الكاتبة: سهير رمضان - من أسمى معاني الحياة أن تكون صاحب قضية، تعيش لها وتدافع عنها وتموت لأجلها.
وحدهم الأبطال وحدهُم الشجعان هم الذين يموتون من أجل القضية.... فما بالك إن كانت القضية هي فلسطين!
إن شعب فلسطين رغم النكبات والإحتلال والحصار والظلم والمعاناه لم ولن يتوقف عن التمسك بحقه في وطنه وعن القدس عاصمته ورمز قضيته العادلة وعن حقه في تقرير مصيره فهي قضية يتوارثها الأجيال باقية أمانة في أعناقهم شاء من شاء وأبى من أبى فهي فلسطين. اربعة وسبعون عاماً لم ولن يكل أو يستسلم هذا الشعب البطل رغم التخاذل والصمت والتواطؤ عليه حتى من قياداته التي وقعت معاهدة اوسلو التي ثبّتت حق الإحتلال في الوجود على حساب وجود الشعب الفلسطيني هذه الإتفاقية التي الزمت الفلسطينين بوقف كل أشكال المقاومة المسلحة ولكن شعب فلسطين شعب الجبارين وأرض فلسطين لا يرويها إلا دماء شهدائها.
كُل فلسطيني على أرض فلسطين مشروع شهادة، أطفالها ونسائها ورجالها وشيوخها. إسرائيل تشدد الخناق على الشعب الفلسطيني من جهة وتزداد العمليات الإستشهادية من جهه. شهيد تلو الشهيد فهي ثمرة لأي معركة بين الحق والباطل.
إن ضيق الخيارات لدى الشعب الفلسطين هي إحدى عوامل القوة لديهم ، تقهر عدوهم وتظهر الفشل الإستخبارتي الإسرائيلي خصوصا الشاباك حيث أثبتت هجمات الشباب الفلسطين والعمليات الإستشهادية في قلب تل أبيب عدم قدرة الشاباك على مواكبت هذه العمليات والقيام بخطوات إستباقية لوقفها. إن إستهداف إسرائيل للصحفين الذين يظهرون جرائم الإحتلال لهو أكبر دليل على فشل السياسات الإسرائيلية. لقد ودعت فلسطين إمرأة فلسطينية مقدسية صحفية شاهدت على جرائم الإحتلال فجنازة إبنة القدس الصحفية شرين أبو عاقلة التي إستشهدت برصاص الإحتلال الغاشم ما هي الا لوحة جديدة فنية رائعة مشرفة تعبر عن مدى حب فلسطين في قلوب أطفالها ونسائها وشيوخها وشبابها وعن مدى رغبة شعب الجبارين في الإنعتاق من قيد الإحتلال الظالم والحصار الجاثم فوق صدورهم. حملوا النعش على أكتافهم غير مكترثين بهراوات وإعتداءات جيش العدو المدجج بالسلاح على جنازة الشهيدة شرين ابو عاقلة وهي ليست المرة الأولى التي يتم فيها إعتداء على تشيع جنازة مما يؤكد إستهتار إسرائيل بالرأي العام العالمي وبالقيم والأعراف الدولية فهي دولة لم تقم أساسا على معايير أخلاقية. إن هذا الشعب لا يقهر شعبٌ صامد، وهذه الجنازة المهيبة لتلك البطلة التي لن ينساها العدو فغيابها حضور وستبقى الكابوس الذي يقض مضجعه. لقد أدرك اليهود أن السبيل الوحيد لدى الشعب الفلسطيني والذي لا بد منه هو الجهاد وهو واضح على وجوه شباب فلسطين وأن الأمنية الوحيدة السامية هي الموت في سبيل حب فلسطين عيونهم تقول عندما يشيعون الشهداء اليوم أنتم على الأكتاف وغداً نحنُ فمسيرتهم مسيرة تضحيات وأنه لا نصر بلا ثمن وأن عنادهم وصبرهم ما هو الا شوكة في حلق إسرائيل. أدرك الشعب الفلسطيني أنه لا أمل يرجى من جامعة الدول العربية ولا جدوى من إنتظار كلمة قيادات شاخت على كراسيها ولا إنتظار مصالحة لا تتم بين فتح وحماس الذين جعلو قضية السلطة بديلاً لقضية الشعب الفلسطيني. وحدهم الأبطال وحدهم الشجعان هم الذين يموتون من أجل القضية ....فما بالك إن كانت القضية فلسطين!