زاد الاردن الاخباري -
الانطباع المباشر والسريع وسط السياسيين الأردنيين بعد الحديث الملكي المفاجئ عن احتمالات التوتّر شمالي المملكة وجنوبي سورية لاحقا هو ذلك الذي يؤشّر بوضوح على أن مثل هذه التصريحات الاردنية ينبغي أن تقرأ بعمق خصوصا من قبل دوائر القرار في دمشق.
والانطباع الأهم أن تلك التصريحات ليس بالضرورة أنها تغضب أو تزعج دمشق أو تتدخل فيها حيث ينقل سياسيون ومسؤولون أردنيون بين الحين والآخر انطباعاتهم بأن الدولة السورية لا تُمانع أي نشاط أو جهد يمكن ان يؤدي لتخفيض وتقليص الوجود الإيراني العسكري في العمق السوري خصوصا في المنطقة الفاصلة بين الأردن والعراق وسوريا.
وما بثّه بوضوح تصريح لرئيس الديوان الملكي الأسبق الدكتور جواد العناني انطوى على نوع من المشاركة التحليلية التي تحاول تفسير القراءة الملكية المباغتة سياسيا فقد أبلغ العناني محطة الجزيرة القطرية بأن تقديره وهو يحاول قراءة تصريح الملك يؤشر على أن انشغال روسيا في الحرب الأوكرانية وفي أزمتها ومعركتها الحالية قد يؤدي إلى حصول فراغ على الحدود الأردنية السورية.
وبالتالي يمكن أن تعود منظمات عرفت بالتشدد والارهاب أو منظمات موالية لإيران إلى تلك المنطقة وهو ما يشكل برأي المراقبين الاردنيين جميعا خطرا استراتيجيا على الأمن القومي الأردني لا مجال للتساهل معه خصوصا وأن الأردن سبق أن رحّب بعودة مظاهر الدولة السورية السيادية وبالقرب من حدوده وليس من الميليشيات و المجموعات المسلحة بصرف النظر عن ولاءاتها.
خطفت تحذيرات الملك أضواء الإعلام والقراءة والتكهّن من حيث الشكل والتكوين في العبارة السياسية ومن حيث التوقيت أصلا لأن تصريحات الملك كانت ضمن حالة الاشتباك الاردنية المتقدمة مع وفد رسمي عريض زار الولايات المتحدة الامريكية مؤخرا.