قرش.. دينار.. دولار.. يورو.. البضاعة.. الأسعار.. الأسهم.. ارتفعت انخفضت..الغش.. ثم الغش.. والله العظيم برأسماله..والله العظيم أنه أصلي.. ( وهو كذاب كذاب ) فلان صار معه مشكلة ... يا سيدي بعين الله ... شو نعملوا.. الناس يا دوب حالها.. الله لا يردوا .. مش مهم كيف.؟ المهم الفلوس.
هذه من أكثر المصطلحات الدالة على التفكك الاجتماعي والأسري والمتداولة بين الناس في أماكن العمل والأسواق والتجمعات السكانية.؟! الناس في مجتمعاتنا تحولوا إلى آلات وإن كانوا بشرا من لحم ودم ولكن بدون مشاعر, أو قلوب, أو ضمائر, أو أحاسيس, أو أخلاق... تاجر يدعو على إسرائيل وفي نفس الوقت يبيع البضائع الإسرائيلية... يدعو الله أن يقسم ظهرها وهو يدعمها ويقويها, تجرد الناس من إنسانيتهم وانسلخوا عن دينهم وأخلاقهم يرفعون شعارا ( اللهم نفسي نفسي ) ولا علاقة لي بأمي وأبي وصديقي وأخي... فأمي وأبي وأهلي وعشيرتي هو القرش والدينار وما أملك..؟! يشتمون الله جهارا نهارا ويسبون الدين وهم يضحكون ولا يأبهون... وغش الناس وبيعهم البضاعة الفاسدة شطارة وفهلوة, وإخفاء عيوب بضائعهم فراسة ونباهه, والتحايل على البسطاء من الناس فن التجارة, والله لا يساوي عندهم قطعة من الخبز ( جل في علاه ) يحلفون به ليخدعوا من في قلبه مخافته.. هان الله علينا فهنا على أتفه مخلوقاته.؟! ضاعت الأمانة, وأنعدم الصدق ووسّد الأمر لغير أهله.
قديما عندما كنا في الأندلس, كان الأعداء يرسلون عيونهم إلى الأسواق وبين الناس ليأتوا بالأخبار عن أحوالهم فيسألوا كيف وجدتموهم ؟ فيقولون: صادقين أمناء رحماء بينهم, يؤثرون على أنفسهم ولو كانت بهم خصاصة..فيقولون: ليس بعد لم يحن الوقت ..لن نقدر عليهم .. حتى بعد مرور السنوات وتغير الأحوال وابتعاد الناس عن دينهم وأخلاقهم,وانكبابهم على الدنيا, قالوا: انتشر الغش بينهم.. يحلفون كاذبين غير آبهين.. لا يؤثرون أحدا على أنفسهم.. قست قلوبهم هجروا المساجد والمصاحف..لا يرحمون..لا يعطفون ..بأسهم بينهم شديد...عندها قالوا: حان موعد قطافهم واستئصالهم والانتصار عليهم, قال تعالى: \" ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم \" نعم يا أمة محمد فما لكم من اسمها نصيب, تذكرونه ولا تعرفونه..تصلون عليه ولا تطيعونه, تعلمون حقا أنه قال: \" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه\" أو كما قال صلوات ربي عليه وسلم..وأنتم أبعد الناس عن قوله هذه الأيام..حتى من المصلين من قست قلوبهم على أبنائهم وأمهاتهم وآبائهم وبين أنفسهم إلا القليل ممن فهم الدين, وحرص على تطبيقه قولا وفعلا.
أيها الناس, ألن تعقلوا, وتدركوا.. ألن تشعروا وترحموا.. أولم تعوا قوله تعالى: \"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم\" هذه صرخة علها ترجعكم إلى بشريتكم, علها تطرق قلوبكم التي قست وتحجرت, فتلين, علها تطرق فطرتكم التي جبلتم عليها, فيرجع التكافل وتعود المحبة والألفة والرحمة بينكم؛ فينظر لكم رب العزة والملكوت فيغير أحوالكم وينصركم على أعدائكم.. وإن لم تفعلوا فابشري بطول سلامة يا إسرائيل.
rawwad2010@yahoo.com