زاد الاردن الاخباري -
أعلن مئات من المقاتلين الأوكرانيين الذين كانوا محاصرين في مصنع الصلب بمدينة ماريوبول الأوكرانية استسلامهم، لتبلغ حصيلتهم الإجمالية 1700 مقاتل، وفقا لما ذكرته روسيا، الخميس، وسط مخاوف من "انتقام الكرملين" من السجناء، وفقا لوكالة أسوشييتد برس.
وسجل الصليب الأحمر مئات الجنود الأوكرانيين كأسرى حرب، في خطوة تضمن معاملتهم بشكل إنساني وفقا لمعاهدات جنيف.
وبعد حوالي ثلاثة أشهر من حصار ماريوبول، تحولت المدينة التي تحوي ميناء حيويا إلى رمز للحرب وأوجاعها، مع استسلام الجنود الأوكرانيين في مصنع "آزوفستال" الذي كان يعد آخر معقل للمقاومة الأوكرانية في ماريوبول.
وقال الجيش الروسي إن 1730 من القوات الأوكرانية المحاصرة في المصنع استسلمت منذ يوم الإثنين، وذكرت أسوشييتد برس أن القوات الروسية اصطحبت بعضهم إلى مستعمرة سابقة في منطقة تابعة للانفصاليين المدعومين من موسكو، في حين قال مسؤول لدى الانفصاليين إنهم في المستشفى.
ولم يتضح عدد المقاتلين الباقين في أنفاق مجمع "آزوفستال" الواقعة تحت الأرض، وكانت روسيا قد قدّرت خلال الأسابيع الماضية أنها كانت تواجه حوالي ألفي مقاتل.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها سجلت مئات من أسرى الحرب الخارجين من المصنع وفقا لاتفاق بين روسيا وأوكرانيا، ولم تؤكد فيما لو كانت قد زارت السجناء.
وتأمل أوكرانيا أن تتمكن من استعادة جنودها في عملية تبادل للأسرى، في حين هددت روسيا بأنها ستقدمهم للمحاكمة بتهم ارتكاب "جرائم حرب" ووصفتهم بـ "النازيين" و"المجرمين".
وقادت فرقة "آزوف" الأوكرانية جهود المقاومة في مصنع "آزوفستال"، وكانت روسيا قد اعتمدت على جناح الفرقة اليميني في حجة حربها على أوكرانيا "لمقاتلة النازيين".
وهذه التهديدات هي ما أثارت المخاوف من المصير الذي ينتظر الجنود الأسرى لدى موسكو.
وكانت منظمة العفو الدولية "أمنستي" قد طالبت بمنح الصليب الأحمر الموافقة على زيارة الجنود الأسرى، ونقلت تقارير حول عمليات إعدام مزعومة نفذتها القوات الروسية في أوكرانيا، مشيرة إلى أن "المدافعين" في آزوفيستال يجب ألا يواجهوا المصير ذاته.
وسيساهم تفريغ المصنع من المقاتلين في تزويد روسيا بالسيطرة التامة على ماريوبول الاستراتيجية ومينائها، بعد أن اتضح أن جهود موسكو في السيطرة على العاصمة، كييف، قد تم دحرها، ليتركز القتال في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا، والتي يعتبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، السيطرة عليها هدفا أساسيا لحملته العسكرية.
ويبدو أن النجاحات التي حققتها المقاومة الأوكرانية قد أمدت المسؤولين بالثقة، وفقا لتعبير أسوشييتد برس، حيث نقلت عن ميخايلو بودولاك، مستشار الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذي شارك في عدة جولات من المحادثات مع روسيا، تغريدة موجهة إلى موسكو، قال فيها: "لا تعرضوا علينا وقف إطلاق النار، فهذا مستحيل دون الانسحاب الكامل للقوات الروسية".
وأضاف "إلى أن تصبح روسيا مستعدة لتحرير الأراضي المحتلة بالكامل، فإن فريق التفاوض لدينا هو الأسلحة والعقوبات والمال".
ومع ذلك، أشارت روسيا إلى نيتها دمج أو على الأقل الحفاظ على نفوذها في المناطق التي استولت عليها قواتها.
زار نائب رئيس الوزراء الروسي، مارات خوسنولين، هذا الأسبوع، منطقتي خيرسون وزابوريزهزهيا، اللتين أصبحتا تحت سيطرة القوات الروسية بعد وقت قصير من بدء الغزو في فبراير. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عنه قوله إن المناطق يمكن أن تصبح جزءًا من "عائلتنا الروسية".
وفي مستجدات أخرى، تقدمت السويد وفنلندا، خوفا من أن تمتد طموحات بوتين إلى ما وراء أوكرانيا، بطلب هذا الأسبوع للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" والحصول على حمايته ضد روسيا، على الرغم من معارضة عضو الحلف، تركيا، انضمامهما بحجة احتضانهما لمعارضين ينتمون إلى حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية.
وتزامنا مع ذلك، بدأت أول محاكمة تخص الحرب الأوكرانية يتهم فيها جندي روسي بقتل مدني أعزل بإطلاق النار على رأسه خلال الأيام الأولى من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير الماضي.
وقال فاديم شيشيمارين الذي أقر بذنبه في قتل رجل يبلغ 62 عاما في شمال شرق أوكرانيا في 28 فبراير مخاطبا أرملة الضحية، كاترينا تشيليبوفا: "أعلم أنك لن تكوني قادرة على مسامحتي لكنني أطلب منك الصفح".
ووافق مجلس الشيوخ الأميركي بأغلبية عظمى على توفير تمويل بقيمة 40 مليار دولار لدعم حكومة كييف ماليا وعسكريا.