أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
أول تعليق لإردوغان على مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتانياهو المرصد العمالي: الحد الأدنى للأجور لا يغطي احتياجات أساسية للعاملين وأسرهم الديوان الملكي: الأردن يوظف إمكانياته لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان ترمب يرشح الطبيبة الأردنية جانيت نشيوات لمنصب جراح عام الولايات المتحدة تفاصيل جريمة المفرق .. امرأة تشترك بقتل زوجها بعد أن فكّر بالزواج عليها الأردنيون على موعد مع عطلة رسمية قريبا الإبادة تشتد على غزة وشمالها .. عشرات ومستشفى كمال عدوان تحت التدمير ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 44.176 شهيدا الأردن .. تشكيلات إدارية بوزارة التربية - أسماء السعايدة: انتهاء استبدال العدادات التقليدية بالذكية نهاية 2025 زين تنظّم بطولتها للبادل بمشاركة 56 لاعباً ضمن 28 فريق وزير الزراعة يطلع على تجهيزات مهرجان الزيتون الوطني الـ24 المملكة على موعد مع الأمطار وبرودة ملموسة وهبات رياح قوية يومي الأحد والإثنين مذكرة نيابية تطالب الحكومة برفع الحد الأدنى للأجور الأردن .. 3 سنوات سجن لشخص رشق طالبات مدارس بالدهان بعمان اعلان صادر عن ادارة ترخيص السواقين والمركبات. أوروبا "مستعدة للرد" في حال حدوث توترات تجارية جديدة مع واشنطن أورنج الأردن تختتم مشاركتها في النسخة العاشرة لمنتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات البيت الأبيض: بايدن وماكرون بحثا الجهود الرامية إلى وقف النار في لبنان منتدى الاتصالات يكرم 19 شركة فازت بجوائز الابتكار من 7 دول بالبحر الميت
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث أنا وأبو حامد الغزالي وطلقة الأثر

أنا وأبو حامد الغزالي وطلقة الأثر

19-06-2022 07:11 AM

زاد الاردن الاخباري -

قال تعالى ( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (181) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183) ) الأعراف .

عند بداية شعوري بأن هناك حقائقا غائبة لمسائل ولأشياء ولقضايا يجب أن يُبحث عنها، اتجهت للبحث ( بعقلية الباحث عن الحقيقة ) بعد ما أدركت وأيقنت بأن المسألة ليست مسألة سنة وشيعة وأباضية أو سلفية وصوفية ...الخ، فهي أكبر من ذلك، ولذلك وجدت من الضروري أن لا أبحث عن الحقيقة ( بعقلية مشجع النادي ) فأنا لن أصل لشيء بتلك العقلية المحدودة، فمشجع النادي لا يبحث عن الحقيقة، بل همه انتصار وفوز ناديه، فالإنتصار والفوز بالمناظرات هو الهم الذي يشغل بال الشيوخ المتناظرين من أسود السنة ونمور الشيعة!، وهو الأمر الذي لاحظه وشاهده الناس . ( إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ (4) الليل .

قال تعالى ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) ) الروم .
ومن فضل الله وبهدي منه وجدت بأن المنهج والطريقة الصحيحة للبحث عن الحقيقة كان هو منهج وطريقة سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا وآلهم الصلاة والسلام، والذي كان يبحث عن الحقيقة في زمنه بعد غيابها، فهي ليست أول مرة تغيب الحقيقة بها عن البشرية، حقيقة ( لا إله إلا الله ) وما يرتبط بها من ممارسات وتطبيقات صحيحة ذات فاعلية وتعود بالنفع على الموحد حيث يتحقق أمنه ( الروحي والفكري ) ، والله عز وجل قد بين لنا طريقة ومنهج ومسلك البحث، وهو ما كتبته في مقال ( أبو الأنبياء وإمام الفلاسفة والأتقياء ومقال ( لا تسفه نفسك ) .

