نعايش حياة كل ما فيها يتضخم... الاقتصاد يتضخم... عقولنا تتضخم.. أجسادنا تتضخم.. مصاريفنا تتضخم.. حقائب أطفالنا الراحلين للمدارس تكاد تنفجر تضخما... الرعب في نفوسنا يتضخم.. واليأس يتضخم ويتضخم .. جراحنا وهمومنا.. حتى أعداؤنا في تضخم... ولكل تضخم وانتفاخ حل... وليس لنا حل غير البيبسي.. يجعلكم تتجشأون وتفرغون ما في جعبتكم .. اعتصموا.. اصرخوا .. نددوا... نفسوا.. وعودوا لبيوتكم فمزيد من التضخم ينتظركم ما بالنا ضخمنا ما سمي بالإرباكات والخلل الذي رافق إعلان نتائج التوجيهي في الأردن؟؟؟ أهو أول خلل يواجهنا؟؟ أم أننا تفاجأنا وكأننا نعيش فردوسا ونعيما وحياة قويمة لم يعكر مسارها غير هذا الخلل؟؟ أنشكو من خلل مفاجئ في وزارة أكلها الروتين وعبث بها تكرار وتردد!! فما أن يأتي وزير حتى ينسف ويهدم ما قام به خلفه..
وفجأة وبعد عشر سنوات أو أكثر يتفاجأ أحد وزراء التربية ويفاجؤنا بإعلانه أن الخلل في المناهج وأنه سيعمل على تغييرها؟؟ هكذا وببساطة.. يكتشف.. بعد سنوات كادت الطرش يصيبنا ونحن نسمع عن تحديث المناهج طوال سنوات عجاف،اكتشاف مبكر لسسرطان أم متأخر لا أعلم؟؟ وأين المشرفون المستشرفون الذين لا يؤمنون بعطاء المعلم إلا بمقدار ما يستهلك من ورق وحبر يسود به دفتر التحضير..!! وليس مهما بذات المقدار عطاؤه في الحصة وقدراته وأسلوبه وتعامله الراقي مع الطلبة وتأهله ليكون مربيا قبل أن يكون معلما أو أداة بصم لمنهاج قد يحل الكمبيوتر والانترنت محله.. ما ذنب الوزير بدران وهو لم يعاشر بعد وزارته أكثر من شهرين تقريبا؟؟!! صحيح أنه صحفي ولا أعلم بالضبط توجهاته.. ولا أعلم مدى ملاءمته أن يكون وزيرا للتربية والتعليم وما هي خبراته وقدراته..
رغم ذلك كله فليس هو المسؤول المباشر عن خلل وخطا هو حقيقة نتيجة تراكمات.. أهمها أن التوجيهي ذاته خطأ.. فمتى نتحرر من عقدنا.. عقدة التوجيهي.. وعقدة إلقاء الذنب.. وعقدة التشكي والنوح واللطم... ومتى يكون هناك إصلاح حقيقي نجرد فيه وزاراتنا ممن عاث بها فسادا؟؟.. وأرجو ألا يكون الصغار هم الضحية... فالقلب هو أساس صلاح الجسد...هو من يضخ الدم الصالح ويتلقى كل فاسد.. هذا والله أعلم...