زاد الاردن الاخباري -
قال وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور عاطف أبو سيف إن العلاقة التي تربط الهاشميين ممثلة بجلالة الملك عبدالله الثاني وعلى امتداد التاريخ، بالقدس وفلسطين، هي علاقة تضحية وعطاء واهتمام، متوجة بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وأشاد أبو سيف الذي يشارك على رأس وفد في حفل افتتاح وفعاليات احتفالية إربد عاصمة للثقافة العربية 2022، بالموقف الأردني تجاه القدس وفلسطين، منوها بالتشاور الدائم والمستمر بين القيادتين في كلا البلدين.
وقال على هامش الاحتفالية بمدينة إربد، إن ما يربط الشعبين الشقيقين الفلسطيني والأردني يتجاوز مفهوم العلاقة إلى ما هو أسمى إذ انه مرتبط بالروح والوجدان، و"هذا هو سبب ونتيجة طبيعية لطبيعة القضية الوطنية الفلسطينية والدور المركزي لجلالة الملك عبدالله الثاني وقبله المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال.
وأشار كذلك الى حالة الترابط والمحبة بين الشعبين الشقيقين، موضحا أن التعاون في القطاع الثقافي هو نتيجة وسبب في هذه العلاقة؛ بمعنى أننا ملزمون بتطوير هذه العلاقة الثقافية من باب الالتزام بحماية هذه العلاقة التاريخية بين الشعبين وحماية المصالح المشتركة في قضية القدس وقضية فلسطين واهل فلسطين"،.
وأكد أن الدور المنوط بالمثقفين والعاملين في حقل الثقافة لدى الجانبين هو في حماية هذه العلاقة وتطويرها.
وأشار إلى أن جزءا من فعاليات اربد سيكون مخصصا لفلسطين، حيث سيقام اسبوع ثقافي فلسطيني جرى الترتيب له مسبقا، وهناك اسبوع آخر للأدب الفلسطيني سيكون من ضمنه يوم كامل للشعراء من غزة وحيفا، بمشاركة شعراء من الضفة الغربية وفلسطينيي الشتات.
وبين أنه سيتم خلال الأسبوع الثقافي الفلسطيني الاحتفال بالأدب الفلسطيني والمنجز الادبي الفلسطيني، وجزء منه له علاقة بالسردية التاريخية للشعب الفلسطيني وارتباطها بالادب وكيف ترتبط رواية الانسان بالمكان وما ينتجه الانسان عن هذا المكان.
وفي جانب آخر أشار ابو سيف الى أن الأسبوع سيشهد عرض مئة لوحة فنية تشكيلية من غزة لأربعين فنانا فلسطينيا بالتنسيق مع وزارة الثقافة الاردنية وذلك لمكانة غزة ولأننا نريد ان تكون غزة في المشهد الثقافي الفلسطيني- الاردني المشترك لما تتمتع به من حضور ثقافي مميز.
وأعرب عن أمله في تنظيم اسبوع ثقافي اردني في فلسطين كما كان الاتفاق قبل ذلك، لكن بسبب جائحة كورونا تم تأجيله.
وسيتم تسليم راية عاصمة الثقافة العربية من مدينة بيت لحم التي احتفلت العام الماضي باختيارها من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، مساء اليوم الاحد في مراسم افتتاح احتفالية إربد عاصمة للثقافة العربية لعام 2022، مشيرا الى أنه لا يوجد ثمة فرق بين اجواء بيت لحم واجواء اربد لأنها اجواء توأمة.
وبين ان مشروع عواصم الثقافة العربية يتم فيها اجراء عملية توأمة بين القدس عاصمة الثقافة العربية الدائمة والمدينة المحتفى بها وسيصار الى عقد هذه التوأمة ثقافيا بين القدس واربد وسيترتب عليها عقد عدد من الفعاليات في المدينتين عن بعضهما البعض.
وأكد أننا نتطلع دائما ان لا تكون الثقافة عاملا مساعدا فحسب، بل عاملا فاعلا في تعزيز الهوية العربية والمصالح المشتركة لشعبينا، بالإضافة إلى التعبير عن حالة الابداع التي يتميز بها كلا الشعبين الاردني والفلسطيني، مبينا أن تنظيم هذه الفعاليات هو جزء ضمن هذه العلاقة المتوهجة اصلا. وحول تجربة مدينة بيت لحم عاصمة للثقافة العربية لعام 2021 في ظل خصوصية القضية الفلسطينية أشار الوزير الفلسطيني إلى ان اختيار بيت لحم عاصمة للثقافة العربية كان لعام 2020 وانهم كانوا على اهبة الاستعدادات للاحتفال آنذاك لكن جائحة كورونا اسهمت بتعثر اقامة الاحتفالية وتأجيلها لعام 2021 بقرار عربي.
وثمن دور الاردن في تأجيل الاحتفالية بمدينة إربد عاصمة للثقافة العربية لعام 2021 الى العام الحالي لإتاحة المجال لمدينة بيت لحم.
وقال أبو سيف إن سلسلة الفعاليات التي أقيمت عام 2021 ضمن الاحتفالية بمدينة بيت لحم عاصمة للثقافة العربية القصد منها التأكيد على مكانة بيت لحم كمدينة عالمية، وانها مدينة وهبت النور من الارض الى السماء، وقدمت للبشرية واحدة من اعظم الرسالات السماوية، وشهدت احداثا تاريخية عظمى، مشيرا الى أن المدينة تختصر الحكاية الفلسطينية؛ من حيث ان الفلسطيني يلاحق ويقتل وتسلب ارضه، فالميلاد كان في بيت لحم والصلب كان في القدس.
كما أشار إلى إقامة سلسلة من الفعاليات المحلية الفلسطينية في المحافظات الفلسطينية المختلفة كما في الداخل الفلسطيني من اجل التأكيد على الوجود الفلسطيني.
وقال، حين الحديث عن عاصمة الثقافة الفلسطينية، فإن الفكرة ليست العاصمة بالمفهوم المجرد، فالعاصمة الفلسطينية الدائمة بالمفهوم السياسي والثقافي هي القدس، لكن الاحتفال بمدينة بيت لحم هو تعبير عن المشهدية الثقافية الفلسطينية التي تنبث منها وبها، وانضاجها بشكل اكبر.
وإضافة الى ما سبق، هناك فعاليات تم تنظيمها بالتعاون مع عدد من الجاليات الفلسطينية المنتشرة بشكل خاص في اميركا اللاتينية ومعظمها من بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا والبعض الاخر من الساحل الشمالي الفلسطيني.