وكان من بعض أوائل الكتب التي قمت بشرائها، هو كتاب ( إحياء علوم الدين ) للإمام حجة الإسلام أبو حامد بن محمد الغزالي رحمه الله، فهو كان إمام الباحثين عن الحقيقة في زمانه، وعندما قمت بقراءة صفحات قليلة من الكتاب لفت انتباهي حديث لرسول الله ﷺ ومقوله لأبي حامد الغزالي رحمه الله، والحديث هو : "أول ما خلق الله العقل، فقال له: أقبل فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر، ثم قال الله عز وجل وعزتي وجلالي ما خلقت أكرم منك، بك آخذ وبك أعطي وبك أثيب وبك أعاقب".

وأما المقولة، فهي، قال أبو حامد الغزالي رحمه الله، بما معناه ( لو بعث الله عز وجل أحد صحابة رسول الله ﷺ في هذا الزمان لقال عنه الناس رجل مجنون ولقال هو عن الناس شياطين ) وأبو حامد الغزالي كان يعيش في القرن الخامس الهجري .

لقد كان الحديث والمقولة بمثابة طلقة أثر مضيئة أطلقت أمامي لتشير لي إلى الإتجاه الصحيح الذي يجب أن أنطلق نحوه للبحث لمعرفة ما حل بالعقل، وهي المسألة الأولى، لأنني شعرت وأدركت بأن هناك شيئا ما أصاب العقل السائد مما جعل موازينه موازين مختلة، ومما أكد مسألة فساد وذهاب العقول حديث لرسول الله ﷺ الذي أدرجته في مقال منهج الشك، بماذا نشك؟ .

والمسألة الثانية، هي مسألة الأحوال الروحية وتسلط وتلبس الشياطين للناس، فلقد سألت نفسي، إن أبو حامد لاحظ وأدرك حالة تلبس الشياطين وتحول معظم الناس إلى شياطين إنسية في القرن الخامس، فأين وصل الحال بعد تسعة قرون وبعد الحكم العلماني والطواف في فلك الغرب، بعد طول الفترة الزمنية للطواف في فلك الأشخاص وأفكارهم الخاطئة والفاسدة وفي فلك الأشياء ؟ .أعتقد إلى الحضيض، إلا من رحم الله .

وبعد البحث أدركت بان هناك نورين، نور أدنى ينتج عقل المعيشة أو عقل الوظيفة وتمشية الحال، وهو متاح للمؤمن ولغير المؤمن، ونور أعلى ينتج عقل الهدى والرشد وهو يخص الله به المؤمنين الذي جعلوا طوافهم في فلك أفكار الرسالة، وكل نور وله مسلك لتحصيله، كما أن هناك من ضمن السنن والقوانين الحاكمة للوجود القائم ولحركة الإنسان في الحياة قانون أسميته ( قانون التسلط ) ومثل ما جرى على السابقين جرى على اللاحقين بعد ما تحققت بهم الأسباب ( سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (62) ) الأحزاب .

وبعد طلقة الأثر قرأت صفحات قليلة من الكتاب ولم أكمل قراءته، حيث واجهت وعايشت أحوالا روحية غريبة - لم أقرأ تفاصيلها - في تلك التي يعايشها أهل التصوف هذه الأيام، وهو حال جعلني أفهم الفهم الصحيح للتصوف بعد استقراره، وعرفت (( أمورا )) كثيرة عن التصوف وأنا لم أقتنِ ولم أقرأ أي كتاب عن التصوف والصوفية عدى صفحات قليلة من كتاب ( إحياء علوم الدين ) .

