زاد الاردن الاخباري -
عندما انسحبت القوات الروسية من الضواحي المحيطة بكييف الشهر الماضي، صدم العالم بالفظائع التي خلفوها ورائهم، من جثث ملقاة في الشوارع وتقارير التعذيب والمقابر الجماعية، وسط دعوات لإجراء تحقيقات في جرائم الحرب.
ثم جاءت الروايات المتعلقة بعمليات الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي، التي تتهم القوات الروسية بارتكابها تهديد السلاح في بوتشا ومدن أخرى.
ولطالما استخدمت جيوش العالم الاغتصاب كأداة حرب، لإذلال وترهيب السكان أو كجزء من حملة أوسع للتطهير العرقي، ويعد جريمة بموجب القانون الدولي.
لكن خبراء يقولون لصحيفة "واشنطن بوست" إن الاغتصاب من الجرائم بالغة الصعوبة لتوثيقها والأكثر صعوبة عند العمل على مقاضاة المسؤولين، وخاصة في أوقات الحرب.
وقالت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالعنف الجنسي في حالات النزاع براميلا باتن إن "وثائق اليوم هي محاكمة الغد.. نحن بحاجة إلى أشخاص مدربين للقيام بهذا العمل للحصول على فرصة أفضل لمتابعة القضايا على أعلى مستوى".
ووفقًا للمسؤولين الأوكرانيين وجماعات حقوق الإنسان والضحايا والشهود الذين تحدثوا إلى الصحفيين فقد انخرطت القوات الروسية في عمليات اغتصاب وأشكال أخرى من العنف الجنسي في مواقع متعددة في جميع أنحاء أوكرانيا منذ الغزو في 24 فبراير.
وكان معظم الضحايا من الأوكرانيين من النساء والفتيات، لكن تقارير أولية تشير أيضا إلى استهداف الرجال والفتيان.
ومع ذلك تقول الصحيفة إن التحديات التي يواجهها المحققون في أوكرانيا كثيرة، لإن الحرب لا تزال مستعرة، مما يجعل من الصعب الوصول إلى المناطق المتضررة، ناهيك عن جمع الأدلة من المواقع التي يُزعم أن الجرائم وقعت فيها.
وكذلك يتمثل أحد المخاوف في أن الناجين لا يتمتعون بإمكانية الوصول الفوري إلى المرافق الطبية حيث يمكن للموظفين إجراء الفحوصات الجسدية وتوثيق علامات الاعتداء وربما جمع الأدلة مثل عينات الحمض النووي.
ويقول الخبراء إنه حتى عندما ينحسر النزاع، فإن الناجيات من الاغتصاب أو الاعتداء الجنسي غالبا ما يشعرن بالخجل أو الصدمات لدرجة عدم القدرة على التحدث بصراحة.
وفي بعض الحالات، تتسبب الصدمة في نسيان الضحايا التفاصيل أو تقديم روايات غير متسقة، وقد يكافحن أيضا لتذكر صفات الجاني أو التوقيت الدقيق للاعتداء، مما يترك المحققين غير قادرين على تتبع أنماط الانتهاكات.
وأكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" غير الحكومية في وقت سابق أنها وثقت عدة حالات لجرائم حرب محتملة على يد القوات الروسية في الأراضي الأوكرانية المحتلة، بما في ذلك اغتصاب متكرر وعدة عمليات إعدام تعسفية.