أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الإبادة تشتد على غزة وشمالها .. عشرات ومستشفى كمال عدوان تحت التدمير ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 44.176 شهيدا الأردن .. تشكيلات إدارية بوزارة التربية - أسماء السعايدة: انتهاء استبدال العدادات التقليدية بالذكية نهاية 2025 زين تنظّم بطولتها للبادل بمشاركة 56 لاعباً ضمن 28 فريق وزير الزراعة يطلع على تجهيزات مهرجان الزيتون الوطني الـ24 المملكة على موعد مع الأمطار وبرودة ملموسة وهبات رياح قوية يومي الأحد والإثنين مذكرة نيابية تطالب الحكومة برفع الحد الأدنى للأجور الأردن .. 3 سنوات سجن لشخص رشق طالبات مدارس بالدهان بعمان اعلان صادر عن ادارة ترخيص السواقين والمركبات. أوروبا "مستعدة للرد" في حال حدوث توترات تجارية جديدة مع واشنطن أورنج الأردن تختتم مشاركتها في النسخة العاشرة لمنتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات البيت الأبيض: بايدن وماكرون بحثا الجهود الرامية إلى وقف النار في لبنان منتدى الاتصالات يكرم 19 شركة فازت بجوائز الابتكار من 7 دول بالبحر الميت دوري الأمم الأوروبية .. مواجهات نارية في دور الثمانية ضمان القروض تقدم ضمانات بقيمة 266 مليون دينار خلال التسعة أشهر الأولى من العام الحالي مجلس النواب ينتخب لجانه الدائمة الاثنين المقبل الترخيص المتنقل ببلدية برقش في اربد غدا إعلام إسرائيلي: الاشتباه بعملية تسلل على الحدود مع الأردن وزير الأشغال يتفقد سير العمل بمشروعي إعادة تأهيل طريق الزرقاء-المفرق وتحسين مدخل الأزرق

الإشاعات

11-02-2010 03:01 PM

\" إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ \" صدق الله العظيم يعتري أمتنا الإسلامية والعربية والأمم جميعا ظاهرة من جملة الظواهر التي تنتشر في المجتمعات وهذه الظاهرة موضوعها يهم الجميع إنها ظاهرة الإشاعة ، وما أكثر تلك الإشاعات التي تطلق في أوساطنا ونسمعها هذه الأيام بقصد أو بدون قصد فكم لها من خطر عظيم وأثر بليغ في ترويجها فإنها أخطر من السلاح الفتاك والمدمر للمجتمعات والأشخاص والحكومات .

الإشاعة المغرضة هي من اخطر الظواهر التي تمر بالمجتمعات ككل وهدفها بلبلة الرأي العام وإشباع لرغبات النفس الأمارة بالسوء والإسلام وجميع الأديان تعتبر الإشاعة كذباً وافتراءً وخداعاً وتضليلاً ووسيلة الانتهازيين النفعيين الذين في قلوبهم مرض، ومن هذا المنطلق شدد الدين الحنيف على وجوب التثبت عند سماع الأخبار والتأكد من مصداقية مصدرها ، والمعني المشترك بين المعاني اللغوية للإشاعة هو الانتشار والتكاثر .

فالإشاعة هي كل قضية أو عبارة مقدمة للتصديق تتناقل من شخص إلى شخص دون أن تكون لها معايير أكيدة للصدق \" وهي \" بث خبر من مصدر ما في ظرف معين ولهدف ما يبتغيه المصدر دون علم الآخرين وانتشار هذا الخبر بين أفراد مجموعة معينة أو المجتمع ومنها الأحاديث والأقوال والأخبار التي يتناقلها الناس والقصص التي يرددونها دون التثبت من صحتها والتحقق من صدقها ، وفي بداية الحضارة الإسلامية كانت حادثة الإفك التي دبرها المنافقون حتى أنزل الله قرآنا ببراءة عائشة عيها السلام ويكذب من جاء بالإفك، وإشاعة مقتل الرسول في معركة أحد .

إن تلك الشريحة من الناس هم أسرع الناس الي الفتنة ويحرصون على حمل راية الفتنة وتصدير الشائعات . فكم من إشاعة أطلقها مغرض وسمعها وصدقها أدت إلى تباغض الإخوان والأصدقاء والعداوة بين الأصحاب والزملاء وإساءة سمعة الفضلاء وتفريق جماعات ونكبة شعوب وانهيار وهزيمة جيوش فترك ذلك آثارا عميقة وفرقة دائمة لا تجتمع .

ومن اسواء هذه الإشاعات في أيامنا هذه تلك التي تستأجر بالمال لأشخاص نفعيين ولو على حساب الشرفاء الأمناء فلا يردعهم شي وحوارهم مكاسبهم الشخصية والمادية والانتخابية ولو على حساب الوطن والمستقبل .

الإشاعة تختلف حسب اختلاف الشخص المنقول عنه أو الأشخاص المنقول عنهم فتارة تكون مدحا وتارة تكون ذما وتارة تكون خليطا بين النوعين وتارة تكون غريبة أي في سياق وقائعها حتى تكون في عداد المستحيلات لكن تلقف الناس وتناقله لها جعل المستحيل أمرا ممكن الوقوع .

