الحكم في الأردن والمملكة العربية السعودية، هو لاقدم السلالات والعائلات الحاكمة في التاريخ العربي الحديث، ويشاطرهما بذلك المملكة المغربية، والعلاقة التاريخية بين الأردن والسعودية عُراها وطيدة، وحضورها دائم في المحافل الدولية والعربية، والتنسيق في القضايا الكبرى للأمة العربية لم ينقطع بين الدولتين.
في زمن الملك عبدالله الأول والملك عبد العزيز المؤسس رحمهما الله، كانت العلاقات مبنية على الاحترام والتقدير، ولاحقا مع تولي الملك طلال رحمه الله الذي كانت اول زيارة خارجية له للرياض، ومن ثم في زمن الملك الحسين بن طلال رحمه الله وصولاً إلى الملك عبدالله الثاني الذي كانت اولى محطاته الخارجية نحو الرياض أيضاً ارتسمت خطى ومعالم تلك العلاقة التاريخية التي تدخل اليوم مع زيارة ولي العهد السعودي إلى عمان منعطفا جديدا عنوانه التنسيق الاقليمي والتعاون المثمر وتوحيد الجهود في مواجهة تحديات المنطقة.
للأردن مصالح كبرى مع المملكة العربية السعودية بخاصة، ودول الخليج بعامة، ولم تقصر تلك الدول وعلى رأسها السعودية التي تؤثر في المشهد الدولي والإسلامي دوماً في دعم الأردن في ازماته الداخلية وفي اسناد مواقفه تجاه القضية الفلسطينية وبخاصة مسألة الوصاية الهاشمية على المقدسات.
تتوجه السعودية اليوم للمنطقة وللعالم بخطاب ورؤية جديدة، يحملها ويمثلها الأمير محمد بن سلمان، وهي رؤية منفتحة على مشاريع تنموية عابرة للمنطقة ومنها الاردن الذي يحتفظ بخصوصية في علاقاته التاريخية مع السعودية نظرا لاعتبارات عدّة منها: المكون الاجتماعي والثقافي والمصالح المشتركة في المجالات الامنية والسياسية والاقتصادية.
دعمت السعودية الأردن في منذ بدء عهد الملك عبدالله الثاني في شباط 1999م، وعلى خطى الجد طلال، والاب الحسين خاصة في حقبة المدّ القومي، وأخذت الرؤى تتوافق في الملفات الإقليمية بشكل أكبر.
وأطلقت السعودية المبادرة العربية في قمة بيروت في نفس العام والتي أيدها الاردن، وانسجم الموقفان في رفض احتلال العراق واستخدام أراضي أي من الدولتين في غزوه عام 2003، وأيد الأردن الدور السعودي في المصالحة الفلسطينية في مكة في شباط 2007م، كل ذلك كان يجري في ظل التفاهم المشترك بين الدولتين إبان عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز (2005 – 2014م) الذي فوض الملك عبدالله الثاني بمخاطبة العرب بشأن القضية الفلسيطينة في الغرب، واستمر التوافق والدعم السعودي للأردن في عهد الملك سلمان عبر قيادة السعودية لمشروع المنحة الخليجية للاردن عام 2011، ولاحقاً جاءت قمة مكة لدعم الاردن عام 2018 وهو دعم مستمر تاريخيا ويتجدد اليوم ويؤكد رسوخ المبادئ العامة التي تحكم العلاقات بين البلدين.
باختصار، نحن اليوم أمام تحديات كبيرة، والعلاقات الودية والراسخة بين البلدين ليست ضرروة، بل حاجة مشتركة لتعزيز التعاون والأمن والاستقرار في المنطقة.