زاد الاردن الاخباري -
وصفت حكومة الوحدة الوطنية الليبية بزعامة عبدالحميد الدبيبة دخول فتحي باشاغا، رئيس الحكومة المكلفة من برلمان شرق البلاد الى العاصمة طرابلس لبضع ساعات فجر الثلاثاء، بأنها "محاولة تسلل صبيانية".
وكان شهود افادوا بأن اشتباكات اندلعت بين مجموعات مسلحة مؤيدة لحكومة الوحدة الوطنية وأخرى داعمة لباشاغا بعد ساعات من وصول الأخير إلى المدينة لمباشرة أعمال حكومته.
وأعلنت حكومة باشاغا بعيد هذه الاشتباكات انه غادر طرابلس في خطوة تهدف الى "حقن الدماء".
وأعلنت وزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية أن مجموعة مسلحة خارجة عن القانون حاولت التسلل داخل العاصمة لإثارة الفوضى باستخدام السلاح.
واضافت أن الأجهزة العسكرية والأمنية التابعة لحكومة الوحدة الوطنية تعاملت بحزم ومهنية لمنع الفوضى وإعادة الاستقرار إلى العاصمة، ما أجبر "المجموعة المسلحة" على الفرار من طرابلس.
ووصفت الوزارة ما جرى بأنه "محاولة تسلل صبيانية مدعومة بأجندة حزبية "، مشيرة إلى أنها تسببت في أضرار مادية وبشرية، ومتوعدة بـ"الضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المس بأمن المواطنين وسلامتهم"
وقال مصدر امني أن الكتيبة "444" التابعة لوزارة الدفاع تولت عملية تأمين خروج باشاغا من طرابلس.
كما اندلعت اشتباكات في مناطق متفرقة من طرابلس خاصة منطقتي "المنصورة" و"جزيرة سوق الثلاثاء" القريبتين من مقر كتيبة "النواصي" التي أعلنت في بيان مباركتها وصول باشاغا إلى العاصمة واستعدادها لتقديم الدعم له بكل الطرق الممكنة، وفق مراسل الأناضول.
والليلة الماضية، أعلن المكتب الإعلامي للحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب، في بيان مقتضب، وصول باشاغا برفقة عدد من الوزراء إلى طرابلس استعداداً لمباشرة أعمال حكومته منها.
ومنذ أكثر من شهرين، توجد في ليبيا حكومتان هما حكومة الدبيبة وأخرى برئاسة باشاغا منحها مجلس النواب الثقة مطلع مارس/ آذار الماضي.
ويرفض الدبيبة تسليم السلطة إلا لحكومة تأتي عبر برلمان منتخب، ما أثار مخاوف من انزلاق البلد الغني بالنفط مجددا إلى حرب أهلية.
"لن ننسى من اعتدى علينا"
وفي الاثناء، قال الدبيبة خلال جولة تفقدية للأضرار التي خلفتها الاشتباكات إن من يريد حكم البلاد فعليه التوجه للانتخابات.
وخاطب الدبيبة المتجمهرين خلال جولته قائلا: "ناوين الشر وناوين الحرب والدمار" في إشارة إلى باشاغا والكتائب الموالية له.
وأضاف، وفق فيديو مصور له اثناء جولته التفقدية نشرته "منصة حكومتنا" على فيسبوك، "جاؤونا في عقاب (آخر) الليل وكسروا ودمروا تسببوا في خسائر لأرزاق الناس والليبيين". وأردف "إذا كانوا يريدون الكرسي فعليهم التوجه إلى الانتخابات".
وأعلن الدبيبة "تشكيل لجنة لتقييم الأضرار وتقديم التعويضات المناسبة للمواطنين بالتنسيق مع المجلس البلدي طرابلس المركز في غضون 3 أيام".
ومن جانبه، قال باشاغا، إنه فوجئ بالتصعيد العسكري إثر دخوله العاصمة طرابلس في وقت سابق، ما اضطره إلى الخروج مرة أخرى.
وحمّل باشاغا مجموعات تابعة لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة المسؤولية عن الأحداث، واصفا الحكومة بأنها ”ساقطة وطنيا“.
وعلى صعيده، ناشد المجلس الرئاسي الليبي الأطراف الدولية تقديم الدعم للحوار الليبي، وألا تساهم بطريقة مباشرة أو مستترة في زيادة التوتر، وذلك في بيان اصدره نائب رئيس المجلس عبد الله اللافي، عقب اشتباكات طرابلس.
وقال اللافي: "نناشد الأطراف الدولية تقديم الدعم للحوار الليبي، وألا تساهم بطريقة مباشرة أو مستترة في زيادة التوتر".
وطالب المستشارة الأممية الخاصة بليبيا ستيفاني وليامز "أن تقوم بدور نشط في هذا الوقت بالذات"، كما دعا من وصفهم "بعقلاء البلاد أن يقوموا بدورهم الذى يفرضه الواجب".
وشدد اللافي، على أن "ما حدث ليلة البارحة من أعمال مسلحة، لا يمكن أن يُنتج أي نوع من الاستقرار"، ودعا كافة الأطراف إلى "التحلي بقدر كبير من المسؤولية وضبط النفس، وأن تضع في الحسبان أرواح المدنيين وممتلكاتهم
مصر "قلقة"
وفي سياق متصل، أعلنت مصر أنها تتابع بقلق التطورات في العاصمة الليبية طرابلس، داعية إلى ضبط النفس وحتمية الحوار.
وقالت الخارجية المصرية في بيان، إن "مصر تتابع بقلق التطورات الجارية في طرابلس، وتؤكد على ضرورة الحفاظ علي الهدوء في ليبيا، والحفاظ علي الأرواح والممتلكات ومقدرات الشعب الليبي".
وحثت مصر، "جميع الأطراف الليبية على ضبط النفس والامتناع عن اتخاذ أي خطوات من شأنها تأجيج العنف".
وشددت الخارجية المصرية، على "حتمية الحوار بهدف الوصول إلى عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ليبيا بالتزامن وبدون تأخير".
وأكَّدت "أهمية حوار المسار الدستوري الجاري الآن في القاهرة وبما يحقق طموحات وآمال الشعب الليبي في الانطلاق نحو المستقبل بخطى ثابتة".