زاد الاردن الاخباري -
رفعت اسرائيل الاربعاء، حالة التأهب في صفوف قواتها ونشرت مزيدا من بطاريات "القبة الحديدية" في انحاء البلاد، تحسبا لتفجر مواجهات مع الفلسطينيين على خلفية "مسيرة الأعلام" التي يعتزم المتطرفون اليهود تنظيمها في القدس المحتلة الأسبوع المقبل.
وأفادت التقارير بأن المفتش العام للشرطة الإسرائيلية يعقوب شبتاي أمر برفع حالة التأهب إلى درجة واحدة دون الدرجة القصوى، وذلك في ظل سماح سلطات الاحتلال لـ"مسيرة الأعلام" بالمرور من باب العامود ومنه إلى طريق الواد مرورا بالحي الإسلامي داخل أسوار البلدة القديمة وصولا إلى حائط البراق.
كما أمر شبتاي بإلغاء الإجازات لدى قوات الشرطة وحشد جميع العناصر التي تخدم في منطقة القدس وفي المدن التاريخية المسماة بالمدن المختلطة في الخطاب الإسرائيلي، فيما تقرر نشر أكثر من 3000 شرطي في القدس، وسط توقعات بنشر المئات من عناصر الشرطة في المدن التاريخية، "مع التركيز على عكا واللد"، بحسب ما أفاد موقع "واينت" الإلكتروني.
وايضا، نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي، المزيد في بطاريات القبة الحديدية في جميع أنحاء البلاد، تحسبا من إطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة المحاصر، على خلفية المسيرة.
ولفتت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11" إلى أن أجهزة الأمن الإسرائيلية بما في ذلك الجيش والشرطة والشاباك يرون ضرورة في إقامة المسيرة بمسارها المقترح ومرورها من باب العامود، واعتبرت القناة أن ذلك يأتي في محاولة إسرائيلية لفرض "أمر واقع" في القدس يسمح بإقامة "مسيرة الأعلام" الاستفزازية سنويا.
تحذيرات فلسطينية
ومن جانبها، حذرت الرئاسة وفصائل فلسطينية، الأربعاء، من أن سماح إسرائيل للمستوطنين بتنظيم "مسيرة الأعلام" في البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة، الأحد المقبل، سيؤدي إلى مزيد من "التوتر وتفجير الأوضاع".
وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، في بيان، إن "الاحتلال يسيء مجددا تقدير عزيمة الشعب الفلسطيني وقيادته وقدرته على الصمود والتحدي، من خلال إصراره على تنفيذ المسيرة في القدس القديمة"، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية. واعتبر أن ذلك "يأتي إذعانا رسميا للمتطرفين لليهود".
ودعا أبو ردينة الحكومة الإسرائيلية "للتراجع عن هذه الاستفزازات التي لا تقود سوى إلى التوتر والعنف". وحمّل الحكومة "المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الذي سيؤدي إلى تفجير الأوضاع".
كما قال الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم في بيان إن "سماح قيادة الاحتلال للمتطرفين باقتحام المسجد الأقصى والمساس بقدسيته فيما تسمى بمسيرات الأعلام تجاوز للخطوط الحمراء، سيجعلها تتحمل الأثمان الباهظة لسلوكياتها العنصرية المتطرفة".
وأضاف برهوم: "نحذر حكومة الاحتلال من تجاوز الخطوط الحمراء، والتي من شأنها إشعال الساحة وتفجير الأوضاع".
ودعا الوسطاء في المنطقة (لم يحددهم) إلى "الضغط على حكومة الاحتلال وكبح جماحها وسحب صواعق التفجير".
فيما اعتبرت حركة الأحرار الفلسطينية، في بيان، أن "إصرار الاحتلال على تنفيذ مسيرة الأعلام وأداء طقوس تلمودية في الأقصى سيكون المسمار الأخير في نعش حكومة نفتالي بينت (رئيس الوزراء الإسرائيلي) الهشة والضعيفة، ونار ستحرق الاحتلال".
ضغوط اميركية
وفي سياق متصل، كشف مسؤول إسرائيلي أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تضغط على إسرائيل لتغيير مسار "مسيرة الأعلام" بعيدا عن باب العامود والحي الإسلامي في القدس الشرقية.
ونقل موقع "تايمز اوف اسرائيل" عن المسؤول قوله إن الجهود الأمريكية للتأثير على صانعي القرار الإسرائيليين لم تثمر أي نتائج بعد، على الرغم من أن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس ووزير الخارجية يائير لابيد متفقان على أن المسيرة تنطوي على عناصر "قابلة لإشعال المواجهات"، بينما وجهت حركة "حماس" والجهاد الإسلامي في غزة تحذيرات لإسرائيل من السماح للمسيرة بالمرور من القدس الشرقية.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن "الولايات المتحدة أعربت مرارا عن قلقها بشأن أعمال العنف الأخيرة في القدس وإسرائيل والضفة الغربية، ونواصل دعوة جميع الأطراف لبذل قصارى جهدهم لممارسة ضبط النفس وتجنب الأعمال والخطابات الاستفزازية".
"لا معنى لاثارة المزيد من الصراعات"
وعلى صلة، حذّرت حركة "ضباط من أجل أمن إسرائيل" التي تضم ضباط متقاعدين من أجهزة الأمن الإسرائيلية، من تداعيات مسيرة الأعلام وطالبوا الحكومة الإسرائيلية بإعادة النظر بالسماح بإقامتها في المسار الذي حدده أنصار اليمين المتطرف الذين ينظمون المسيرة.
وجاء في بيان صدر عن الحركة أن مسيرة الأعلام تحولت في السنوات الأخيرة "إلى بؤرة صراع عنيف يضر بنسيج الحياة والأمن ويثير التوترات بين اليهود والعرب في القدس وفي عموم البلاد"، وأضاف ""في هذه الأيام، وبعد أشهر من التوتر، لا معنى لإثارة المزيد من الصراعات الحادة وغير الضرورية".
والأسبوع الماضي، قرر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، عومر بار-ليف، السماح للمسيرة الاستفزازية التي ينظمها مستوطنون متطرفون، بالمرور من منطقة باب العامود في مدينة القدس المحتلة، وذلك إثر عقد جلسة لتقييم الأوضاع أجراه بمشاركة شبتاي.
وجاء قرار بار-ليف بما يتوافق مع توصية الشرطة، من المقرر أن تقام المسيرة في يوم الأحد 29 أيار/ مايو الجاري بالتزامن مع ما يسمى بيوم "توحيد القدس" (ذكرى احتلال الشطر الشرقي من المدينة).
والعام الماضي، نظم الآلاف من أنصار اليمين المسيرة التي يحملون خلالها الأعلام الإسرائيلية، واقتحموا منطقة باب العامود، أحد أبواب البلدة القديمة بالقدس، مرددين هتاف "الموت للعرب"، قبل أن يتوجهوا نحو حائط البراق.