فبعد ما يمن الله عليك بهدى المعونة وبما ينير عقلك وبصيرتك ويرد وعيك ويحيي شعورك ويوسع من أفقك ومداركك، وبعد ما يفتح لك الفتاح أحد عوالمه الفكرية التي غيبها لتجد فيها ما تبحث عنه من علم ومعرفة وجواهر الأفكار، ستعلم بأن المسألة ليست مسألة تكديس كتب وحفظ ما فيها من نصوص ومقولات وقصص وروايات للإستعراض أو للإسترزاق أو لكسب الولاءات لتوجيهها إلى صالح الطغاة، بل هي، ( إذا ما عبدت الله كأنك تراه أراك ما لم تكن تراه، وإذا سجد القلب للرب بان وعُرف الدرب، وإذا أحسنت مع الله الصحبة في رحلتك الزمنية، أحسن الله إليك ونلت الرضا والقبول والمحبة ) .

وذلك ملخص المنهج والتطبيقات التي يجد وراءها المؤمن فائدة عظيمة، وهي تجربة مررت بها ووجدت وراءها ثمارا ونتائجا عظيمة في الجانب ( الروحي والفكري ) وأحب أن يستفيد منها غيري من المؤمنين والمؤمنات .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - .
" وقد أوعبتُ في كل فن من فنون العلم إيعاباً , من نَّور الله قلبه هداه بما يبلغه من ذلك , ومن أعماه لم تزده كثرة الكتب إلا حيرة وخبالاً " ( " مجموعة الرسائل الكبرى " (1/239).
وما أكثر المحتارين وما أكثر المصابين بالسفه والخبال .

وفي بداية رحلة البحث أدركت بأن ما حل بالعقل وتسلط وتلبس الشياطين للناس من العقوبات الربانية الشديدة الخفية، لذلك اتجهت في البحث عن الأسباب والبدايات والحل الذي يتطلبه علاج الحالة والتعامل معها، ومن لم يدركوا الحقيقة ظنوا بأن القضية قضية قتل وقتال واقتتال وعفرتة واستعمال العنف والقوة، لذلك استعملتهم الشياطين في تنفيذ سياساتها وخططها ضد الجنس البشري باسم الإسلام وبحجة تصدير الثورة والتمهبد للإمام المهدي وإقامة الخلافة الإسلامية، كما فعل الخمينيين والدواعش واتباع القاعدة .

ومن الروايات التي شدت انتباهي والتي تشير إلى احد أسباب غياب الحقيقة، هي لعمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه، حيث قال :
(( كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم انظر ما كان من حديث رسول الله ﷺ فاكتبه فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء ولا تقبل إلا حديث النبي ﷺ ولتفشوا العلم ولتجلسوا حتى يعلم من لا يعلم فإن العلم لا يهلك حتى يكون سرا )) .

كما كتب الدكتور ماجد عرسان الكيلاني رحمه الله في كتاب ( أهداف التربية الإسلامية ) .
(( ثم جاءت الضربة القاصمة على أيدي بني أمية وبني العباس ، إذ لم يقتصر الأمر على إخضاع رجال القوة رجال الشريعة ، إنما اختفى مصدر هائل من مصادر الفكر السياسي في الإسلام .

هذا المصدر هو - خطب الرسول ﷺ - التي كان يخطبها أيام الجمعة ، وخطب - الصلاة جامعة - التي كان يعالج بها القضايا العامة الكبرى حين يستدعي الأمر المراجعة الحاسمة والسريعة ، ومثلها خطب الخلفاء الراشدين أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ، وكلها خطب تغطي فترة زمنية طويلة تتألف من، 30 سنة كان فيها 1415 خطبة جمعة عدا خطب الصلاة جامعة التي تبلغ العشرات إن لم تكن المئات ))

ومن أدرك الحقيقة يعرف لماذا هلك بعض العلم وأصبحت بعض علوم الدين من الأسرار يتداولها ( أهل الأسرار أو أهل الحقيقة ).

