زاد الاردن الاخباري -
عاودت وسائل إعلام إيرانية وأخرى تابعة لفصائل عراقية مسلحة موالية لطهران، الترويج لرواية أن الهجمات التي تشهدها أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، تستهدف "عناصر في الموساد" في محاولة للتغطية على "الفشل" الذي يوجه النظام الإيراني، سواء داخل إيران وخارجها، وفقا لمراقبين.
وكانت السلطات في إقليم كردستان أفادت بأن ثلاثة أشخاص أصيبوا بجروح في هجوم بطائرة مسيّرة وقع على طريق سريع رئيسي في محيط مدينة أربيل، ليل الأربعاء.
وقال جهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم أن الهجوم، الذي وقع في مكان يبعد ثلاثة كيلومترات عن مبنى جديد للقنصلية الأميركية لا يزال قيد الإنشاء، ويبعد مئات الأمتار عن قنصلية دولة الإمارات العربية المتحدة ومقر أمني تابع لقوات الأسايش، أسفر عن أضرار مادية في السيارات أيضا.
لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن مجلس أمن إقليم كردستان أعلن أن المسيرة "أطلقت من ناحية آلتون كوبري شمال كركوك من قبل ميليشيا كتائب حزب الله باتجاه أربيل".
في المقابل، سارعت وسائل إعلام إيرانية، بينها وكالة أنباء فارس، ومنصات تابعة لميليشيات عراقية موالية لإيران، إلى الزعم بأن الهجوم استهدف "ضابط مخابرات في جهاز الموساد".
وهذه ليست المرة التي تتحدث فيها إيران أو الفصائل العراقية الموالية لها عن استهداف "مقار إسرائيلية" في أربيل. ففي مارس الماضي أطلق الحرس الثوري الإيراني 12 صاروخا باليستيا على أهداف في أربيل، وقال إنه استهدف "مركزا استراتيجيا إسرائيليا"، فيما تنفي سلطات الإقليم باستمرار وجود أي مواقع إسرائيلية على أراضيها.
وأدى هذا الهجوم إلى أضرار كبيرة بمنزل للشيخ باز كريم، المدير التنفيذي لشركة كار، وهي شركة نفطية كبيرة.
يقول المحلل السياسي الكردي كفاح سنجاري إن "أجهزة الدعاية الإيرانية وملحقاتها الموجودة في العراق، تريد الهروب للأمام من أزمتها، خاصة بعد أن منيت بخسارة كبيرة جدا في الانتخابات النيابية في العراق وتسببت في الانسداد السياسي وربما انهيار العملية السياسية مستقبلا".
ويضيف سنجاري لموقع "الحرة" أن "القوى الموالية لطهران في العراق تضغط باتجاه تشتيت التحالف الثلاثي الذي تشكل بعد الانتخابات بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر والحزب الديمقراطي الكردستاني ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي.
ويرى سنجاري، الذي عمل سابقا مستشارا في رئاسة إقليم كردستان، أن الميليشيات الموالية لطهران التي تتبع لجهات سياسية فاعلة في العراق، يحاولون التغطية على فشلهم وفضائحهم السياسية والاقتصادية وفسادهم" من خلال القيام بهذه الهجمات.
يتهم سنجاري أيضا هذه القوى "بمحاولة إشاعة الفوضى والخراب وربما إذا سنحت لها الفرصة قيادة البلاد إلى احتراب داخلي".
وفي بيانه الصادر، الخميس، أشار مجلس أمن إقليم كوردستان أيضا إلى أن "مواقع رسمية تابعة لقوة إقليمية، ذكرت بعد وقوع الهجوم، وكما في المرات السابقة، أن الهجوم استهدف سيارة تابعة للموساد الإسرائيلي".
وأضاف البيان الذي أوردته وكالة روداو الكردية أن هذه المواقع "زعمت أن شخصا قتل خلال الهجوم"، مشددا "ربما بإمكانهم تغذية الرأي العام عندهم بهذه الأكاذيب، لكن أبناء أربيل وإقليم كردستان شاهدوا بأنفسهم موقع ونوعية الهجوم وآثاره، ما جعل من تلك الأنباء موضع سخرية واستهزاء".
وتابع البيان أن "الذين يبثون تلك الشائعات إنما يحاولون التغطية على فشلهم وضعفهم، وإلا فليحافظوا على الأمن في قلب العاصمة وفي مدنهم".
ويرى المحلل السياسي الإسرائيلي، إيلي نيسان، أن "هجوم أربيل والادعاء أنه استهدف عناصر في الموساد، يأتي في إطار محاولات طهران للرد على الهجمات المتكررة التي شهدتها إيران مؤخرا ونسبت لإسرائيل".
ويضيف نيسان في حديث لموقع "الحرة" أن "إيران تبحث عن ذريعة لتغطي على فشلها في منع الهجمات المتكررة داخل حدودها".
ويشير نيسان إلى أن "إيران تعرف جيدا أنها غير قادرة على استهداف إسرائيل، وتعلم جيدا تداعيات الرد الإسرائيلي في حال استهدفت مواقع داخل إسرائيل".
ويقول نيسان إن من "المستحسن لإيران ألا تقوم بأي عمل من هذا القبيل ضد إسرائيل لأنها تعرف الثمن الذي ستدفعه".
وشهدت إيران خلال الأسابيع الماضية عدة حوادث مريبة استهدفت ضباطا في الحرس الثوري ومنشآت نووية وأخرى تستخدم لتطوير الطائرات المسيرة، ونسبت معظمها لإسرائيل.
في المقابل، شهد العراق مطلع العام تصاعدا في الهجمات الصاروخية والهجمات بالمسيرات المفخخة تزامنا مع الذكرى الثانية لمقتل قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس اللذين قُتلا بضربة أميركية في مطار بغداد عام 2020. وغالبا ما تُنسب هذه الهجمات إلى فصائل عراقية موالية لإيران.
وشهدت أربيل في مؤخرا عدة هجمات مماثلة، غالبيتها لم تتبنها أي جهة.
ومطلع مايو، سقطت ستة صواريخ كاتيوشا في منطقة مجاورة لمصفاة نفط في محافظة أربيل، واستُهدفت المصفاة نفسها، وهي تقع على بعد حوالي 20 كيلومترا شمال غرب أربيل، مطلع أبريل، بثلاثة صواريخ كاتيوشا، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.
ويؤكد سنجاري أن "الإقليم لن يرضخ لهذه الأفعال أو الضغوط التي تمارسها هذه القوى ضده"، وقال إنها "عبارة عن مافيات وعصابات وميليشيات تحمل أجندات، ومسؤولة عن فوضى وعمليات خطف وسلب ونهب تمارس في معظم مدن العراق".