زاد الاردن الاخباري -
قرر مدعي عام محكمة أمن الدولة مساء أمس توقيف الزميل الكاتب الصحافي في "العرب اليوم" موفق محادين، والمستشار الدولي في الشؤون البيئية الدكتور سفيان التل على خلفية تهم تتعلق بـ"الإساءة للأردن والجيش العربي ودماء الشهداء الأردنيين".
وبحسب وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور نبيل الشريف، فإن مجموعة من المتقاعدين العسكريين كانت تقدمت إلى مدعي عام عمان بشكوى ضد محادين والتل قبل أربعة أيام على خلفية تصريحات أدليا بها في برامج حوارية تلفزيونية، تناولت قضية الانتحاري الأردني همام البلوي الذي فجر نفسه في معسكر تابع للاستخبارات المركزية الأميركية في مدينة خوست الأفغانية نهاية العام الماضي، ما أدى حينها إلى مقتل 7 عناصر من الـ"C I A".
وأوضح الشريف لـ"الغد" أن مدعي عام عمان قرر عدم اختصاصه النظر في القضية، ما دفعه إلى تحويل ملف القضية إلى محكمة أمن الدولة التي استدعت المتهمين وحققت معهما بحضور وكيل الدفاع عنهما المحامي رياض النوايسة.
وكانت أمن الدولة استدعت محادين والتل في الرابعة من عصر أمس، واستمر التحقيق معهما لساعات، فيما ظل الهاتف النقال للمحامي النوايسة مغلقا حتى ساعة متأخرة من الليلة الماضية.
القضية سياسية لأن التل ومحادين خالفا الرواية الرسمية ...
وفي آخر المستجدات فقد أجل مدعي عام محكمة امن الدولة اليوم الطلب الذي تقدم به وكيل الدفاع للإفراج عن الكاتب موفق محادين والناشط والخبير البيئي سفيان التل المحتجزان في مركز إصلاح وتأهيل الجويدة.
وقال محامي الدفاع رياض النوايسة إن"المدعي العام أجل الطلب إلى نهاية الأسبوع القادم"، مضيفا إنه حضر التحقيق مع موكليه أول أمس إذ وجهة تهم تعكير صفو العلاقات مع دولة أجنبية - ويرجح النوايسة أنها قد تكون العراق- ، ومحاولة قلب الحكومة من خلال التحريض بالكتابة والنشر، وإثارة النعرات العنصرية والطائفية، وذم هيئة رسمية وهي القوات المسلحة الأردنية و القيام بأعمال من شأنها أن تنال من هيبة الدولة ومكانتها.
ويؤكد النوايسة لـ"السبيل" إن الاعتقال جاء نتيجة تصريحات أدلى بها محادين خلال مشاركته في برنامج ما وراء الخبر على فضائية الجزيرة والذي تناول موضوع تفجير خوست، بينما وجهت التهم للتل على خلفية مشاركته في ذات الموضوع السابق على قناة نورمينا.
ويضيف محامي الدفاع إن دوافع القضية سياسية، وأن المتهمين عبرا عن قناعتهما الذاتية ورأيهما الشخصي ولم يثيرا النعرات أو يحرضا على أي شئ مخالف للقانون ولم يتعديا الحدود القانونية في النقد الموجه.
ويرى النوايسة إن القضية تحركت ضد موكليه لأن كلامهما خالف الرواية الرسمية، وأرادت الحكومة من ذلك إرسال رسالة إلى كل من يخالف رأيها، لافتا إلى أن المدعي العام أبلغه أن هناك مجموعة من المتقاعدين العسكريين تقدموا بشكوى ضد محادين والتل يشتكون فيها من الإساءة للقوات المسلحة.
وكان موفق محادين أوقف عن الكتابة في صحيفة العرب اليوم عدة أيام، مرجعا السبب حينها إلى ضغوط مورست على إدارة الجريدة كموقف عقابي جراء تصريحاته على قناة الجزيرة.
ويخضع التل ومحادين للإحتجاز 14 يوما على ذمة التحقيق في سجن الجويدة.