زاد الاردن الاخباري -
في حين أن السعودية وإسرائيل، وهما اثنتان من أكثر دول الشرق الأوسط نفوذا وقوة مالية وسياسية، لا تجمعهما علاقة رسمية حتى الآن، فإن "الحراك خلف الكواليس" بين دبلوماسيي البلدين ورجال أعمالها "يتزايد" كما تقول صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.
وقالت الصحيفة إن الرياض استطلعت آراء الجمهور السعودي، وخاصة الشباب، وشهدت فيه "تغيرا كبيرا" باتجاه دعم إقامة علاقات مع إسرائيل.
ويقول الباحث السعودي ورئيس مركز القرن للدراسات، سعد بن عمر، إن "الرأي العام السعودي متسق مع النهج الدبلوماسي الرسمي للمملكة، والذي لا يرى فائدة في تحقيق علاقات مع إسرائيل بدون تقديم شيء للفلسطينيين".
وفي 24 مايو الماضي، قال وزير الخارجية السعودية، فيصل بن فرحان، إن "الرؤية السعودية تقول إن التطبيع سيحصل في نهاية المطاف".
وأضاف فرحان "التطبيع سيجلب فوائد جمة للجميع، لكننا لن نستطيع أن نحصد تلك الفوائد بدون أن نذكر القضية الفلسطينية، ولقد رأينا في الأسابيع الماضية مؤشرات واضحة إن عدم حل هذه القضية سيكون دائما سببا لعدم استقرار المنطقة".
ونفى الوزير السعودي وجود علاقات حالية مع إسرائيل، وقال إن المملكة لا تخفي علاقاتها.
ويضيف الباحث السعودي، بن عمر، لموقع "الحرة" أن "المملكة قالت على لسان وزير الخارجية إنها لن تقيم أي علاقات مع إسرائيل بدون حل للقضية الفلسطينية".
وأكد أن وجهة نظره الخاصة تقول إن "لا يوجد أي تقدم في العلاقات بين المملكة وإسرائيل".
وتضيف أن الأمير خالد بن سلمان، نجل العاهل السعودي وشقيق ولي العهد، أخبر عددا من المسؤولين الأميركيين بهذا خلال زيارته الأخيرة لواشنطن.
لكن بن عمر يقول إن "الرأي العام السعودي في غالبه يتفق مع وجهة النظر الرسمية التي تقول "ماذا ستقدم لنا إسرائيل عندما نقيم علاقات معها؟".
ويعتقد بن عمر أن "هناك إحساسا في جميع الدول العربية يشير إلى أن العلاقة مع إسرائيل لا تقدم ولا تؤخر".
ويضيف "أي علاقات سعودية إسرائيلية لن تفيدنا شيئا سواء على المستوى الاستراتيجي أو الاقتصادي أو حتى الأمني".
علاقة "على بعد سنوات"
وتشير صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن سلسلة الخطوات السياسية والعسكرية والاقتصادية السرية يمكن أن تسرع جهود البناء الطويلة لإنهاء الصراع بين بلدين يشهدان تهديدا مشتركا في إيران، كما تنقل عن أشخاص وصفتهم بأنهم "مشاركون في هذه الجهود" التي "قد تستغرق سنوات قبل أن تصبح علنية" وفقا للصحيفة.
وقالت إن هذه المحادثات تعتبر عنصرا رئيسيا في الجهود المبذولة لإصلاح العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة والسعودية، حيث تبنت إدارة بايدن مساعي الرئيس السابق دونالد ترامب لبناء علاقات بين إسرائيل والعالم العربي دون انتظار اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني.
وتصف المحادثات بين السعودية وإسرائيل بأنها "جادة".
بمساعدة إدارة بايدن، تقول الصحيفة، إن السعودية وإسرائيل تحاولان الوصول إلى اتفاق يمكن أن يمنح الطائرات التجارية حقوقا موسعة للتحليق من إسرائيل فوق المملكة ويمهد الطريق أمام السعودية للسيطرة الكاملة على جزيرتين استراتيجيتين في البحر الأحمر، هما تيران وصنافير، وفقا لأشخاص مطلعين على الجهود.
تاريخ اللقاءات
وتعتبر المملكة وإسرائيل عدوتين رسميتين منذ عام 1948، لكن هناك أنباء متواصلة عن سفر المسؤولين الإسرائيليين إلى المملكة.
