انهمر وانهار علينا في الآونة الأخيرة فيض من التحليلات والتصريحات التي تبشرنا بأن دولة العدوان الصهيوني سوف تنهار قبل أو حين بلوغها سن الثمانين.
وقد نسبت عدة تصريحات إلى نتنياهو وإلى كتاب ومؤرخين صهاينة وإلى حاخامات يهود متعصبين.
بعض تلك التصريحات مفبرك، يذكّرنا بتلك الترجمات التي تحدث فيها أوباما وبوش وكلنتون وعدد من الساسة في قضايا محددة، فتمت ترجمتها ترجمة رغائبية بلا نزاهة ولا دقة.
وحسب تلك التصريحات والتحليلات والتنبؤات، فإن إسرائيل ستنهار عام 2028، أي بعد ستة أعوام !!
يا هملالي !!
أمّا أنّ إسرائيل ستنهار، كما انهارت النازية والفاشية وحكم الابارتهيد في جنوب افريقيا، فذلك انهيار لا شك فيه.
ستنهار دولة العدوان والمذابح والتمييز والاغتصاب الصهيونية، بفعل وبفضل ضربات الثوار الأحرار الفلسطينيين، لا لأن تاريخ اليهود يذكر، أنه لم تعمر لهم مملكة أو دولة أكثر من 80 سنة.
ولعلكم تذكرون الخرافة التي سرت في الناس، في ستينات وسبعينات القرن الماضي، منسوبة إلى قول وَقَرَ في أذهاننا أنه حديث شريف وهو: «تؤلف ولا تؤلفان».
أي أن الحياة على الأرض، ستستمر أكثر من ألف سنة، لكنها ستنتهي قبل بلوغ ألفي سنة !!
الذين فرحوا لأن إسرائيل لن تحتفل بعيد ميلادها الثمانين، في 15 أيار سنة 2028، لم ينظروا إلى الوجه الآخر للمسألة.
لم ينظروا إلى الخراب والأعطاب التي تعصف بالأطر والأطراف الفلسطينية.
يا فلسطينية، إن تجربة البشرية تؤكد أنه لا حرية ولا تحرير ولا استقلال بدون الوحدة والجبهة الوطنية المتحدة.
فإذا كانت النازية ليست قَدَرا، فإن الاحتلال الصهيوني ليس قَدَرا. أمّا «خرافة الثمانين» فأرجو أن تتراخولنا فيها.
الشاعر زهير بن أبي سلمى هو الذي قال:
«سَئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ وَمَن يَعِش،
ثَمانينَ حَولاً لا أَبا لَكَ يَسأَمِ».
وليس يائير لبيد ولا نفتالي بينيت ولا حتى الحاخام الهالك مائير كاهانا.
كم سنة ستدوم دولة إسرائيل التي نعرف وحشيتها وتعرف إيماننا بحقوقنا في فلسطين ؟
هذا السؤال موجه إلى فتح وحماس وما جاورهما !!