م-أكثم الصرايرة
أخي البخيت ..لقد فاتكم القطار
جملة وجهها النظام اليمني مؤخراً إلى معارضيه الذين ملاءوا الشوارع والساحات مطالبين برحيله ،قالها مستهزئاً بهم وبمطالبهم التي وصفها بالمتأخرة وبأن قطارها قد فاتهم غير مدرك هذا الرجل بأن قطار الحرية ليس له ميعاد وبأنه متوفر دائماً لكل من أراد ركوبه للوصول إلى الحرية والحياة الكريمة وامتلك تذكرة الإرادة والعزيمة.
سأستعير هذه الجملة هذه المرة لأوجهها للسيد البخيت لأختزل له بها كل ما يتحدث به غالبية ابناء الشعب و يتداولونه في بيوتهم و اجتماعاتهم و لقائاتهم و مكالماتهم و حواراتهم و بكل أطيافهم وأعمارهم وشرائحهم و اقول له
لقد فاتكم قطار الإصلاح يا سيدي
لقد فاتك قطاره وأضعت فرصتك الثانية في إثبات قدرتك وجديتك في الإصلاح وإحداث الفرق ونقش أسمك بحروف من ذهب في كتاب رجالات الأردن أصحاب الأفعال المؤثرة في تاريخ ومسار تطور الأردن كما نقشه من قبلك رجال أحرار من أمثال وصفي وهزاع رغم أنهم لم يحظوا بمثل فرصتك ولكن الحياة يا سيدي مواقف و صانعوا التاريخ يحتاجون لأنصاف الفرص كي يقولوا للتاريخ سجل هذا ما قدمناه وهذا ما فعلناه.
أضعت الفرصة الثانية بعد الأولى وتلقفت شباك مرماك أهداف بالجملة وسجل عليك نقاط فوق النقاط المسجلة عليك في الجولة الأولى ولم يتوانى الجميع من التسابق للتسجيل بدأً بالفاسدين الذين استطاعوا إلى الآن البقاء بعيد عن أي حساب أو عقاب و تتحمل حكومتك وزر فوزهم هذا امام الشعب فأنت من اتى الى الاصلاح و ليس هم مروراً بخصومك من مدعي السياسه الذين استغلوا وهن دفاعاتك وغياب خططك الدفاعية وعطلوا مفاتيح حركتك فأضعت الوقت مدافعاً لا مهاجماً تحاول التقاط انفاسك إلى الشارع المحتقن الذي أبداً لم يكن في أغلبه يعول عليك لإطلاق قطار الإصلاح ولكنه أنتظر مرغماً ستة شهور حتى الآن دون أن يرى أي بارقة أمل للتغيير أو الإصلاح فخسرت المعركة مبكراً وخرجت خارج كل الحسابات و المراهنات وما استمرارك للآن في موقعك هذا فأنما يعود إلى عدة اسباب اولها انعدام البديل الذي يمكن أن يحظى بثقة الشارع ويمتلك رؤيا وقدرة على الخروج من كل هذه المآزق و يحضى باحترام الاغلبيه و يمتلك ماضيا و مورثوا غنيا بالنزاهة و العمل السياسي و الخبرات بالإضافة إلى تريث صانع القرار وتنامي قناعته بضرورة إعادة النظر بعملية تشكيل الحكومات برمتها، فإخفاقات الحكومات المعينة المتتالية والتي قفزت بالمديونية إلى أرقام قياسية وصعدت بالعجز والبطالة والفقر وخصخصة شرايين الدولة إلى مراحل متقدمة يصعب العودة عنها مما دفع بالشعب إلى المطالبة بتغيير نهج التشكيلات الحكومية برمته ..
سيدي البخيت
أعلم ويعلم معظم الأردنيين نظافة يديك ولسانك كما أنهم يعلمون ضعف إدارتك ووهن قيادتك ولذلك نعتقد جازمين بأنك لست برجل المرحلة كما توقع الجميع و لكن مسلسل اعطاء الفرص مستمر حتى و لو كان على حساب البلد و الشعب ،ولست أبني أحكامي هنا على مجرد تهيئات و اتهامات بل على حقائق ظاهرة للعيان،
فأنت يا أخي لم تستطع منذ تسلمك زمام الأمور من حل قضية واحدة من قضايا الفساد ولم تستطع تحقيق انجاز واحد يحسب لك بدون ضغط الحراك والمسيرات التي أتت ببعض الانجازات على شحهها كنقابة المعلميين، كما وأنك للآن لم تستطع الحصول على ثقة الشارع الذي فقد كل مقومات الثقه بكل الحكومات و المسؤولين السابقة منها و الحاليه و حتى القادمه ان كانت ستأتي على نفس المنهاج ، و لو عرجنا على الناحية الاقتصادية لوجدنا بأن الدين العام للأردن قد أرتفع منذ بداية السنة بشقيه الداخلي والخارجي وفي غياب تام لأي حلول اقتصادية ناجعة تطرح من قبل حكومتكم الغائبة عن هذا القطاع كما هو حال باقي القطاعات, فقد فشلت حكومتكم في إيجاد حلول وبدائل لتخفيض الدين غير تلك الحلول المتبعة والمعروفة والتي يستطيع أي شخص القيام بها والتي ترتكز بشكل كامل على جيوب المواطنين والمتمثلة بحزمة ضرائب متنوعة على كل شيء و أساليب جبايه متنوعه ، أما سياسياً يا سيدي فنجد بأن كل ما أطلقته حكومتك من شعارات عن الحرية و تنمية الحياة الحزبية والسياسية و اشراك الشباب في صنع القرار قد راوحت مكانها و لم نلمس لها أي أثر على أرض الواقع .
