اليوم؛ ابنتي «بغداد» ومعها عشرات الآلاف من الطلاب و الطالبات لتقديم الامتحان الأول في سيئ الذكر «التوجيهي»..! اليوم؛ هذه الآلاف المؤلفة لديها من الأحلام بنفس المقدار أو أكثر من الرعب.. لأن غدًا لناظره أقرب من القريب..!
أُشفق على هذه الآلاف التي غالبيتها سينقطع حبلها السرّي عن المدرسة.. وستتحوّل أيّام المدرسة إلى «أيّام ولدنة» وسيأتون بعد عشر سنوات على الأقل و يستذكرونها بشغف وحميميّة كما نفعل الآن.. وسيقولون للزمان ارجع يا زمان.! لأنهم بعد العشر سنين سيكونون قد أكملوا دوامة الحياة وصاروا جيلًا مستقلًّا والمستقبل يكون لعب معهم أقداره النازلة عليهم..!
التوجيهي اليوم للـ 150 ألف طالب.. لكنه بعد عشر لا تعلم من منهم صار عالمًا.. ومن منهم صار رحمانيًّا ومن منهم صار شيطانًا..!
لا أعلم عن غيب بعد عشر.. لا أعلم كيف يكون شكل العالم.. وشكل الشوارع .. ولا أدري هل المصاري ستبقى مصاري و الزواج سيكون بجاهات؟! وهل سيكون لأغلب المتقدمين للتوجيهي اليوم مشاريعهم الخاصة أم سنترجاهم ليخرجوا من غرفهم الخاصة كي نخفف عنهم الاكتئاب..؟!
لا أعلم بالغيب قطعًا.. لكنّ الشواهد والمعطيات تجعلني أشفق من الآن..!