زاد الاردن الاخباري -
أكد عضو اللجنة الوطنية لليقظة الدوائية ولقاحات كورونا مستشار العلاج السريري والدوائي، الدكتور ضرار بلعاوي، ان الانتشار غير النمطي لفيروس جدري القرود أخيراً يجعلنا لا نستبعد احتمالية استخدامه كسلاح بيولوجي.
واضاف ان مركز السيطرة على الأمراض الأميركي، يضع ثلاث مجموعات من ضمنها مجموعات للحرب البيولوجية، وتعد المجموعة الأهم هي (A)، التي تشكل خطراً كبيراً على المجتمع، حيث ان العامل البيولوجي مثل الجراثيم من الممكن ان ينتقل من إنسان لاخر، ويسبب وفيات كالجمرة الخبيثة، والجدري الذي من ضمن عائلته جدري القرود.
واعتبر بلعاوي ان الانتشار غير النمطي للفيروس خلال الفترة الأخيرة، يجعلنا لا نستبعد ان يكون ضمن حرب بيولوجية تديرها إحدى الدول، في خضم وضع سياسي غير مستقر، مثل الحرب الروسية الأوكرانية او الأزمة الأميركية الصينية، إذا ما علمنا ان جدري القرود مرض مستوطن موجود في غرب ووسط افريقيا ومن الممكن ان نجده في أميركا الوسطى.
كما ان هناك تساؤلات، وفق بلعاوي، عن سبب انتشار الفيروس في الوقت الحالي، وهو شيء لم نلحظه سابقا، فقد رأينا انتشاراً له في أوروبا وأميركا واستراليا وكندا، وبالتالي فإن احتمالية استخدامه كسلاح بيولوجي واردة، ويجب وضعها على أجندة الدول والمؤسسات الصحية للتأكد من مدى صحة هذا الاحتمال.
وفي ما يتعلق بتصحيح الأخطاء المتداولة عن جدري القرود، بيّن بلعاوي ان الفيروس مستوطن في وسط وغرب افريقيا، ونسبة الوفيات فيه من 1-10%، وهي أقل من نسبة الوفيات في جدري البشر التي تبلغ 30%.
ولفت الى انه سمي بجدري القرود، لكن القرد بريء منه، إذ تم اكتشاف هذا المرض في مختبر للقرود عام 1958، كانت تجرى عليها التجارب، وبعد التقصي اكتشفوا ان القرود ليست حاضنة للمرض، ويبدو انها التقطت العدوى من القوارض، لافتاً الى حواضن الفيروس وهي القوارض كالجرذان والسناجب.
وأشار الى ان بعض المواقع العربية الإخبارية وقعت في خطأ ترجمة اسم حيوان (Prairie dog) (كلاب البريري)، والذي تحدث عنه الإعلام الأميركي بأنه كان سبباً لتفشي جدري القرود عام 2003 في أميركا، حيث ترجموه الى (الكلاب البرية) وبدأوا بالتحذير من الكلاب على أنها حاضنة للفيروس، لكن الصحيح ان هذا الحيوان اسمه «كلب البريري» او «كلب المروج» وليس له علاقة بالكلاب انما هو نوع من انواع السناجب، وتسميته جاءت بسبب انه ينبح كالكلب.
ومن الأخطاء التي يتداولها البعض حول جدري القرود، كما أوضحها بلعاوي، أنه ينتقل بممارسة الجنس، إلا ان الأدق والأصح هو انه ليس مرضاً جنسياً، فالفيروس لا ينتقل بالممارسة الجنسية، ولا يفرز بالمني او السوائل المهبلية، وإذا حصل انتقال بسبب العملية الجنسية، فهذا من التلامس اللصيق الذي يحصل من الجلد للجلد، أو من رذاذ السعال والعطاس والكلام خلال التقارب اللصيق للعملية الجنسية.
ولفت الى ان جدري القرود لا ينتقل عن طريق مصاب لا تظهر عليه أعراض خلافا لفيروس كورونا، وحتى يستطيع المصاب نشر الفيروس يجب ان تظهر عليه اعراض كانتفاخ الغدد اللمفاوية والبثور على الوجه واليدين، مشدداً على ان احتمالية ان ينقل شخص مريض بجدري القرود لا تظهر عليه الأعراض لشخص سليم هي ضئيلة جداً.
وبالنسبة لمدى نجاح استخدام الأدوية المتوفرة لجدري البشر أو الأدوية المضادة للفيروسات للحالات المصابة بجدري القرود، قال بلعاوي ان جدري البشر وجدري القرود يتشابهان من ناحية التسلسل الجينومي بدرجة 96,3%، وبالتالي هذه الأدوية متوقع ان تفيد في علاج جدري القرود بنسبة لا تقل عن 85-90%.
وحث بلعاوي على ضرورة توفير مخزون استراتيجي حتى لو كان بسيطاً من لقاح جدري البشر، وان يكون ذلك على قائمة استراتيجيات الدول ومراكز الأزمات، نظراً لاحتمالية وجود حالات تستلزم إعطاؤها اللقاح، مثل مزودي الرعاية الصحية الذين يتعاملون مع أشخاص مصابين بالفيروس، او اشخاص يعتنون بمصابين بجدري القرود بالمنازل.
وأوضح ان الأشخاص الذين تعرضوا لشخص مصاب بجدري القرود، بإمكانهم أخذ لقاح جدري البشر خلال مدة تتراوح ما بين 3-7 أيام من التعرض، حتى يقيهم من الأعراض الشديدة للفيروس.