زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني إلى الولايات المتحدة الأميركية والتي سيلتقي خلالها جلالته بالرئيس الأميركي جو بايدن ومسؤولين أمريكيين وقيادات من مجلسي الشيوخ والنواب وأعضائهما، زيارة تعدّ الحدث الأبرز اليوم على مستوى العالم، لما تحمله من أهمية كبرى سواء كان في التوقيت أو في المواضيع التي يطرحها جلالته ويبحثها على المستويين العربي والدولي.
أهمية زيارة جلالة الملك إلى الولايات المتحدة تجعل منها ليست فقط زيارة ولا تحمل صفة زيارة عادية، إنما هي عنوان مرحلة سياسية واقتصادية هامة يُنتظر أن تنعكس نتائجها على الكثير من القضايا والملفات وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأوضاع في القدس، اضافة للملفات الثنائية والتي ستعمل على تعزيز العلاقات بين البلدين وتحديدا مذكرة التفاهم التي يعمل الأردن وأميركا على توقيعها لتأطير المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة للأردن، وغيرها من التفاصيل الخاصة بتعزيز العلاقات الثنائية، الأمر الذي يجعل كافة القراءات لهذه الزيارة تأخذها لجهة الأهمية الكبيرة.
هذه الزيارة التي تسلم خلالها جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله، في نيويورك مساء امس الاول الاثنين، جائزة «الطريق إلى السلام»، ضمن زيارة العمل التي يقوم بها جلالته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ستأخذ القضية الفلسطيينة جانبا كبيرا منها، وسيكون هناك سعي جاد من جلالة الملك صوت العقل والحكمة في المنطقة لتحريك ساكن السلام العادل والشامل، حيث ستشهد المباحثات مع الرئيس الأميركي الوضع في الأراضي الفلسطينية والقدس المحتلة، مع التركيز على ايجاد أفق سياسي للعودة للمفاوضات الفلسطينية والإسرائيلية وصولا لتحقيق السلام العادل والشامل وفقا للثوابت الأردنية التي كانت وستبقى تؤكد حقيقة واحدة أن في تحقيقها سيعمّ السلام في المنطقة والعالم، فالحلّ من عمّان للباحثين عن السلام.
لقاء القمة الذي سيجمع جلالة الملك بالرئيس الأميركي يجعل عيون العالم تتجه نحو الولايات المتحدة ترقبه بكل اهتمام وأمل بأن القادم أفضل، لما يتمتع به جلالة الملك من ثقة عربية ودولية بطروحاته وآرائه، ورؤيته الثاقبة والحكيمة حيال كافة قضايا المرحلة والمنطقة وتحديدا القضية الفلسطينية، التي يصرّ جلالة الملك جعلها أولوية شخصية له، وعدم تغييبها عن الأولويات الدولية مهما تعددت الأحداث التي من شأنها تأخيرها عن هذه الأجندات، فهو الملك عبد الله صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية، الذي يحرص على حمايتها وحماية المسلمين والمسيحيين في نيل أهم حقوقهم وصونه حقهم الديني.
الحديث عن الأبعاد الهامة لزيارة جلالة الملك يتطلب الكثير من القراءات، لكن ما يمكن تأكيده أنها غاية في الأهمية وتعدّ عمليا عنوان مرحلة تحمل الكثير من الايجابيات وستنقل الكثير من قضايا المرحلة لمكان مختلف لجهة الايجابية، وستغيّر من تفاصيل كثيرة على الصعيدين السياسي والاقتصادي تحديدا خلال الفترة المقبلة.