دولة السيد معروف
نعرف بأنك ربما تبذل أقصى طاقاتك وتحاول جاهداً ترك بصمة مؤثرة في تاريخ عملك السياسي صنع تاريخ يعنون بأسمك ولكنك للآن يا سيدي لم تستطع وربما هذه هي قدراتك ولا تستطيع تقديم المزيد في ظل هذه الأجواء المشحونة والوضع الاقتصادي الصعب ولكننا يا أبو سليمان لم يعد أمامنا الكثير من الوقت لنجرب أكثر ونختبر أفكار شخصية ومخططات توضع وتبنى على اجتهادات فردية آنيه يحاول كل فرد إثبات نفسه من خلالها غير مكترث بنتائجها وكما حاولت الحكومات السابقة وفشلت فشلاً ذريعاً في النهوض بالبلد بل ساهمت بقوة في قيادته إلى هذا الوضع الاقتصادي الصعب، فلم يعد مقبولاً بعد اليوم أن تبقى رقابنا ومقدراتنا ومستقبل أولادنا مرهون بأيدي حكومات ليس لنا يد في اختيارها تأتي وتذهب دون أن نعرف لماذا اختير هذا الشخص ولماذا أقيل وماذا أنجز وبماذا فشل ومن يحاسبه على تقصيره فأصبحنا حقل للتجارب يجرب بنا كل أنواع الوزراء والمسؤولين يأتون بأفكارهم وخططهم ويجربونها إن فشلت فشلت فلا خوف من حساب وإن نجحت نجحت، وبسبب هذا التخبط وهذه التجارب ارتفعت المديونية بصورة خيالية في غضون بضع سنوات بسبب الخصخصة الغبية التي أتت باجتهادات شخصية من قبل المنتفعين والمتكسبين والتي باعت مقدرات البلد وشرايينه بأبخس الأثمان وأفقدته أهم موارده و بالتالي قدرته على الاستمرار، وها نحن كشعب ندفع فواتير غبائهم وتخبطهم من جيوبنا ، ندفع ضرائب على كل شيء من اجل سداد فاتورة فشلهم التي ليس لنا يد فيها، ندفع و لا نرى نورا يلوح بالافق لا بل نرى مستقبل مظلم أمامنا و تحضر امامنا الحالة اليونانية بقوة حيث الافلاس عنوانها !
أن الحل بنظري و نظر غالبية الشعب المثقف و الذي يعول عليه في التغير يكمن قي تحمل الشعب لمسؤولياته و اضطلاعة بمهمة أختيار الحكومات القادمة و التي يجب ان تخرج من رحم برلمانات نزيهه نثق بها و نحترمها، حكومات تضع مصلحة الاردنيين نصب اعينهم و تكون امينه على اموالهم و مقدراتهم و مستقبل ابنائهم ، حكومات يختارها الشعب و يحاسبها الشعب ان اخطأت و يقيلها ان قصرت و بالتالي تبقى غير معصومة عن المسائلة مما يحتم عليها تحسس خطاها و قراراتها .
يهاجم البعض هذه الفكرة و ينتقدها و هنا اتوجه لهم بالسؤال :
لماذا لا ونحن الشعب الأكثر تعليماً في المنطقة ؟
لماذا لا و نحن نعيش في بيئة صحية حيث لا نعاني من قمع الانظمة و جورها ؟
لماذا لا و نحن نمتلك من القيادين و المؤهليين في كل المجالات مالا تمتلكه المغرب التي بدأت بهذه الخطوة ؟
يقولون لنا باننا سنسيء الاختيار و نأتي بحكومات ضعيفه وو ..و نقول هذا وارد و يمكن ان نخطئ مرة أو مرتين ولكننا سنمتلك الخبرة في النهايه ونختار الافضل ، فالصالح يثبت نفسه و الطالح ستكشف اوراقه و اكاذيبه اجلاً ام عاجلا ً ولنا في التجربة التركيه خير مثال .
يقولون لنا من انتم و ماهي برامجكم و ما هي انجازاتكم و من اين اتيتم و من ورائكم و اقول لكل المهاجمين
لماذا لا توجهون مثل هذه الاسئله الى الحكومات الاردنيه و الى اغلب وزرائها المتساقطين على وزراتهم بالبرشوتات و بقوة العلاقات الشخصيه فهم اولى بهذه الاسئله و هم من سيجيب عليها ان وجدوا اي جواب