أصبحت مكشوفة، أيادي الحرس الثوري الإيراني الملطخة بالدماء، وظلاله البارزة على عمليات نشر المخدرات والسلاح في المنطقة، وهي العمليات المسلحة الإجرامية التي يعصف بها جيشنا العربي البتار.
ان ارتدادات خروج روسيا من سورية، التي نبه الملك اليها، والمخاوف من حلول عصابات نظام الملالي في الفراغ على حدودنا الشمالية، تقتضي بناء منظومة عسكرية أمنية أردنية مصرية سعودية خليجية، لمواجهة الحقائق والتحديات الأمنية الجديدة.
فحيثما حل نظام الملالي الإيراني، كان الدمار والموت والحرب والخراب والفقر والإفلاس والجوع. فالناس تتحدث عن دور نظام الملالي في تقويض اليمن والعراق وسوريا ولبنان، التي تشهد ساحاتها كافة، حروبا عسكرية وسياسية ومذهبية واقتصادية.
وإيران التي تقدم نفسها منقذا، تعاني من الفقر والجوع والبطالة والتضخم والفساد والاستبداد، وهي التي رفع الخميني فيها منذ عودته إلى طهران سنة 1979، راية المستضعفين في الأرض ضد المستكبرين، و»الموت لأمريكا ولإسرائيل».
و ما إن استوى على الدكة، حتى فتك الخميني بحلفائه الشيوعيين «حزب تودة» والعلمانيين واليساريين وأقام حكم الكهنة ورجال الدين الثيوقراطي، واعلن قيام «جمهورية إسلامية» -وليس خلافة إسلامية- ونصّب «المرشد الأعلى» السلطة المطلقة العليا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
لقد آلت الثورة التي رفعت شعارات حقوق الشعوب في الحرية والاستقلال ونصرة المستضعفين، إلى سلطة مرعبة طاغية في إيران: تزوّر الانتخابات وتمارس التعذيب والاغتيال ولواط الشباب المعارض واغتصاب الفتيات المحجبات المحتجات، لقد اصبح كل ذلك نسقا تقليديا لأجهزة الامن الإيرانية التي تتشعب إلى اكثر من 20 جهازا.
وانكشف محتوى الثورة الإسلامية، بعد فضائح لا تحصى، أبرزها «إيران كونترا أو إيران غيت سنة 1985» التي كشفت للعالم أن جسرا من الأسلحة وقطع الغيار كانت تشحن من أمريكا عبر إسرائيل إلى طهران.
إن النظام الذي يقوم على أساس تركيز الحكم في قبضة شخص الولي الفقيه وعصبة من رجال الميليشيات المسلحة، سيصبح فورا نظاما دكتاتوريا فاسدا مستبدا، نظاما لا يمكن أن يكون قابلا لإطلاق ديمقراطية وتعددية سياسية، نظاما قاتما معتما لا شفافية فيه، نظام حرب وعدوان، نظام حكم جاهلي غير رشيد.