زاد الاردن الاخباري -
بلغ حجم تمويل الخطة الإقليمية للاستجابة للاحتياجات "المتزايدة" للاجئين السوريين والدول المستضيفة لهم 11% خلال الشهور الخمسة الأولى من العام الحالي، بحسب المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا رولا أمين الاثنين، معتبرة الرقم بـ "غير المقبول".
وقالت أمين، على هامش مؤتمر بروكسل السادس بشأن مستقبل سوريا والمنطقة للعام الحالي الذي انطلق اليوم، "حتى الآن ونحن في الشهر الخامس من العام 2022 الخطة الإقليمية الموضوعة للاستجابة للاحتياجات الكبيرة بين اللاجئين والدول المستضيفة فقط ممولة 11% وهذا رقم غير مقبول"، داعية إلى "التزام دولي أكبر وذات معنى أكبر وجدي لتمويل العمليات الإنسانية التي تهدف إلى الوصول إلى من يحتاج إلى المساعدة".
وتطالب المفوضية هذا العام بمساعدات تبلغ حوالي 10 مليارات دولار للاستجابة لحوالي 5.7 مليون لاجئ سوري يعيشون في دول مستضيفة لهم ويعتبرون "الأكثر ضعفا" أو نازحين داخل بلادهم.
ويعقد المؤتمر سنويا لـ "حشد الدعم السياسي والتمويل لمواجهة الأزمة السورية ليس فقط على السوريين لكن أيضا على الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين التي تأثرت بهذه الأزمة كالأردن ولبنان" بحسب أمين.
و"الرسالة الأولى" من المؤتمر تدعو إلى "عدم نسيان" الأزمة السورية و"آثارها على السوريين على الدول المستضيفة للاجئين" مع "ضرورة الالتزام بدعم" اللاجئين السوريين في الخارج والنازحين السوريين داخل بلادهم في ظل "أزمات متعددة في العالم" على ما شرحت أمين.
ولفتت النظر إلى أنه "مع كل سنة فيها لجوء أو نزوح وتستمر الأزمة السورية بدون حل سياسي، الاحتياجات والتحديات تزداد". وعبرت في هذا الصدد عن أملها في أن تستجيب وتتحمل الدول الداعمة "المسؤولية الدولية والاستجابة" لاحتياجات اللاجئين وهي الرسالة "الأساسية والأولوية في مؤتمر بروكسل".
ويستضيف الأردن أكثر من 1.3 مليون سوري منذ بداية الأزمة في 2011، بينهم نحو 672 ألف لاجئ مسجل لدى مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، من أصل أكثر من 5 ملايين لاجئ سوري في الأردن، ودول مجاورة.
وبلغ حجم تمويل خطة استجابة الأردن للأزمة السورية للربع الأول من العام الحالي 189 مليون دولار، من أصل 2.28 مليار دولار، وبنسبة وصلت إلى 8.3%، وفق وزارة التخطيط والتعاون الدولي.
الأزمة السورية هي "أكبر أزمة نزوح في العالم" حيث يبلغ عدد اللاجئين السوريين في العالم 6.5 مليون لاجئ وأكثر من 6.9 مليون نازح داخل سوريا وهو "رقم ضخم" في ظل "الاحتياجات المتزايدة" كل عام بحسب أمين.
وتحدثت عن "تأثير" الحرب في أوكرانيا على القدرة الشرائية للاجئين بعد ارتفاع الأسعار في العديد من الدول.
مدير مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية أحمد عوض، الذي شارك في مؤتمر بروكسل، تحدث لـ "المملكة"، عن عرض أولويات أمام الدول المانحة أولها "تعزيز النمو الاقتصادي لأنه مفتاح مواجهة مختلف التحديات من الفقر والبطالة، إضافة إلى التقدم بأولويات ذات علاقة بتعزيز أدوار الشباب وخيارات لها علاقة بالتعليم والصحة وتحسين سبل العيش، كذلك أولوية مرتبطة بتوفير مساحات واستقلالية أكبر وحرية لمنظمات المجتمع المدني ...".
وأشار عوض إلى "مخاوف متزايدة" لدى الدول المجاورة لسوريا من تراجع الدعم الدولي بسبب اندلاع الحرب في أوكرانيا. وقال: "المخاوف كثيرة ... أولوية الدعم كانت ضعيفة قبل نشوء أزمة اللاجئين الأوكرانيين في أوروبا والآن بدأت المخاوف تزداد بشكل كبير لأن جزءا كبيرا من الدعم الذي كان محدودا سابقا الآن هناك مخاوف أن يتراجع هذا الدعم لهذه الدول".