زاد الاردن الاخباري -
نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن موظفين سابقين وحاليين في مشروع مدينة "نيوم" السعودية شكواهم عن أجواء العمل المتوفرة، والتي دفعت العديد منهم إلى تقديم استقالتهم.
ويطمح ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أن يعكس مشروع "نيوم" نظرة المملكة المستقبلية في تطوير التكنولوجيا وتقليل الاعتماد على النفط.
وذكرت الصحيفة حادثة على لسان موظفين سابقين وحاليين، أنه، في عام 2020، وبعد أن ألغت شركتان متخصصتان في ألعاب الفيديو رعايتهما للمشروع، بسبب السجل الحقوقي للمملكة، اجتمع رئيس المشروع، نظمي النصر، مع فريق الاتصالات وسألهم عن سبب عدم تحذيرهم له بأن ذلك قد يحصل.
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن أشخاص على اطلاع مباشر على الاجتماع أن النصر قال للموظفين: "إن لم تخبروني من المسؤول.. سآخذ المسدس من تحت مكتبي وأطلق النار عليكم".
وقال الأشخاص إن الزملاء حاول تهدئة امرأة بدأت بالبكاء، وأشارت الصحيفة إلى أن معظم من حضروا الاجتماع تركوا المشروع، ووصف الموظفون الحاليون والسابقون أن المشروع يشهد "نزوحا للموظفين الأجانب"، وفقا لتعبير الصحيفة الأميركية.
وقالت الصحيفة إن العديد من الموظفين "يهربون الآن، مخذولين من ثقافة إدارية وصفها مراء تنفيذيون بأنها، في أسوأ أحوالها، تصغّر من المغتربين وتقدم مطالب غير واقعية وتغض الطرف عن التمييز".
وذكرت الصحيفة أن مكتب النصر رفض توفّره لإجراء مقابلة للإجابة عن أسئلة تخص تقريرها، كما أن الحكومة السعودية لم تستجب لطلبات "وول ستريت جورنال" التعليق على التقرير.
وقالت "نيوم" في بيان للصحيفة أنها تمثل "طموحا لم يشهده العالم من قبل"، وأنها تواصل جذب المواهب"، مضيفة أن "الموظفين يشعرون بالشغف بما يقومون به وملتزمون بشدة بالوصول إلى رؤية نيوم وتحقيقها".
وذكر أشخاص عملوا مع النصر للصحيفة أنه "ملتزم بتحقيق رؤية ولي العهد وتسليم المشروع الذي تبلغ قيمته 500 مليار دولار بأي ثمن".
وكان النصر قد قال في مؤتمر بشهر نوفمبر الماضي: "نحن في سباق مع الزمن"، لإنهاء العمل في "نيوم" بحلول عام 2030، وهو الموعد الذي حدده ولي العهد السعودي لتحقيق تحول اعتماد المملكة على النفط.
وقال متحدث باسم صندوق الاستثمارات العامة، المشرف على المبادرات، إن مشروع "نيوم" يحظى ببيئة عمل شاملة ومتنوعة في أكثر من 100 مشروع وشركات تابعة له.
وأضاف للصحيفة "لقد رأينا نموا واضحا وملموسا في المشاريع، من ضمنه بناء مجمعات سكنية بتصنيف عالمي وتطويرات ترفيهية وسياحية".
"صراع" بين ثقافات الأعمال
وأشارت الصحيفة إلى أن مشروعين ضخمين دمجا، وثلاثة مشاريع خسرت مدراءها التنفيذيين.
وذكرت أن المدراء التنفيذيين الأميركيين المسؤولين عن مشروع بقيمة 10 مليار دولار لتأسيس مركز كالي قرب العاصمة الرياض، وعن شركة تنموية تشرف على 50 مركزا ترفيهيا، تركوا المشاريع، وقالت "وول ستريت جورنال" أن كلا المشروعين لم يردا على طلبها للتعليق.
وقالت الصحيفة إن "نيوم" أصبحت مثالا على "الصراعات في ثقافة الشركات الناشئة".
ونقلت الصحيفة عن موظفين حاليين وسابقين قولهم إن النصر، الذي اختاره ولي العهد السعودي شخصيا ليتولى إدارة المشروع "عادة ما يوبّخ ويخيف موظفيه"، وتضيف أن المشروع تحت إدارته "خسر عشرات الموظفين المغتربين" من قوة العمل البالغ عددها 1500 موظف.
وذكرت "وول ستريت جورنال" عن موظفين أن العديد من المدراء التنفيذيين استقالوا أو تركوا وظائفهم بعد أن كانوا أتوا للعمل في المشروع من شركات بارزة مثل "والت ديزني" ،"سيمنز أيه جي" و"ماريوت إنترناشونال"، وقال موظفون سابقون للصحيفة إن بعضهم فضّل كسر عقود كان من الممكن أن يحصلوا فيها على 500 ألف دولار سنويا، من أن يعملوا تحت إشراف النصر.
"فرصة" للتأسيس من الصفر
وبالنسبة للعديد من الموظفين الأجانب، ، فإن المشاريع السعودية الجديدة تمثل فرصة فريدة لخلق قطاع أو شركة من الصفر. وفقا لما ذكره بيتر تيريوم، الرئيس التنفيذي السابق لشركة الطاقة الألمانية "RWE AG" والمسؤول عن قطاعات الطاقة والمياه والغذاء في "نيوم"، في فيديو ترويجي.
وقال بعض المديرين التنفيذيين الأجانب السابقين الذين عملوا في المشاريع العملاقة بالمملكة للصحيفة إنه في حين أن المدراء السعوديين يمكن أن يكونوا "عدوانيين ومباشرين"، فإنهم في كثير من الأحيان يلجؤون إلى المنطق، وذكروا العديد من المغتربين عثروا على فرصهم وازدهروا في المملكة.
وذكر المدراء الأجانب، أن نظراءهم السعوديين يرون أنهم يؤدون "واجبا وطنيا لتغيير بلدهم" في ظل رؤية الأمير محمد، مقارنة بالأجانب الذين يعملون في المملكة لفترة قصيرة فقط.
وأضاف المدراء نفسهم للصحيفة أن العديد من السعوديين، مثل السيد نصر، اكتسبوا ثقة ولي العهد وهم حريصون على إثبات قدرتهم على المساعدة في تنفيذ المشاريع التي تلبي أهدافه الطموحة.