زاد الاردن الاخباري -
أكد استشاري تشخيص الأمراض النسيجية والسريرية، الدكتور حسام أبو فرسخ، ان جميع الإشارات السابقة المتعلقة بفيروس جدري القرود، وطريقة انتشاره، لا تدعو بتاتا الى الهلع أو الخوف منه.
وأضاف ان المتتبع للإشارات السابقة لفيروس جدري القرود بالعالم، وطريقة انتشاره التي تعتبر ليست سريعة مقارنة مع الجدري الأصلي او فيروس كورونا، حيث ان عدد الحالات المصابة به هي منخفضة إذا ما قورنت مع الأوبئة الأخرى، بالإضافة لنسبة الوفيات القليلة، يرى أنها أمور لا تدعو للهلع او الخوف بتاتا.
وبين أبو فرسخ ان هذا الانتشار لجدري القرود حاليا هو ليس الأول بالعالم، ففي الولايات المتحدة ظهر أول مرة بشدة عام 2003، وسجلت حينها (47) حالة في عدة ولايات، لكن الان وبعد انتشار وباء كورونا اصبحت النظرة العالمية لأي وباء أشد حرصا، خوفا من تكرار تجربة كورونا والانتشار السريع له.
ورغم عدم تسجيل أي حالة من جدري القرود في المملكة، كما أعلن رسميا، وعدم احتمالية انتشاره، إلا ان أبو فرسخ دعا الى ضرورة الانتباه خصوصا للقادمين من أفريقيا، لافتا الى ان أعراض هذا الفيروس من الأعراض التي تتضح مباشرة من خلال الطفح الجلدي، وبالتالي رصده سيكون أكثر اتضاحا وسهولة من الفيروسات الأخرى.
وكانت وزارة الصحة أعلنت في تصريحات صحفية انه لم يتم تسجيل أي حالة في الأردن لغاية هذه اللحظة، ولا اجراءات خاصة ستتخذ لرصد جدري القرود للقادمين او المغادرين عبر المطارات، لكن في الوقت ذاته ستقوم بتفعيل الرصد النشط في المراكز والمستشفيات لرصد أي حالة «طفح جلدي» غريب او غير معروف وعزل الحالات.
وعن بداية اكتشاف هذا الفيروس، أوضح أبو فرسخ انه اكتشف لأول مرة بالقرود في عام 1958ولذلك سمي بجدري القرود، لكن الإنسان لم يصب به إلا في عام 1970، علما ان القرود ليست أكبر ناقل له، فهناك القوارض كالسناجب والجرذان، وكانت بداية ظهوره في الغابات الاستوائية بافريقيا.
وهناك نوعان لجدري القرود، وفق أبو فرسخ، النوع الأول موجود في الكونغو او وسط افريقيا، وهو الأشد، إذ ان نسبة الوفيات فيه بلغت حوالي 10%، والنوع الثاني الأقل شدة والموجود في غرب افريقيا، ونسبة الوفيات فيه 1%، ولحسن الحظ ان الحالات التي تنتشر في العالم هي من النوع الثاني الأقل شدة.
أما فيما يتعلق بأعراض الفيروس، أشار الى انها الحرارة والصداع والتعب والإعياء، بالإضافة الى التهاب الغدد اللمفاوية الذي يميز هذا الفيروس عن باقي الفيروسات المشابهة مثل جدري الأطفال او الجدري الأصلي، في حين فترة الحضانة تمتد لأسبوع، وفترة المرض كاملة تكون 3 أسابيع، وفترة العدوى هي في الأسبوع الذي يظهر الطفح فيه على المصاب وعادة تكون في الأسبوع الثاني.
وبالنسبة لطريقة انتقال جدري القرود من شخص لاخر، قال أبو فرسخ انها تحدث عندما يصبح هناك تلاصق تام بين شخصين عند ظهور الطفح الجلدي مما ينقل المرض، مبينا ان وزارة الصحة البريطانية لاحظت ان معظم المرضى بالفيروس هم إما من الشواذ جنسيا أو من يمارسون الجنس مع الإناث والرجال معا، أما للحماية منه فيجب الابتعاد عن الحيوانات المسببة للفيروس، وعدم مخالطة المصاب مثل النوم بسريره او الملاصقة الشديدة له.
ولفت الى انه حتى الان لا يوجد علاج لجدري القرود، ويستخدم البعض علاجات ضد الفيروسات المنتشرة له وأظهرت له فعالية، حيث وجدوا ان لقاح الجدري للذين تلقوه سابقا يحمي 85% من الإصابة بجدري القرود.
واشار ابو فرسخ الى ان الدول التي انتشر بها فيروس جدري القرود مؤخرا، هي بريطانيا والولايات المتحدة وكندا واسبانيا وفرنسا وغيرها، وبلغت عدد الحالات حاليا حوالي 80 حالة في 12 دول مختلفة، و50 حالة أخرى تحت الملاحظة.
وتوقع ان تزداد الحالات خلال اسبوعين في العالم الى 200 حالة، وعلى الرغم من ذلك فإن عدد الحالات يعتبر قليلاً إذا ما قورن بالأوبئة الأخرى، موضحا ان أكثر مرة حدثت زيادة بهذا الفيروس كانت في نيجيريا عام 2017، وسجلت 500 حالة في ذلك الوقت، والفيروس اختفى بعدها هناك.