يلف عقوق واضح واسع، ذكرى قيادات الوطن الراحلين، أصبح للأسف هو الأساس، وأصبح الوفاء للراحلين هو الاستثناء.
وأنا أول المقصرين،
فبالكاد استذكرُ عددا محدودا من الراحلين الكبار الذين قدموا الكثير لبلادنا بنزاهة وحماسة ونكران ذات في مختلف حقول البناء والعطاء.
سيظل العقوق والتقصير سائدا، إلى أن يصبح الإنصاف والاستذكار والوفاء هو الاساس.
جمعنا الصديق الكاتب الروائي الأستاذ رمضان الرواشدة في سهرة ضمت سياسيين ومثقفين وفنانين تناولنا فيها عددا من كتابنا الكبار، عرارا وحبيب الزيودي وطارق مصاروة وحيدر محمود وغيرهم.
كان استذكارا مخلصا، لكنه ليس كافيا، اذ يشوبه إغفال ونسيان.
وفي حديث صباحي أُحبه، مع الصديق الشاعر والإعلامي العربي البارز الأستاذ حميد سعيد، منذ أيام، مررنا أيضا على هذه الظاهرة، فقال إن العراق لا يشكو منها، وإن المرء يلمس وجود ظاهرة الاستذكار والوفاء في العراق، رغم المتغيرات السياسية التي تعصف أحيانا بكثير من الثوابت الاجتماعية.
واستذكرنا عبد الرحيم عمر ومحمود السمرة وسالم النحاس وغيرهم، ولاحظنا اننا لا نوفيهم حقوقهم علينا و على الأجيال الجديدة، التي من حقها علينا، ان نعرّفهم بمن ضحوا وقدموا.
لا يمكن إحالة هذا الواجب الوطني، والجهد المطلوب للوفاء والاستذكار، ومسؤولية القيام به، على النخوة والفزعة والأُسرة.
ان عدة جهات ثقافية وسياسية ووطنية مدعوة إلى سد الفجوة وردم الثغرة.
جهات التوثيق ووزارة الثقافة ورابطة الكتاب والصحافة والإعلام.
نحمد الله أن بلادنا زاخرة بالأسماء التي تستحق التكريم والإنصاف، باستذكارها ونشر تعريفٍ بجهودها الجليلة، في ذكرى ميلادها أو في ذكرى رحيلها.
لدينا وفرة من القدوات البارزة المتفق عليها، التي تذكي حوافز الشباب كي يترسموا دروبهم ويتشربوا دروسهم ومناهجهم.
إنها دعوة أقدّمها إلى هيفاء النجار وزيرتنا النشطة، والمثقف الحيوي هزاع البراري أمين عام وزارتنا، وإلى خبراء التوثيق الوطني الكبار ومحترفيه: الدكتور محمد عدنان البخيت، والدكتور علي محافظة، والدكتورة هند أبو الشعر، والدكتور محمد عيسى العدوان.
إن الوفاء لرجالات الوطن وسيداته، بإنشاء «سجل استذكار وطني» ،مثلا، موضوعي رصين، سيجد مِن أبناء الوطن وبناته، الدعمَ التطوعي والمادي المطلوبين.