الشعب الأردني في طريق المجهول
أنا لا ادعي علم الغيب فلا يعلم به إلا الله سبحانه وتعالى ولكن اكتب من الواقع وحديث الناس البسطاء وقال تعالى ( هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم ) وأتمنى ان لا اكتب هذا المقال في شهر رمضان الكريم او مع بدايات فصل الشتاء القادم . وارتفاع الأسعار الغير طبيعي والجنوني , والحكومة لا تحرك ساكناً , والسوق للتجار الجشعين والاقتصاد الحر ليتلاعب بقوت ملايين الأردنيين من محدودي الدخل والطبقة الفقيرة من غالبية الشعب الأردني والذي يتحمل وتحمل الكثير دون أن يتفوه بكلمة , ولكن سيأتي يوم ونسرق بعضنا البعض للحصول على لقمة العيش ويمكن ان يقتل بعضنا بعضاً ليخطف لقمته من فم الأخر بسبب الغلاء الفاحش والموجع والأمر في حياتنا والحكومة ساكنة , وتركت الشعب يغوص في مستنقعات البطالة والجوع والفقر وتردي الأحوال المعيشية بدل ان تجد خطة طوارئ مستقبلية , حيث أتوقع بأن برميل النفط سيكسر حاجز 150 دولار وقريباً بسبب الأوضاع الأمنية في ليبيا وسوريا واليمن وتفجيرات أنابيب الغاز في مصر والحبل على الجرار في باقي الدول, وازداد أعداد الفقراء والمحتاجين ومنهم من بدأ بالتسول ومنهم على الطريق وللأسف الشديد منهم . والمشكلة الى متى ستظل الحكومة صامته وتردد فقط إن هذا الارتفاع " مبرر " "ومحدود" و في كل مره تثار بها قضية الأسعار ... وشهر رمضان الفضيل على الأبواب ... ؟ ووصلت الأسعار الى أرقام فلكية بل خارج المجرة بأكملها اذا جاز لي التعبير والموضوع ما زال "مبرر"و"محدود" , فمتى ستتحرك الحكومة وتخرج من هذا الصمت الرهيب وتواجه تذمر واستياء الشارع بتفهم وواقعية ... وإلى أن يتم ذلك بماذا نطعم أأطفالنا .. خبز وشاي ..؟ والشعب لا ينتظر تبرير من الحكومة بل يريد قراراً وتحركاً لأن المشكلة زادت عن حدها ومن زمن وأصبح ... شهر رمضان على الأبواب وهذا لا يؤجل لأنه ليس قرعة كأس العالم لكرة القدم , ومن المعروف إن قوة العملة لها تأثيرها المباشر في مواجهة ارتفاع الأسعار العالمية , ولكننا لم نلمس تأثير قوة الدينار في هذه المعركة بين الراتب المحدود والسلع الطائرة وكأننا لا نعيش في الأردن بل في دولة تعاني من ضعف العملة المحلية , ومع الفارق ابتلعت القيمة الشرائية للدينار , ومع ضعف الإجراءات وغياب السياسات الجذرية ستصبح أي زيادة على الراتب مجرد مخدر يفقد مفعوله بعد حين مثل الزيادة الأخيرة لموظفين الدولة . قد لا يكون تثقيف المجتمع ورفع مستوى وعيه من ناحية الترشيد الاستهلاكي هي العصا السحرية وإن لم نستطيع تجنب هذه الأوضاع الاقتصادية السيئة والصعبة والمقلقة والمتصارعة , لسوف تتجه بنا نحو خلق طبقة أخرى جديدة من الفقراء والمعدمين وسيفرز هذا الوضع ثقافة خطيرة جدا ورؤية مغايرة تختلف بكل المعايير الإنسانية والتي نحن بغنا عنها حيث ستختلف اختلافاً كليا عما كنا عليه . وحتى هيكلة الرواتب تأجلت الى بداية العام المقبل مع العلم قالت الحكومة في بداية الشهر القادم وللأسف نتطرق الى الأصلاح ومحاربة الفساد وللأن لم نرى المليارات او الملايين قد عادت الى خزينة الدولة , والإنفاق زاد وكذلك المديونية , وشعبنا لا يقبل بأن يتراجع في طريقة حياته وحياة البذخ , وصدقاً كل الشعب الأردني يعيش على القروض ... والى متى ستخرج الحكومة عن صمتها ؟؟؟