حمل الحفل الذي اقامه النائب أندريه العزوني، بحضور الاسرة الاعلامية، لتكريم أسرة الشهيدة شيرين أبو عاقلة، الثلاثاء الفائت، أكثر القيم جلالا و الدلالات جمالا.
كان بيت القصيد، جملة الأستاذ أسامة الرنتيسي حين قال «يشكل استشهاد شيرين نقطة التحول».
وتقديري أن شيرين من أهل الكرامات،
فقد نال اسمها أعلى سمعة ونال اغتيالها أوسع انتشار في العالم، وقدم اكبر الخدمات واسرعها لقضية شعبنا العربي الفلسطيني.
وأَلحقَ اغتيالُها الوحشي ضررا فادحا بالاحتلال الإسرائيلي، وكشف للعالم وجهَه الوحشي، الذي تمكنت ماكينة الإعلام الصهيوني طيلة عقود، من اخفائه وستره. فقد تمكن الإعلام الأممي الجماهيري، من قهر ماكينات الإعلام العالمي، التي تستحوذ الصهيونية عليها، حين اتاح للعالم فرصة مشاهدة ارتكاب الجريمة لحظة بلحظة.
فضحت جريمة الاغتيال الإسرائيلية، التعامل الإسرائيلي الرسمي الوحشي مع المشيعين العزل ومع تابوت الشهيدة.
وقد جرّد اغتيالُ شيرين، الاحتلالَ الإسرائيلي من سلاح فعّال آخر، هو الإفلات من العقاب، الذي مكنها من الافراط في مقارفة الجرائم دون خوف من الحساب والعقاب.
وسيكون سلوك الاحتلال الإسرائيلي ما بعد اغتيال شيرين مختلفا عما قبله، ستستمر الاغتيالات والانتهاكات والاعتقالات والمصادرات والاستيطان، وستحاول سلطات الاحتلال أن تستخدم القفازات، ظنا منها انها قادرة على طمس بصماتها، التي لم يعد ممكنا طمسها، حتى لو وضع الاحتلال، طاقية الاخفاء، وأطنانا من اجود انواع الطلاء.
وقد لفتت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية إلى أن «مقتل ابو عاقلة حظي بتغطية واسعة في وسائل الإعلام الدولية، وأدى إلى سلسلة من الإدانات الشديدة للجيش الإسرائيلي وسياسته في المناطق الفلسطينية».
وحسنا فعل الرئيس الفلسطيني حين رفض مشاركة إسرائيل في التحقيق باغتيال الشهيدة شيرين، وهو ابلغ رد على دعوة الادارة الأمريكية المثيرة للسخرية، والممعنة في التغطية على جريمة إسرائيل، «لإجراء تحقيق شامل وشفاف في اغتيال شيرين، تشارك فيه إسرائيل».
إنها دعوة لتحقيق يشارك فيه القاتل، ودعوة للقاتل كي يدين نفسه !!
و كم نقدر تكريم الملك عبد الله للشهيدة شيرين بوسام الاستقلال من الدرجة الأولى، تقديرا كبيرا من جلالته لدور الصحافة في الدفاع عن الحقيقة والحرية.