وقالت الصحيفة إن من بين تلك اللقاءات سفر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو إلى السعودية للقاء ولي العهد، محمد بن سلمان، ووزير الخارجية الأميركي آنذاك، مايك بومبيو، في عام 2020 في محاولة لدفع المحادثات الدبلوماسية قدما.
لكن السعودية نفت حصول هذه الزيارة ردا على ما زعمته تقارير صحفية إسرائيلية عام 2020 بقيام نتانايهو بزيارة سرية إلى المملكة.
وسافر يوسي كوهين، الذي شغل منصب رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي عندما كانت البلاد تتوسط في اتفاقات التطبيع، سرا عدة مرات إلى السعودية، بحسب الصحيفة، حيث التقى الأمير محمد بن سلمان وزار منزل الأمير خالد، الذي يشغل منصب نائب وزير الدفاع.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، الأسبوع الماضي إنه يعتقد أن "من الممكن أن تكون هناك عملية تطبيع مع المملكة العربية السعودية"، مؤكدا "هذا يصب في مصلحتنا".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول سعودي لم تذكر اسمه قوله "إذا كانت حماس تبني علاقة مع إيران لحماية نفسها، فلماذا لا تكون لدينا علاقة مع إسرائيل ضد إيران لحماية أنفسنا؟".
الموقف الأميركي
وتقول الصحيفة إنه من الممكن أن يساعد تحسن العلاقات السعودية الإسرائيلية الرئيس بايدن على تعزيز العلاقات المتوترة بين واشنطن والرياض.
وأثار احتمال لقاء بايدن بالأمير محمد بن سلمان انتقادات حادة من المشرعين في واشنطن وجماعات حقوق الإنسان الذين يريدون من الرئيس اتخاذ خطوات أقوى للدفاع عن حقوق الإنسان في السعودية.
ونقلت الصحيفة عن، ديفيد ماكوفسكي، وهو زميل معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى قوله إن "إسرائيل تريد التطبيع مع السعودية، والمملكة تريد التطبيع مع إدارة بايدن".
وقالت الصحيفة إن مسؤولين أميركيين حذروا السعودية من أنها تخاطر بخسارة الصفقات الاقتصادية والأمنية لصالح الإمارات العربية المتحدة والبحرين، وهما دولتان تتحركان بسرعة للاستفادة من علاقاتهما الجديدة مع إسرائيل.
وتنظر واشنطن إلى السعودية كمصدر محتمل لتعويض النفط الروسي الذي حجبته أو ستحجبه العقوبات عن أوروبا بعد غزو أوكرانيا.
كما أن إيران، والتعثر في الاتفاق النووي الخاص بها يمنحان السعودية زخما أكبر لدى الإدارة الأميركية.
ونقلت صحيفة جيروزالم بوست الإسرائيلية عن جوزيف ويستفال، سفير الولايات المتحدة الأسبق لدى السعودية قوله إنه نقل رسالة من الملك سلمان بن عبد العزيز للرئيس الأميركي السباق، دونالد ترامب، حين انتخابه، قال فيها إن السعودية "تؤمن بحق إسرائيل في الوجود، وتعتقد أنه من المهم العمل من أجل دولة فلسطينية".
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن ديفيد أوتاواي، زميل مركز ويلسون قوله إن "الاتفاق الإيراني لا يبدو أنه سيحصل، ويبدو أن طهران تمضي قدما في البرنامج النووي"، مضيفا "في هذه الحالة ، تكتسب السعودية أهمية خاصة بسبب موقعها الجغرافي والتزامها بمحاولة احتواء التوسع الإيراني في العالم العربي".
وتحاول الولايات المتحدة أيضا تأمين صفقة من شأنها أن للسعودية بالسيطرة الأمنية الكاملة على جزيرتين في البحر الأحمر - تيران وصنافير - تتطلبان موافقة إسرائيل.
وتقع الجزر، التي تقع في موقع استراتيجي بين خليج العقبة والبحر الأحمر، في قلب نزاع إقليمي منذ عقود بين إسرائيل والسعودية ومصر، وتستضيف حاليا قوة دولية توفر الأمن.
وتنظر الدول الثلاث الآن في اقتراح لنقل القوة متعددة الجنسيات من الجزر والسماح للسعودية بالسيطرة على الأمن في كلا المكانين، وفقا لأشخاص شاركوا في المحادثات.
وينظر إلى الاتفاق على أنه طريقة أخرى لإسرائيل والسعودية لإظهار أنهما تحسنان العلاقات، بحسب الصحيفة.