إن عمر بن عبد العزيز من الواضح بأنه استشعر وأدرك قبل وبعد توليه الحكم بأن هناك خطبا وأحاديثا للرسول ﷺ أصبحت غير متداولة منذ بداية الملك العاض وحكم بني أمية، لأنها خطب وأحاديث تبين الآثار السيئة التي تنتج من وراء غياب العدل والمحاسبة والشورى ومشاركة الأمة وتدين حكام بني أمية، وتبين علاقة حفظ الدين بحفظ سلامة العقل والحياة بشكل عام، ومسائلا وأمورا أخرى كثيرة كتبت حول بعضها بالتفصيل .

هناك مقولة يرددها بعض الإخوة الذين لا يدركون حقائق الأشياء، وهي، ( الدين ليس به أسرار )، كيف لا يكون هناك علوم ومعارف في الدين قد تحولت إلى أسرار بعد ما حكم الطغاة من حكام القهر والغلبة؟!، عندما يستولي الطغاة على الحكم بالقهر والغلبة ولا يحكمون بمنهج الله تتلبسهم الشياطين ويتحولون إلى شياطين إنسية، وتلك حقيقة كانت من الأسرار، وكان من الأسرار أيضا، بأن ما يجري على الحاكم الظالم من تلبس الشيطان سيجري على عالمه وكل من دار في فلكه، وكان من الأسرار بأن كل من لم يحكم بما أنزل الله سيفقد التحصين من الشياطين ويفقد عقل الهدى والرشد لأن الشياطين سيكون لها يد في بناء أفكاره ومفاهيمه وتصوراته، وكان من الأسرار بأن ما سيجري على حكام القهر والغلبة سيجري على الناس، إلا من رحم الله .

فهناك قائمة طويلة من الأسرار، بعضها يجب أن يعرفها الناس بالتفصيل حتى يعبدوا الله وهم على بصيرة وحتى ينتفع الطيبون والصالحون والخيرون من سعيهم و حركتهم في الحياة ويعلون على الشياطين بدلا من أن تعلو عليهم لتشاغبهم وتضيع اعمالهم هباءًّ منثورا .

والأسرار التي ذكرتها وغيرها تؤكدها آيات بينات وأحاديث نبوية شريفة ولكن الناس الذين لا يدركون الحقائق يقرؤون بعيون شيطانية، أو يمرون عليها مرور الكرام دون تدبر ودون محاولة مطابقتها وربطها مع ما يجري لهم وأمامهم وحولهم على أرض الواقع، فهم لا ينتبهون إلى ما يبين لهم الحقيقة ويبصرهم بها من بصائر الوحي، لأنهم وقعوا في غرام الطغاة وعلماء السلطة ومشايخها والمتاجرين بالدين وفتنوا بسمتهم وبزيهم وبهيئتهم ووقارهم وبغزارة حفظهم للنصوص، وبطبيعة الحال من سيذكر تلك الحقائق للناس بعد ما يأصلها تأصيلا شرعيا سيعتقل وسيسجن، وغالبا سيقتل لأن الشياطين هي الحاكمة بواسطة مطايا من الإنس، وهي لا تريد إنهاء حكمها وسيطرتها وتسلطها، بل هي ستدافع عن تسلطها وبقائها في سدة الحكم بكل ما أوتيت من مكر وقوة، فقوى الشياطين قوى ناعمة تتحول على يد أوليائها ومطاياها إلى قوة ناعمة مضللة وقوى خشنة باطشة .

ويبدو بأن من كانوا يدركون حقائق الأشياء في القرون السابقة لم يشيعوا الأمر بين الناس لأنهم سيجدون جمع من علماء ومشايخ السلطة يضللون الناس عن الحقيقة ويألبونهم عليهم مستغلين جهلهم بحقائق الأشياء .

إن من أدرك الحقيقة أدرك ضرورة إحياء ما اندرس وهلك من علوم الدين خاصة في ( الفقه السياسي )، وهو سيدرك بأن أي علم لا تكون علوم الدين وبصائر الوحي أساسا له يصبح حلما يتداوله الناس فيما بينهم يعيشون بأوهامه يستيقظون منه عند الموت .
المفكر الإسلامي محمد عبد المحسن العلي- الكويت








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع