زاد الاردن الاخباري -
أحبطت السلطات المغربية الأحد، مخططا للهجرة غير النظامية إلى مدينة سبتة الخاضعة لإدارة إسبانيا شمالي المملكة، وذلك غداة محاولة مئات المهاجرين اقتحام مدينة مليلية ذات الوضع المماثل، في واقعة أسفرت عن مقتل 23 منهم.
وقالت المديرية العامة للأمن الوطني المغربي، في بيان ان عناصر الشرطة بولاية أمن تطوان (شمال) تمكنوا صباح الأحد، من "إجهاض مخطط لتنظيم عملية جماعية للهجرة غير النظامية عن طريق الاقتحام وتسلق السياج الفاصل بين تطوان وسبتة”.
وأضافت أن “العمليات الأمنية المنجزة بشكل احترازي أسفرت عن توقيف 59 مرشحا للهجرة غير النظامية بكل من تطوان ومنطقة بليونش بضواحي الفنيدق (محادية لسبتة)، ينحدرون جميعهم من دول إفريقيا جنوب الصحراء”.
وأشارت مديرية الأمن الوطني الى انه “تم العثور بحوزة البعض منهم على معدات حديدية تمت صناعتها خصيصا لاستخدامها في عمليات الاقتحام والتسلق في إطار عمليات الهجرة غير المشروعة”.
وقالت انه جرى “إخضاع جميع الموقوفين لبحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع الامتدادات والارتباطات المحتملة لهذا النشاط الإجرامي، وكذا توقيف كافة المتورطين في تنظيم عمليات الهجرة غير النظامية الضالعين في هذه القضية”.
"الثغور المحتلة"
وتخضع سبتة ومليلية، فضلا عن الجزر الجعفرية وجزر صخرية أخرى بالبحر المتوسط لإدارة مدريد، حيث تعتبرها الرباط “ثغورا محتلة”.
وتعتبر محاولة الدخول الجماعية هذه إلى جيب مليلية من المغرب هي الأولى منذ عودة العلاقات إلى طبيعتها في منتصف آذار/مارس بين مدريد والرباط، بعد تغيير مدريد موقفها إزاء نزاع الصحراء الغربية لصالح الرباط، بتأييدها مشروع الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب لحل هذا النزاع.
وتقول الرباط، إن مدينة مليلية وسبتة جُزء من التراب الوطني المغربي، مُعتبرة أنهما تقعان تحت الاستعمار الإسباني، في حين تعتبرهما أسبانياً جزءا من ترابها.
ويشكل هذان الجيبان الحدود البرية الوحيدة للاتحاد الأوروبي مع القارة الأفريقية ويشهدان بانتظام محاولات دخول مهاجرين يريدون الوصول إلى أوروبا.
وتتحدر نسبة كبيرة من المهاجرين الجدد في الناظور من السودان، وخصوصا دارفور، حيث أودت موجة جديدة من العنف مؤخرا بالمئات وتسببت بتشريد نحو 50 ألف شخص.
ودعت منظمات غير حكومية مغربية واسبانية إلى فتح تحقيق في المأساة، و"تفكيك المخيمات الغابوية بطرق سلمية" و"عدم السماح مستقبلا بخلق غيتوات" في هذه الغابات، كما جاء في بيان لنقابة المنظمة الديموقراطية للشغل التي تدافع عن العمال المهاجرين.