الكبير كبير في حسن خلق التواضع ,و الاحسان ,و ضبط النفس ,وكل عمل ناتج ومنبعه من الشعور المستمد من الضمير الحي (قلب المؤمن),من خلال عملي كطبيب ,في احدى الايام قالت لي الممرضه ,ان الشيخ (فلان) جالس مع المراجعين في الخارج , وكواجب له وبعد الانتهاء من معالجة المريض المتواجد ,خرجت الى الشيخ وسلمت عليه وطلبت منه الدخول للعيادة ,فرفض الا بعد الانتهاء من المراجعين ,حيث تم ذلك ودخل العيادة ,وبعد الترحيب به سبقني وفال يا ولدي ,لم اتي للمعالجة ,ولكن لكي اعزمك على فنجان قهوه (ويعني ذلك الدعوة على طعام),اخلاق يسلم الانسان لها ,بان صاحبها شيخ كبير بتواضعه وحسن خلقه ,وانتصاره على هوى نفسه وشحها ...............
الصغير صغير ,ولو نفش حاله ,حتى الناس تشوفه ,على فكره ظاهرة النفش ,تستخدمها الحيوانات ,لما تتقاتل مع بعضها البعض ولما تريد التخويف ,ذلك ان الحيوانات لها احساس محدود ,اعتمدت على الظواهر المادية في النفش لتكبير الحجم وعلو الصوت,وكان لسان حالها يقول نحن هنا ,لانها تعلم واقع صغر حجمها .......
رغم كل اساليب الصغار المضحكه في تكبير مقدارهم امام الناس ,الا انها تعبر عن مقدار صغرهم داخل انفسهم ,وكشف حقيقتها ,لانهم يجهلون ,ما يعلمه الناس ,متى يكون الانسان كبير القدر ,لان فهم ذلك يحتاج لوجود الشعور ,لهذا مذمة الصغير لفقده للشعور تعتبر مدحا ,ومدحه رياء ,لان الشعور منبعه من الولاء ,مثل الذي يذكر الله والذي لا يذكره ,كمثل الحي والميت ,وبكر الله تحيا القلوب ,ويكبر بها الانسان ,ويرفع الله تعالى بها ذكر الانسان الى يوم الدين ,كما رفع الله ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم ,عند كل الخلق ,الصيق والعدو منهم ,وفي كل زمان .وذكر اصحاب الرسول رضوان الله عليهم ,اسماء خلدها الله من نوره الابدي ,وحتى الناس تخلد ذكر من افاد الناس بعلم ومعرفة ,وبعمل خير ..........
د. زيد ابو جسار