يثار حاليا في الأردن بناءا على طلب البنك الدولي موضوع فرض ضريبة الإزدحام ،حيث ان هذا النوع من الضرائب مفروض حاليا العديد من مدن العالم منها لندن و ستكهولهم و سنغافوره و قد أسهمت هذه الرسوم في الحد من الإزدحام على الرغم من وجود بعض الأضرار على حركة النشاط الاقتصادي للبيع بالتجزئة.
و لست هنا بمعرض الحديث عن حسنات هذه الضريبة و إنما كيف من الممكن ان نحسن استغلال هذه الضريبه في الحد من الازدحام في الطرقات الرئيسة و بما في ذلك ادارة وقت الدولة بطريقة أفضل على الطرقات ، حيث يجب و فيما لو تم فرض هذه الضريبة ان تفرض بعدالة و ان لا يتم معاقبة جميع ففي هذه الحالة سيشعر المواطن بالظلم .
من جوانب الطرح التي نسمعها و نقرأها على وسائل التواصل هو انه سيتم فرض هذه الضريبة و استيفاءها عن الترخيص السنوي و فما لو طبق هذه النظام بهذه الصورة سيكون مجحف و لن يكون هناك عدالة في فرض الضريبة وإنما سيكون بمثابة عقاب للجميع و هذا هو هدف هذه المقالة و هو طرح نموذج تطبيق هذا النظام بعدالة .
يقوم نموذجي التشغيلي لهذه الضريبة هو تقسيم وقت المدن التي سيفرض بها هذه الضريبة و وقت الزدحام ( وقت الذروة ) و لتطبيق هذه الفكرة بعدالة يتوجب على الحكومة إنشاء منصة و الحصول على بيانات دوام الموظفين و فيما بعد تحديد وقت الذروة صباحا و مساءا الذي ستفرض به الضريبة على الوقت.
و فيما بعد يتم تحديد الوقت اللازم للوصول الى مكان العمل بالتناسب مع المسافة المقطوعه ( و يتم تطبيق هذا الاحتساب من خلال ( تطبيق الكتروني يتم تنزيلة على الهاتف الخلوي بالاستعانه بخرائط جوجل ) .
لتوضيح الفكره بمثال مبسط فيما لو كان دوام الموظف من الساعه 8 صباحا و يحتاج للوصول الى مكان عمله 30 دقيقه خارج اوقات الذروة و احتاج للوصول الى مكان عمله 50 دقيقه يتم فرض ضريبة اضافيه على ال 20 دقيقه الاضافيه نتيجه استخدامه الطرق في وقت الذروه ( حيث سيتم جمع البيانات لاوقات الدوام من خلال المنصه ) و تحديد مكان الوصول و الانطلاق و المقابل فيما لو احتاج 30 دقيقه للوصول الى عمله و خلال الوقت المقدر مسبقا فإنه لا يترتب عليه أي ضريبة إضافية و هنا يكمن الحل لمشكلة الازدحام الحاصل في الطرق صباحا و مساءا على الرغم من ان تنظيم الوقت سيؤدي بالمقابل و في حال المقيمين بالالتزام بالوقت خارج الذروه الى خفض معدل استهلاك الوقود – المحروقات و بالتالي خفض الايرادات الضريبية المتأتيه من المحروقات .
اما بالنسبة للسيارات و التي تعمل بشكل دائم في الطرقات فإنه يتم فرض الضريبة رمزيا و بشكل مقطوع و ان يتم إستيفاءها عند الترخيص سنويا و ان لا يتم تطبيق هذه الضريبة على الباصات العمومية.
فاذا تم تطبيق الفكرة بالطريقة أعلاه سيتم إدارة وقت الطرقات بشكل افضل و سيكون هناك مردود حقيقي على تطبيق الفكرة و لن يكون هناك إجحاف .