زاد الاردن الاخباري -
شنت القوات الروسية هجوما، الأحد، على موقع دفاعي أوكراني رئيسي قرب مدينتين في شرق أوكرانيا مهمتين استراتيجيا، ما يقربها خطوة من تطويق آلاف الجنود الأوكرانيين في المدينتين.
ودفعت القوات الأوكرانية بتعزيزات إلى مواقع الخطوط الأمامية حول توشكيفكا، بحسب صحيفة نيويورك تايمز، وهي بلدة صغيرة تقع في جنوب شرق مدينتي سيفيرودونيتسك وليسيشانسك المهمتين.
وقال مسؤول أوكراني إن الروس "حققوا نجاحا" لكنهم توقفوا في نهاية المطاف.
وقالت الصحيفة إن القتال سلط الضوء على دفاع أوكرانيا المتعثر عن اثنتين من آخر المدن في إقليم لوغانسك، بمنطقة دونباس، اللتين لم تخضعا بعد للسيطرة الروسية.
وإذا نجحت قوات موسكو في قطع سيفيرودونيتسك وليسيشانسك، سيكون بمقدورها محاصرة آلاف المقاتلين الأوكرانيين الذين يدافعون عن المدينتين وتحقيق نصر عسكري وإن بشق الأنفس لموسكو، وجعل قواتها أقرب إلى هدف الرئيس، فلاديمير بوتين، المتمثل في الاستيلاء على كل منطقة دونباس شرق أوكرانيا.
وشوهدت دبابات قتالية أوكرانية والعديد من أنظمة صواريخ "غراد" متعددة الإطلاق تتجه في اتجاه توشكيفكا وأجزاء أخرى من خط المواجهة بعد ظهر، يوم الأحد، على الأرجح في محاولة لصد القوات الروسية هناك.
ومع تحرك القوات الروسية لتطويق المدينتين وسط أسابيع من القتال في الشوارع والمعارك بالمدفعية، تراجعت القوات الأوكرانية وهي تسيطر الآن على جزء صغير فقط من سيفييرودونيتسك.
ويشمل ذلك مصنعا للكيماويات يعتقد أن مئات المدنيين يحتمون به وقد تعرض لقصف روسي متذبذب في الأيام الأخيرة، حسبما قال سيرغي غايداي، حاكم لوغانسك الأحد.
ولايزال القتال مستمرا في أماكن أخرى من المنطقة. وإلى الجنوب الغربي. وقال مسؤولون عسكريون أوكرانيون، الأحد، إن قواتهم نجحت في صد هجوم على المشارف الشرقية لبيريتوف. وأضافت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني أن روسيا تخطط لهجوم آخر في سلوفيانسك، على بعد حوالي 70 كيلومترا غرب سيفيرو دونيتسك مباشرة.
ولم تعلق وزارة الدفاع الروسية على الفور على الأنباء حول توشكيفكا لكنها قالت في وقت سابق، الأحد، إن قواتها سيطرت على ميتولكين وهي بلدة تقع شرق سيفيروسدونيتسك.
وقالت وكالة تاس الروسية للأنباء إن العديد من المقاتلين الأوكرانيين استسلموا هناك رغم أنه لم يتسن التحقق بشكل مستقل من هذه المزاعم.
وإذا لم تتمكن القوات الأوكرانية من تعزيز خط المواجهة في توشكيفكا، فهذا يعني أن القوات الروسية ستكون قد شدت الخناق من الاتجاه الجنوبي، ما يقلل من المساحة المتاحة للقوات الأوكرانية للمناورة داخل الجيب، كما سيسمح للقوات الروسية بتهديد طرق الإمداد الأوكرانية القليلة المتبقية إلى ليسيشانسك وسيفيرودونيتسك.
وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في وقت سابق من هذا الشهر إن مستقبل جزء كبير من شرق أوكرانيا سيتقرر في المعركة على هاتين المدينتين.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز إن أوكرانيا خططت للقتال من مسافة قريبة في سيفيرودونيتسك، حيث لا تستطيع روسيا الاستفادة من ميزتها المدفعية الهائلة.
لكن الجنود في المدينة، وأولئك الذين يدعمونهم في بلدة ليسيشانسك المجاورة على الضفة الغربية لنهر سيفيرسكي دونيتس، كانوا معرضين لخطر المحاصرة يوميا.
وضربت خطوط مدافع المدفعية الروسية الطرق والجسور والمواقع الأوكرانية وهو ما تقدره القوات الأوكرانية بآلاف القذائف كل يوم.
ورغم أن الاستراتيجية الأوكرانية محفوفة بالمخاطر، إلا أنها نجحت في تقييد القوات الروسية وتسببت في وقوع إصابات، وفق أندريه زاغورودنيوك، وزير الدفاع الأوكراني السابق، الذي قال في مقابلة يوم الأحد: "في الوقت الحالي، الهدف الرئيسي هو استغلال الفرصة التي لدينا لاستنفاد الروس تماما في دونباس".
وأضاف أنه من الأفضل القتال الآن بدلا من التراجع والقتال لاحقا في موقع آخر أبعد إلى الغرب.
تعرقل الحرب النشاطات الزراعية في أوكرانيا
تعرقل الحرب النشاطات الزراعية في أوكرانيا
عقوبات جديدة في الطريق
وفي الوقت ذاته، تستمر المحادثات بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حول حزمة جديدة من العقوبات ضد روسيا، وفقا لمسؤول في الاتحاد الأوروبي أشار إلى أن الإجراءات الجديدة ليست وشيكة.
وقال المسؤول إن العقوبات الحالية واسعة النطاق بالفعل لكن ليس هناك مجال كبير للاتفاق على فرض عقوبات على صادرات الغاز الروسية إلى الاتحاد الأوروبي.
وفي النمسا، أعلنت الحكومة النمساوية، يوم الأحد، أنها ستعيد فتح محطة لتوليد الطاقة تعمل بالفحم بسبب نقص الطاقة الناجم عن انخفاض إمدادات الغاز من روسيا.
وقالت المستشارية إن السلطات ستعمل مع مجموعة "فيربوند"، المورد الرئيسي للكهرباء في البلاد، لإعادة تشغيل المحطة في مدينة ميلاش الجنوبية.
ويعتقد أن ألمانيا ستقوم بإجراء مماثل.
وأغلقت محطة ميلاش لتوليد الطاقة، التي كانت آخر محطة لتوليد الكهرباء تعمل بالفحم في النمسا، في ربيع عام 2020 حيث تخلصت الحكومة تدريجيا من الطاقة الملوثة في محاولة للانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 100 في المئة.
وفقدت موسكو العديد من عملاء الغاز الأوروبيين بعد أن طالبت جميع الدول "غير الصديقة" بدفع ثمن الغاز الطبيعي الروسي بالروبل ردا على العقوبات الغربية المفروضة عليا بسبب التدخل العسكري في أوكرانيا.
حصاد القمح رغم الحرب
وبينما يشتد القتال، يحاول فلاحون أوكرانيون حصاد محصول القمح، المهم عالميا، وسط مخاوف من عدم تمكنهم من إيصاله إلى الأسواق الدولية.
وتحتاج أوكرانيا الأموال التي ستحصل عليها من بيع الحبوب بشدة، فيما يمثل المحصول الأوكراني أهمية كبرى لإنتاج الغذاء العالمي المتعثر.
وقالت صحيفة الغارديان البريطانية إن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيناقشون سبل تحرير ملايين الأطنان من الحبوب العالقة في أوكرانيا بسبب حصار روسيا لموانئ البحر الأسود في اجتماع في لوكسمبورج يوم الاثنين.
وهناك ما يقدر بأكثر من 20 مليون طن من الحبوب محتجزة في أوكرانيا منذ غزو روسيا للبلاد وإغلاق موانئها.
ويدعم الاتحاد الأوروبي جهود الأمم المتحدة للتوسط نحو إبرام اتفاق لاستئناف صادرات أوكرانيا البحرية مقابل تسهيل صادرات روسيا من الأغذية والأسمدة لكن ذلك سيحتاج إلى ضوء أخضر من موسكو.
وتقيم تركيا علاقات جيدة مع كل من كييف وموسكو، وقالت إنها مستعدة لتولي دور ضمن "آلية مراقبة" مقرها إسطنبول إذا تم التوصل إلى اتفاق.
ومن غير الواضح ما إذا كان الاتحاد الأوروبي سيشارك في تأمين مثل هذا الاتفاق عسكريا.