الاقل حظا بسحب ميزاتهم ، باعتبار ان مظاهرات الضد تخرج من الجنوب والشمال والمخيمات ، يلوحون لهم بسحب امتيازات الاقل حظا ، من اجل تأديبهم ، ناسين أصحاب المعالي الكرام والعطوفة المستشارين ان مائة عام على تكوين الدولة مايزال الأقل حظا هم الأقل حظا ، وما يزال الجنوب والشمال والمخيمات رهينة فشل سياسة تخطيط ليس حلها بالاستثناءات الفارغة التي لم تقدم الا مزيد من الانتفاخ في بطن العاصمة عمان وصّناعها..!!
-6-
لست مثل أكثر الأردنيين اليوم مع التصعيد باتجاه يعرقل امن البلد او التنمية ، لكن الإصلاح ومكافحة الفساد في دولة مدنية ، تهتز لادنى تغير في سياستها ،هي احوج ما تكون الى واقع يستدعي التضحية بأكثر " لوبيات " القرار السياسي الذي فشل قطبيه في تحقيق الا مزيد من الفساد ،وهو ما عشناه بالامس القريب والحاضر ، أرهقتنا حكومة الرفاعي المعروفة بإرثها الاقتصادي الفج الملئ بالمكاسب التاريخية للعائلة واللوبي الملحق بها ، و التي جاءت كوريثة لحكومة الكباريتي في ذات البنيان ، وجاءت حكومة المرهق بالعمر والكسل و الروتين ، التي حشدت ضدها ما لم تحشده حكومة الفساد التي غيّرت مجرى تاريخ الأردن قبل قريب من عشرين سنة..!!
هناك حل واحد لا ثاني له للخروج من أزمة مكافحة الفساد ، والولوج إلى إصلاح حقيقي يكون بغير هذه الرموز السياسية التي جربناها بكل المحافل والمواقف والقرارات وكانت النتيجة التي نعيشها اليوم ، كل هذه الاحتقانات الهامدة التي تخشى على الأردن ، ولذلك تعيد النظر الف مرة في اي حراك تتخذه ، لكنها لن تقف عند حاجز الصمت طوال العمر..!!!