زاد الاردن الاخباري -
اصاب الشلل مختلف المؤسسات الحكومية في تونس ومنها المطارات والموانئ، مع بدء إضراب شامل للعاملين في القطاع العام بدعوة من اتحاد الشغل، احتجاجا على رفض الحكومة زيادة رواتبهم، في بلد يعاني من أزمة سياسية واقتصادية خانقة.
وتتوزع المؤسسات التي تشهد الاضراب على معظم القطاعات الاقتصادية وتشغل حوالي ثلاثة ملايين موظف.
والتزم بالإضراب العاملون في قطاعات النقل والمواصلات والاتصالات وخدمات البريد والمؤسسات التعليمية، بما فيها المدارس والجامعات، كما توقفت حركة الملاحة في سائر مطارات البلاد وحركة النقل البحري، في وقت تستعد فيه تونس لموسم سياحي.
وقال بيان لاتحاد الشغل أن إضراب العمال هو "من أجل الدفاع عن حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية، بعد أن ماطلت الحكومة في الاستجابة إلى مطالبهم المشروعة واستهانت ببرقية التنبيه بالإضراب الصادرة منذ 31 أيار/مايو".
دفاعا عن الحريات.. وقفة احتجاجية لجمعيات نسوية بتونس
وقال المتحدث باسم الحكومة وزير النقل نصر الدين النصيبي ، إنه سيتمّ تسخير عدد من الموظفين من أجل تأمين الحد الأدنى من الخدمات للمواطنين.
"غير سياسي" ولكن..
وتؤكد قيادات الاتحاد أن قرار الإضراب "غير سياسي"، إلا أن هذه الخطوة تتزامن مع انتقادات شديدة توجه للرئيس التونسي قيس سعيد، الذي احتكر السلطات في البلاد منذ 25 تمّوز/ يوليو الماضي، وأقصى معارضين من حوار وطني يفترض أن يفضي إلى تعديل دستور 2014 وإقرار هذا التعديل في استفتاء شعبي خلال شهر.
ورفض اتحاد الشغل بدوره المشاركة في هذا الحوار، معللا قراره بأن هدف هذا الحوار هو "فرض سياسة الأمر الواقع" واقرار نتائج تم "إعدادها من طرف الرئيس".
غير أن الاتحاد كان مساندا صريحا لقرار سعيد احتكار السلطات وإقالة رئيس الحكومة السابق وتجميد أعمال البرلمان ثم حله.
وأمام استمرار ارتفاع التضخم في البلاد، يطالب الاتحاد الحكومة بمواصلة المفاوضات حول زيادة رواتب العمّال والموظفين "لتعديل القدرة الشرائية"، كما يطالب بمنح هؤلاء مستحقات أقرت منذ لعام 2021.
"اصلاحات مؤلمة"
تشترط القيادات النقابية التي يترأّسها الأمين العام نور الدين الطبوبي، سحب مرسوم حكومي صدر في كانون الاول/ديسمبر 2021، ويحظر على أعضاء الحكومة الدخول في مفاوضات مع الاتحاد في مختلف القطاعات قبل الحصول على ترخيص مسبق من رئيسة الحكومة نجلاء بودن.
وتتهم الحكومة الاتحاد بعدم الأخذ بعين الاعتبار الوضع الاقتصادي والمالي الذي تمر به البلاد. ويظهر الاتحاد في موقف قوة لأن السلطة تحتاج إليه لدعم برنامج الاصلاح الاقتصادي الذي تقدمت به لصندوق النقد الدولي من أجل الحصول على قرض جديد.
ومن بين أهم النقاط التي تضمنها البرنامج الاصلاحي تجميد كتلة الأجور في القطاع الحكومي ومراجعة لسياسة دعم بعض المواد الأساسية، فضلا عن إعادة هيكلة عدد من المؤسسات العمومية.
الحكومة التونسية تهدد باجراءات ضد القضاة المضربين
لكن الاتحاد حذر في مناسبات عديدة من "الإصلاحات المؤلمة" الرامية برأيه إلى إرضاء صندوق النقد الدولي، وهو كذلك يطالب "بضمانات" لجهة عدم خصخصة الشركات التي تحتكرها الدولة، وفي مقدّمها "ديوان الحبوب" و"شركة فسفات قفصة".
ويمثل اتحاد الشغل طرفا فاعلا ومهما جدا في الحياة السياسية في البلاد منذ تأسيسه في 1946. وحصل هذا التجمع النقابي على جائزة نوبل للسلام للعام 2015 مكافأة له على دوره في حل أزمة سياسية حادة مرت بها تونس، مهد ما سمي بثورات "الربيع العربي" في 2011.