زاد الاردن الاخباري -
تمكن طفل أوكراني من الخروج أخيرا مع عائلته من قبو تحت الأرض عاش فيه منذ الغزو الروسي يوم 24 فبراير وذلك بمساعدة أحد قراء صحيفة "الغارديان".
وذكرت الصحيفة البريطانية أن الطفل، تيموفي سيدوف، البالغ من العمر 8 سنوات لم يكن يرغب بالخروج من القبو الذي بقي فيه لمدة 87 يوما بقرية كوتوزيفكا المدمرة شرق خاركيف وذلك خوفا من النيران الروسية.
وقالت والدة الطفل، ريتا سوتنيكوفا، "عندما أخرجنا تيموفي من الملجأ، ظل يمسك بيدي ويقول أمي دعينا نعود إلى الداخل ونختبئ".
وبجانب عائلته، يتجه تيموفي إلى الأمان النسبي في غرب أوكرانيا تمهيدا للاستقرار في زيورخ السويسرية، حيث وصل أكثر من 40 ألف لاجئ أوكراني منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقالت ريتا: "في البداية لم يرغب تيموفي في مغادرة كوتوزيفكا. لقد كان منزعجًا جدًا عندما أخبرناه أننا سنغادر. أعتقد أنه خائف الآن من السفر. كان خائفًا من القصف المدفعي عندما نقلنا من كوتوزيفكا إلى خاركيف".
كانت كوتوزيفكا على بعد حوالى 18 كيلومترا شرق خاركيف، ثاني مدينة في أوكرانيا، على خط المواجهة في الحرب منذ 24 فبراير، حيث تم استعادتها من القوات الروسية قبل ثلاثة أسابيع لكن تحريرها جاء بثمن باهظ بعد أن دمرت المدينة وباتت أنقاض.
قُصفت القرية طوال الوقت وبقي حوالي 50 شخصًا من أصل 1500 كانوا يعيشون هناك - معظمهم كانوا يعيشون جنبًا إلى جنب مع تيموفي في قبو مظلم ومغبر، حيث قضى الصبي الصغير معظم وقته في رسم صور للوحوش والدبابات.
ووفر الجيش الأوكراني ممر آمن لإجلاء عائلة الطفل بعد أن كتبت صحيفة "الغارديان" عن محنتهم، حيث كان أحد القراء يملك صلة مع منظمة "أوكرانيا الآن" غير الربحية لتقديم المساعدة اللوجستية.
لم يرغب القارئ في الكشف عن هويته، لكنه قال إنه يأمل أن يتبرع الآخرون بأموال لمساعدة تيموفي وعائلته، ودعا إلى بذل جهد أكبر في الغرب "لمنع معاناة الملايين بسبب حماقة قلة".
ولا يزال مستقبل العائلة مجهولا على الرغم من نجاح عملية الإجلاء، حيث يتطلعون إلى إعادة توطينهم في بلد غريب بدون مال أو القدرة على التحدث باللغات المحلية.
ومع ذلك، قالت ريتا إن الأسرة لم يكن لديها خيار سوى الفرار من القتال، مشيرة إلى أن صحة طفلها بدأت في التراجع بعد الإقامة في قبو مظلم لمدة 87 يوما مع 23 شخصا آخر في مساحة صغيرة.
وأضافت: "تم فحص تيموفي من قبل طبيب وشُخص بأنه مصاب بحساسية من الغبار من القبو. هذا الغبار من جدران الطابق السفلي، والذي كان يتنفسه تيموفي طوال الوقت".