زاد الاردن الاخباري -
كشفت مصادر أمنية في صنعاء عن معلومات تشير إلى أن السعودي سعيد الشهري، المطلوب أمنيا، هو من يتولى حاليا قيادة ما يسمى تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب"، مرجحة وفاة زعيم التنظيم اليمني ناصر الوحيشي في الغارة الجوية التي استهدفت اجتماعا قياديا للقاعدة في محافظة شبوه أواخر شهر ديسمبر الماضي.
وقالت المصادر الأمنية إن التسجيل الصوتي المنسوب للشهري يرجح صحة المعلومات التي كان قد جرى تداولها في وقت سابق حول مقتل الوحيشي، مستندة في ذلك إلى غياب الوحيشي وعدم وجود أي نشاط له منذ تلك الغارة التي تمكن تنظيم القاعدة من إخفاء جثث القتلى الذين سقطوا فيها سريعا بصورة سرية.
والدة الشهري.. ابني "عاق لوالديه" وحياته أشبه بحياة "الكلاب" ...
من جهة أخرى، علقت والدة سعيد الشهري على التسجيل الصوتي له والذي يعد أول ظهور إعلامي له منذ فرار ابنها إلى اليمن بعد عودته من جوانتانامو، ووصفت والدة الشهري ابنها بأنه "عاق لوالديه ولوطنه ومجتمعه، جراء انخراطه في تنظيم إرهابي مجرم يهدد حياة المسلمين ومصالحهم ويستدرج شبابهم إلى مستنقعات الهلاك والظلام"، داعية إياه إلى المسارعة إلى "التوبة إلى الله عز وجل قبل كل شيء والعودة إلى وطنه وتسليم نفسه" كما فعل زميله السابق محمد العوفي الذي سلم نفسه للسلطات قبل قرابة العام.
وقالت أم الشهري في رسالة نشرتها صحيفة عكاظ السعودية: "ابني عاق بي وبوالده وأرفض أن أتحدث معه على الإطلاق، إذ تسبب لي بمتاعب صحية ونفسية لا يعلمها إلا الله، ولم أكن أحسب يوما أن يتنكر لوطنه ولجهود الرجال المخلصين الذين أعادوه من معتقل جوانتانامو بعد سنوات كان يعيشها هناك منسيا".
معتبرة أن حياته في المعتقل كانت "أشبه بحياة الكلاب". وأكدت أن ابنها "عض يد الخير التي امتدت إليه، وهو بذلك أساء إلى بلاده دولة الإسلام وقبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؛ البلد التي ربته وأحسنت إليه واستعادته من معتقل جوانتانامو وكان من واجبه أن يقابل الإحسان بالإحسان لا الجحد والنكران".
واستدركت "إذا كان قد تبقى فيه ذرة من عقل فعليه أن يقتدي بما فعله زميله السابق محمد العوفي بالعودة وتسليم نفسه، وإذا ما فعل هذا، فإنني سأقبله ابنا وأرضى عليه وإن لم يفعل فلن أعتد به ابنا، بل سيستمر غضبي عليه إلى يوم يبعثون".
أما والد المطلوب أمينا علي جابر آل خثيم الشهري فقد أبدى أسفه على المرحلة التي بلغها ابنه سعيد الشهري "أصبح فاقدا للأهلية في الحياة كلها، إنه جاهل لا يعي ما يقول، وهو مجرد دمية تحركها قوى الشر والظلام".
وقال "قلت عبركم وأقولها ابني سعيد شيطان، إنه إبليس بعينه، عاق، جاحد، مجرم"، موضحا "ماذا تنتظرون من رجل كفر أباه وتسبب في متاعب لأمه المسكينة، طريحة الفراش في منزل أصغر أبنائها في خميس مشيط إلى درجة أنها ترفض الحديث إليه ولا تطيق ذكر اسمه أمامها لا من قريب ولا من بعيد".
وعلق والد الشهري على ما تضمنه التسجيل الصوتي المنسوب لابنه قبل يومين "إن كان صادقا أنه يريد الجهاد ويستحث شباب الأمة على ذلك، كما يزعم هذا المريض عقلا، فهو ومن وراءه يعرفون أين يكون الجهاد الحقيقي".
مؤكدا أن الجهاد ليس "بقتل المسلمين واستهداف أمنهم واستقرارهم ومصالحهم، والجهاد ليس بقتل وترويع الآمنين واستباحة دماء المعاهدين". واستطرد يقول "إن كان يعقل وأنا أشك في ذلك كثيرا فعليه أن يكف عن التهديد والوعيد، لأنه مسكين لا يجد وجماعته ما يسد به رمقه ولا يجد ما يأكله، يلهث كالبهيمة متنقلا بين جحور اليمن ومغاراته".
ويعتقد مراقبون في مكافحة الإرهاب أن علامات استفهام واضحة تتمثل في ظهور الرجل الثاني في قاعدة اليمن سعيد الشهري في شريط مسجل وليس مرئيا، كما درج عليه قيادات القاعدة.
ويرى المراقبون أن غياب زعيم التنظيم أو أمير القاعدة في اليمن ناصر الوحيشي عن الظهور، وتزامن بث الشريط مع الحديث عن شروط الحكومة اليمنية لوقف الحرب على المتمردين الحوثيين والاتصالات الجارية، يمكن تفسيره بأن ظهور الشهري يعتبر رسالة مبطنة لعناصر القاعدة بأنه احتل مكانة في قيادة التنظيم دون الإعلان عن مصيره إن كان على قيد الحياة أم لا.
وكالات