فأين عقلاء الأمة ؟

لكن المروجين للإشاعات يحرصون على إصغاء السامعين لأحاديثهم وتشوقهم لسماع كل ما يقول بدافع من أعظم الدوافع لنقل الإشاعة فهي تعمل على خلخلة النسيج الاجتماعي واغتيال الشخصيات والإساءة إلى أصحاب الكفاءات واستبدالهم بمن عجز عن المنافسة المشروعة ولاذ للاختباء وراء طرح الشائعات بواسطة مروجين الإشاعات والذين أساءوا بين الحين والأخر لأصحاب الحس الوطني الصادقين في القول والعمل المنتمين للوطن ومقدراته .

تذكر يا من تنقل الإشاعة وتروجها :

1- أن يتق الله تعالي في نفسه وليعلم أن الله مراقبه في كل ما يقول ويفعل وانه محاسب علي كلمة
2- أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ اوقوله \" يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأعين وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ
3- أن يتروى ويتثبت في كل ما يقول وما يسمع
4- أن يكون مقصده من نقل الإشاعة التأكد من صحتها إلى المنقول عنه فعليه أن يبين

هذا لمن يستمع إليه وأنت أخي الذي تستمع للإشاعة لا تنسى :

1- أن يُذكر الناقل الله تعالي وانه محاسب ومؤاخذ علي كل كلمة يلفظ بها ويحثه علي التروي والتأكد وعدم نقل الإشاعة .
2- أن لا تبادر بتصديق الإشاعة فورا خاصة إذا لم تكن الأدلة والقرائن قائمة .
3- إذا كانت الإشاعة عن شخص موسوم بالخير فينبغي أن يحمل على المحمل الحسن ويلتمس له العذر .
4- أن تتأكد من أن يكون من نسبت إليه الإشاعة معلوما أو مجهولا . والمسلم مأمور بالتثبت لقوله تعالي : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ .

الإشاعة تقود إلى :
• اتهام البريء بما ليس فيه .
• انعدام أو تقلص الثقة المتبادلة بين الناقل والمنقول له .
• تلوث الذمم والألسنة نتيجة الخوض في أمور بلا تروي ولا تثبت .

واعلم أخي المسلم أن في الإعراض عن الإشاعة وعدم الاكتراث بها سبب رئيس في إخمادها.
وان مواجهة الإشاعة وإماتتها بوسائل منها :

1- تذكير الناقل بالله - تعالى - وتحذيره من مغبة القول بلا علم.
2- تذكير الناقل بالعاقبة المتحصلة إذا كانت الإشاعة كذباً أو مبالغاً فيها
3- عدم التعجل في تقبل الإشاعة دون استفهام أو اعتراض.
4- عدم ترديد الإشاعة لأن في ترديدها زيادة انتشار لها مع إضفاء بعض بل كثير من الكذب عليها، وكما قيل في المثل الروسي الكذبة كرة ثلجية تكبر كلما دحرجتها.
5- اقتفاء خط سير الإشاعة وتتبع مسارها للوصول إلى جذورها، ووضع اليد على مطلقيها ومحاسبتهم بحزم .
6- عدم المبالاة أو إظهار التعجب والاهتمام عند سماعها من أطراف أخرى، والتشكيك في صحتها، فهذا بحد ذاته يخفف فورة ناقلي الإشاعة، ويجعلهم يراجعون أنفسهم قبل بث تلك الشائعة.
7- أن يحاول أن يرد على الإشاعة في الصحف وما شاكلها إذا كانت الإشاعة ناشئة من الصحف أو أنها بلغت بين الناس مبلغاً عظيماً، فإن في بيان بطلان الإشاعة أمام أكثر عدد من الناس أسرع وسيلة للقضاء عليها وإخماد ذكرها، وإن لم يخمد بالكلية فعلى الأقل إزالة القناعة التامة بها من أذهان الناس.

وان كان في أيامنا هذه قد كثرت الإشاعة ولا أريد أن اذكر أمثلة لأنها معروفة لدي الجميع وصدق القائل : وكم حرق المنقول قوم وصحفوا فكم افسد الراوي كلاما ينقله فإننا نعيش في زمن كثر فيه ترويج الإشاعة ولكي لا تؤثر علي المسلم بأي شكل من الأشكال فلا بد أن يكون هناك منهج واضح محدد لكل مسلم يتعامل فيه مع الإشاعة :

• أن يقدم المسلم حسن الظن بأخيه المسلم
• أن يطلب المسلم الدليل البرهان علي أية إشاعة
• أن لا يتحدث المسلم بما سمعه ولا ينشره فان المسلمين لو لم يتكلموا بأي إشاعة لماتت في مهدها
• أن يرد الأمر إلى أولي الأمر ولا يشيعه بين الناس أبدا وهذه قاعدة عامة في كل الأخبار المهمة والتي لها أثرها.

الكاتب : علي يوسف المومني
aliyos6@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع