زاد الاردن الاخباري -
رجّح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، أن تُكثّف روسيا “نشاطها العدواني” هذا الأسبوع، في وقتٍ تنتظر كييف قرارًا تاريخيًا من الاتّحاد الأوروبي بشأن طلب انضمامها إلى التكتّل.
وبعد نحو ثلاثة أشهر على الغزو الروسي، قال زيلينسكي إنّه ليس هناك سوى “القليل من القرارات المصيريّة بالنسبة إلى أوكرانيا” مثل القرار الذي تتوقّعه بلاده من الاتّحاد الأوروبي هذا الأسبوع، مضيفا في كلمته المسائية أن “قرارا إيجابيا فقط يصب في مصلحة أوروبا بأسرها”.
وتابع “من الواضح أنّنا نتوقّع أن تُكثّف روسيا نشاطها العدواني هذا الأسبوع (…) نحن نستعد. نحن مستعدون”.
وأكد الجيش الأوكراني الأحد أنه صد هجمات روسية قرب سيفيرودونيتسك في شرق البلاد التي تشهد معارك عنيفة في حرب قد تستمر “سنوات” وفقا لحلف شمال الأطلسي.
وأوضح الجيش الأوكراني على فيسبوك “وحداتنا صدت الهجوم في منطقة توشكيفكا. العدو تراجع ويعيد تنظيم صفوفه”.
وقال سيرغي غايداي حاكم منطقة لوغانسك على تلغرام الأحد “كل تصريحات الروس حول أنهم يسيطرون على سيفيرودونيتسك أكاذيب. في الواقع، هم يسيطرون على القسم الأكبر من المدينة لكنهم لا يسيطرون عليها تماما”.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية الأحد إن “الهجوم على يسير بنجاح”. وأوضحت “حرّرت وحدات من الميليشيا الشعبية لـ “جمهورية لوغانسك الشعبية” بدعم من القوات المسلحة الروسية، بلدة ميتولكين” في جنوب شرق سيفيرودونيتسك.
وأكدت الوزارة أيضا توجيه ضربة الى مصنع في ميكولاييف (جنوب) بواسطة صواريخ بعيدة المدى وتدمير “عشرة مرابض مدفعية عيار 155 ملم ونحو عشرين آلية مدرعة قدّمها الغرب إلى نظام كييف في الأيام العشرة الأخيرة”. وتعذّر تأكيد هذه المعلومات لدى مصدر مستقلّ.
وفي تقييم قاتم للوضع، حذّر الأمين العام لحلف شمال الاطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ في مقابلة نشرتها صحيفة “بيلد” الألمانية الأحد من أنّ الحرب قد تستمرّ “سنوات”، حاضًّا الدول الغربية على توفير دعم طويل الأمد لكييف.
وأكّد “علينا الاستعداد لاحتمال أن يستمرّ ذلك (الحرب) سنوات. علينا ألا نخفّف دعمنا لأوكرانيا حتى لو كانت الأكلاف مرتفعة ليس على صعيد الدعم العسكري فحسب لكن أيضا بسبب أسعار الطاقة والمواد الغذائية التي تشهد ارتفاعا”.
وتركّز القوات الروسيّة جهودها الحربيّة في شرق أوكرانيا وجنوبها منذ أسابيع عدّة، وبعدما أخفقت محاولتها السيطرة على كييف بعد الغزو المفاجئ في 24 شباط/فبراير.
"رغبة شعبنا في العيش"
في وقت سابق، تعهّد زيلينسكي بأنّ قوّاته لن تتخلّى عن جنوب البلاد بعد أن زار خطّ المواجهة هناك.
وخلال هذه الزيارة النادرة خارج كييف التي لازمها منذ بدء النزاع، توجّه زيلينسكي إلى مدينة ميكولاييف قرب البحر الأسود وتفقّد القوّات المنتشرة في جوارها وفي منطقة أوديسا.
وقال في مقطع فيديو عبر تلغرام لدى عودته إلى كييف “لن نمنح الجنوب لأحد وسنستعيد كلّ شيء وسيكون البحر أوكرانيًّا”.
وشكر زيلينسكي الجنود الذين يحاولون منع تقدّم القوّات الروسيّة المدعومة من المقاتلين الموالين لروسيا في الشرق من شبه جزيرة القرم، على “خدمتهم البطوليّة”.
وقال “طالما أنتم أحياء، سيبقى هناك جدار أوكراني صلب يحمي بلادنا”.
وأظهر مقطع فيديو نشرته الرئاسة زيلينسكي في ميكولايف برفقة الحاكم المحلّي فيتالي كيم، أمام واجهة مقرّ الإدارة الإقليميّة الذي تعرّض لقصف روسي في آذار/مارس خلّف 37 قتيلاً.
وما زالت هذه المدينة الساحليّة والصناعيّة التي كان يبلغ عدد سكّانها نحو نصف مليون نسمة قبل الحرب، تحت السيطرة الأوكرانيّة لكنّها قريبة من منطقة خيرسون التي يحتلّها الروس بشكل شبه كامل. وقد أسفرت غارة روسيّة الجمعة عن مقتل شخصين وإصابة 20.
وتبقى المدينة أيضًا هدفًا لموسكو لأنّها تقع على الطريق المؤدّي إلى أوديسا أكبر ميناء في أوكرانيا والواقع على مسافة 130 كيلومترًا إلى الجنوب الغربي قرب مولدافيا والذي ما زال أيضًا تحت السيطرة الأوكرانيّة وفي قلب المحادثات حول رفع حظر لتصدير ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية.
وتقول روسيا التي تسيطر على هذه المنطقة في البحر الأسود رغم إطلاق الصواريخ الأوكرانيّة على سفنها، إنّ المياه ملغّمة.
"على مدار الساعة"
في أوديسا، يحاول السكان المشاركة في الجهد الحربي كلّ بحسب قدرته.
وفي منطقة دونباس (شرق)، تستمرّ المعارك شرسةً قرب سيفيرودونيتسك التي يُسيطر عليها انفصاليّون موالون لموسكو جزئيًا منذ 2014 وتسعى موسكو إلى السيطرة عليها تمامًا.
وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس السبت، قال سيرغي غايداي حاكم منطقة لوغانسك التي تضمّ خصوصًا مدينتَي سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك “ينبغي أن نستعدّ للأسوأ”، موضحًا أنّ “الوضع صعب” في ليسيتشانسك “والمنطقة برمّتها” لأنّ الروس “يقصفون مواقعنا على مدار الساعة”.
على صعيد الطاقة، اتّخذت ألمانيا الأحد إجراءات طارئة لتأمين إمداداتها من الغاز في مواجهة انخفاض الكمّيات الروسيّة المسلّمة، تشمل زيادة استخدام الفحم، وهو مصدر الطاقة الأكثر تلويثًا.
وعلّق وزير الاقتصاد والمناخ روبرت هابيك في بيان “إنّه أمر مرير لكن ضروري من أجل تقليل استهلاك الغاز”. وأضاف “يجب ألا تكون لدينا أوهام، فنحن في مواجهة مع بوتين”.