زاد الاردن الاخباري -
أثارت تصريحات وزير الداخلية مازن الفراية التي تحدث فيها عن “نبوءة” أربع رفعاتٍ مقبلة للمحروقات سترتب على الأردنيين ظروفًا اقتصادية صعبة، جدلاً ولغطًا واسعًا في الشارع الأردني وفهمها على أنّها “تلويحٌ بالتهديد بالخيار الأمني والعين الحمراء لقبول مثل هذه القرارات من الشارع”، كما أنّها تزامنت مع تصريحات رئيس الوزراء خلال إطلاق الرؤية الاقتصادية التي تحدث فيها بأنّ “القادم للأردنيين أجمل”.
وأكد وزير الطاقة والثروة المعدنية صالح الخرابشة، أن الحكومة لا يمكنها الاستمرار بسياسة تسعير المشتقات النفطية بأقل من تكلفتها.
جاء ذلك تعليقاً على حديث وزير الداخلية مازن الفراية أمس الثلاثاء، بأن هناك توجهاً برفع أسعار المحروقات لأربع مرات متتالية.
وقال الخرابشة خلال مؤتمر صحفي، عقد على هامش أعمال مؤتمر الطاقة الإقليمي في البحر الميت، إن الحكومة سعرّت المشتقات النفطية للشهر الحالي بنحو 85 دولارا للبرميل رغم وصوله 115 دولارا عالميا، معتبراً أن ذلك فارق كبير انعكس على أسعار اللتر الواحد من المشتقات النفطية.
وأوضح أن كلفة لتر السولار الواحد عالميا تبلغ 81 قرشاً، لكن الحكومة سعرت لتر السولا الواحد للشهر الحالي بسعر أقل بنحو 13 قرشاً.
وبين الخرابشة أن ارتفاع أسعار المحروقات واقع لابد من التعامل معه.
وتابع الخرابشة: “نحتاج لرفع أسعار المحروقات حتى لو لم ترتفع أسعار النفط عالميا للوصول إلى المستويات العالمية”.
نخبٌ ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تناولوا تصريحات الفراية والخرابشة بمزيجٍ من الحذر والخوف تارة، وإمّا بالسخرية، أو التساؤلات الاستنكارية، وبالنقد تارة أخرى، ولكن كلها تصب في خانة الخوف من المستقبل القادم بعد تلويح وزير الداخلية بـ”العين الحمراء” ضمنيًا حول هذه القرارات غير الشعبية التي يجب أن يتحمّلها الأردنيون.
من جانبه قال الوزير الأسبق الدكتور بسام العموش: “إذا صح ما قاله وزير الداخلية فنحن أمام خطأ وخطيئة، الخطأ أن يصرح الوزير في أمر من اختصاص غيره، الخطيئة أن تقدم الحكومة على ذبح المذبوح وحلب المحلوب وهو الشعب”.
أما الناطق باسم نقابة المعلمين نور الدين نديم، فقال: “ترى نبوءة رفع البنزين الهدف منها حماية المواطن من إنه يولع بنفسه”.
أمّا الصحفي طارق ديلواني، فعلق على الموضوع بطريقته الخاصة قائلا: ” أجمل الرفعات للبنزين لم تأت بعد”.
وأثارت تصريحات الفراية تساؤلات الأردنيين حول علاقة وزير الداخلية بملف الطاقة والمحروقات، واستغرابًا شديدًا من تزامنها مع الترويج لـ”الرؤية الاقتصادية” الواعدة برفاه اقتصادي ومليون وظيفة للأردنيين.
وفي التاسع والعشرين من شهر آذار الماضي ، قال رئيس الوزراء بشر الخصاونة ان الحكومة ملتزمة بعدم الإنفاق خارج الموازنة العامَّة، مبينا أن لخزينة تحمَّلت مبلغ 162 مليون دينار جرَّاء تثبيت أسعار المحروقات خلال الأشهر الماضية والشَّهر المقبل ، أي نيسان الماضي
فيما تساءل الصحفي حازم عكروش ساخرا، “مين نصدق وين الصح هههه. شوه رأي وزير الطاقة وينه سمعنا صوتك”.
هذا علما أن أسعار البنزين في الأردن هي الأعلى عربيا والرابع عالميا ، مع الأخذ بعين الاعتبار انخفاض المستوى المعيشي للمواطن الأردني ، عربيا وعالميا .