زاد الاردن الاخباري -
كتب د. رعد محمود التل من قسم الاقتصاد بالجامعة الأردنية:
نقاط للتوضيح حول قرار "البنك المركزي الأردني برفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس على كافة أدوات السياسة النقدية..."
1.اي زيادة يحدثها البنك تكون على أغلب أدوات السياسة النقدية حيث تكون الزيادة على سعر الخصم (سعر الفائدة الممنوح من المركزي للبنوك التجارية) وسعر الفائدة الرئيسي (سعر الفائدة الممنوح من البنك المركزي على الودائع) وسعر الفائدة على الاحتياطيات الفائضة (overnight window). بالنسبة للأداة الاخرى المهمة وهي معدل الاحتياطيات الالزامية (required reserves ratio) والتي عادة لا تلحقها اي زيادة وتعود لتقديرات المركزي.
٢. كلما ارتفع سعر الفائدة الذي يضعه البنك المركزي، تزيد نسبة الفائدة بشكل تلقائي على القروض القائمة والجديدة، بالعملات المقومة بعملة المركزي أو المرتبطة بها. وفي حالة الدولار الأمريكي، فإن كلفة الإقراض سترتفع اعتبارا من اليوم على البنوك، وبالتالي على العملاء، وهذا مؤشر سلبي على الاقتصادات الباحثة عن تحفيز الأسواق من خلال وضع نسب فائدة منخفضة. إذ سيدفع رفع كلفة الإقراض إلى تراجع وتيرة الإقدام على طلب التسهيلات الائتمانية، خصوصا بعملة الدولار والعملات المرتبطة به.
٣. الفكرة الاساسية أن الفدرالي رفع أسعار الفائدة نصف نقطة مئوية على القروض وعلى الودائع في أكبر زيادة خلال 22 عاما وذلك لتقليل السيولة في السوق (كمية النقود في الاقتصاد لضبط الارتفاع بالأسعار) وبالتالي كبح جماح التضخم في الولايات المتحدة.
٤. البنك المركزي الاردني قام مثلما قامت العديد من الدول التي ترتبط عملتها بالدولار (الدينار مربوط بالدولار منذ ١٩٩٥) برفع أسعار الفائدة على أدوات السياسة للحفاظ على جاذبية الدينار مقابل الدولار وبالتالي المحافظة على هامش مريح بسعر فائدة بين الدينار والدولار، تعزيزا لاستقرار الدينار (خوفاً من الدولرة).
٥. المشكلة بان الفدرالي قد يضطر إلى رفع أسعار الفائدة خلال هذا العام أكثر من مره (كان متوقع رفع الفائدة عدة مرات خلال هذا العام بمقدار ربع نقطة كل مرة لكن بسبب الحرب الاوكرانية وارتفاع التضخم بشكل متسارع تم تغيير معدلات الزيادة بمقدار نصف نقطة) وهذا ما سيدفع البنوك المركزية التي ترتبط عملاتها بالدولار لرفع أسعار الفائدة أيضا وهو ما سيزيد من كلف الاقراض ويحد من الانفاق الاستثماري الناجم بالأساس التمويل الاقراضي (ارتفاع تكاليف الاستثمار والإنتاج بسبب رفع الفائدة).
٦. أحسن البنك المركزي الاردني بالاستمرار بتوفير التمويل الميسر للقطاعات الاقتصادية ذات القيمة المضافة العالية، من خلال الابقاء أسعار الفائدة التفضيلية لبرنامج البنك المركزي لإعادة تمويل القطاعات الاقتصادية الحيوية والإبقاء على سعر فائدة برنامج البنك المركزي لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة والمهنيين والحرفيين البالغ قيمته 700 مليون دينار على مستواه الحالي دون تغيير، وبحيث لا يتجاوز سعر الفائدة للمقترضين 2%.
٧. بالنسبة لارتفاع أسعار الفائدة على القروض الحالية فهو يعتمد على نوع التمويل بأسعار فائدة ثابتة (كتمويل المرابحة الاسلامي) او متغيرة (مثل التأجير التمويل)، بالإضافة الى تاريخ استحقاق القرض والذي يكون عند تجديد العقد وسعر الفائدة في ذلك الوقت.
٨. القرار يحمل جانبا إيجابيا بشكل نسبي على أصحاب الودائع المصرفية لدى البنوك العاملة في الأسواق، إذ إن قرار رفع أسعار الفائدة يعني أيضا أن المودع يحصل على عوائد أعلى. أي أن المودع بعملة الدولار على سبيل المثال، سيكون أمام فرصة تعزيز ودائعه للحصول على فوائد أعلى مقابل إيداعها لدى البنوك، بسبب قرار رفع أسعار الفائدة.