زاد الاردن الاخباري -
خاص - رغم الكم الهائل من الجمعيات والمؤسسات المعنيه بمتابعة قضايا الفقر و الحالات الأنسانيه التي هي في أمس الحاجه للمساعده تطل علينا مشكلة حقيقيه لعائلة يعاني رب أسرتها من الأمراض المزمنه التي تقف في طريقه لتمنعه من اعالة أسرته
هذه الحاله لا تطرح قضية خط الفقر الذي تضخم ونمى وعرض وازداد طوله بل تطرح أيضا تلكؤ الجهات المعنيه في امداد يد المعونه لهذه الحالات اذا اننا هنا في صدد طرح حالة معقده تتشلبك فيها معانات العائلات التي لا تمتد لها يد العون حتى بكتاب رسمي موجه من رئاسة الوزراء .
تطرح اليوم " زاد الاردن " قصة عائلة كانت تقطن في منزل آيل للسقوط وهو منزل قديم تركه رجل متوفي ارث لعائلة مكونه من أربعة ابناء و سيده جميعهم تزوجوا وانتقلو من هذا المنزل الا صاحب هذه الحاله الذي منعته أوضاعه الماديه من أن يغادر هذا المنزل رغم انعدام الحياة فيه وبعد أن وصل الهرم بهذا المنزل الى تهديده لساكنيه في السقوط , لم يجد رب الاسره الا منزل ابنته المتزوجه من رجل يعمل سائق لحافله والذي يسكن بدوره في منزل صغير لا يكاد يتسع له ولزوجته واطفاله الأربعة ورغم هذا لم يقصر في ايواء ذوي زوجته الذين باتو دون مأوى يحتضنهم ودون دخل يدر عليهم ما يسترون به وجههم وما يسدون به رمقهم .
ولقد أجرت " زاد الأردن " تحقيقا مع الأبنه - التي تقدمت بطلب المساعده – و التي رغم فقرها هي الاخرى وقفت بجانب ذويها في معناتهم و في سؤالنا عن تفاصيل المشكلة التي يعاني منها ذويها ذكرت لنا : أنه قد تم بيع منزل العائله – المنزل الآيل للسقوط – حسب تعبيرها وكان المبلغ الذي قبض ثمنا لهذا البيت هو عشرة الاف دينار ولقد أخذ والدها نصيبه من الارث الموزع على خمسة اخوه ذكور بالأضافه الى اختهم وكان نصيبه ما يقارب الف وتمانمائة دينار .
و في سؤالها عن السبب الذي منع ذويها من اسئجار منزل كحل لمشكلتهم قالت : ان الدخل الوحيد لذويها هو خمسة واربعون دينار تقدمه لهم " التنميه الأجتماعيه " وان هذا المبلغ لا يكفي حتى لسد أبسط احتياجات العائله علما أنه قد أجري لوالدها عمليتان لقلبه قبل شهرين فقط في مستشفى المدينة الطبيه بالاضافه لمعاناته من اكثر من مرض مزمن كالضغط والسكري و لا يوجد معيل لذويها غير أخيها الوحيد والذي يعاني أيضا من تلف في كتفه الايسر يمنعه عن الالتزام بعمله , وأكملت : أن والدها البالغ من العمر ثلاثة وخمسون عاما لجأ الى طلب المساعده من الأصدقاء والاقارب وأستدان مبلغ كبيرا اضافه الى المبلغ الذي ورثه ليشتري منزلا هو بالأصل ملك لخزينة الدوله وفي كتاب موجه من رئاسة الوزراء الى متصرفية الرصيفه أذن له أن يقطن في هذا المنزل وأن تشرف متصرفية الرصيفه على صيانة المنزل الذي يفتقد للتمديدات الصحيه كما قد قطعت عنه الماء والكهرباء وتنقصه الأبواب والشبابيك وقد صدر هذا الكتاب بعد مراجعة أصحاب المشكلة لرئاسة الوزراء الا أن هذا الكتاب لم ينفذ فقد رفضت متصرفية الرصيفه العمل بالكتاب متحججة في عدم امتلاكها للامكانيات الكافية للقيام بصيانه شامله لهذا المنزل , وقد قالت الأبنه أن "أهل الخير " قد تبرعو لهم " ببلاط " للمنزل الا أن المنزل بحاجه لصيانه شامله .
وفي سؤالنا عن ماهية المساعده التي تطلبها أجابت : أنها لا تطلب دعم مادي لدخل أسرتها بل ان جل مطالبها يتمثل في الامدادت الصحيه والصيانه لمنزل ذويها كي يتمكنو من الارتحال اليه بسبب حالتها الاقتصاديه المترديه هي و زوجها وضيق منزلها الذي لا يكاد يتسع لهم ودعت " زاد الأردن والراغبيين في تقديم يد المعونه" لزيارة المنزل والكشف عليه للتأكد من حاجته للصيانه .
وبعد الاطلاع على هذه الحالة التي لا يمكن ان ندعوها "حالة فردية " فهناك الكثير من الحالات التي تتحدى في معاناتها هذه الحالة , نجد أنفسنا مضريين للتوجه الى المؤسسات والجمعيات المسؤوله عن تقديم يد المعونه لهذه الفئه من الشعب والى رؤوس الأموال الذين يشكلون فئة أو " فئة مميزه " من الشعب أين أنتم ؟؟؟ هل تحتاج كل عائلة فقيره وكل عائلة أبتليت بالأمراض والعلل وليس لها معين الا الله أن تنتشر قصتها وحكايتها على صفحات الجرائد وتطلق صوتها في الاذاعات طالبة المساعده حتى تجد من يلتفت اليها ؟؟؟ وهل تبدو هذه القصه وغيرها حكاية حزينه من شأنها أن تذكرنا بذكرى انسانيتنا الجميلة وكفى ؟؟!!