زاد الاردن الاخباري -
تناقل روّاد مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة العربية السعودية تقارير ومقاطع فيديو لفنان شعبي سعودي يدعى شبح بيشة يدعي فيها أن الجن تحضر لحفلاته وتطلب أغاني محددة خلال جلسات الزار التي تحولت من طقس عقائدي أو روحي إلى حفلات ترفيهية للشباب، مقترنة بالرقص الهستيري.
وذكر الفنان الشعبي شبح بيشة، الذي يُعرف بنفسه على أنه مغنٍ ومحيي سهرات طربية بفن "الخبيتي" و"السامري"، أن الشياطين تتلبس البشر، وهذا ثابت ولا ينكره أحد، ويأتون لحضور جلسات الطرب وعزف الموسيقى في حفلات الزار.
شبح بيشة يزعم حضور الجن حفلاته
ذكر شبح بيشة في تصريحات سابقة أن سبب حضورهم الحفلات الغنائية أن من الشياطين (الجن الراقصون) الذين يطربون على أغنية، وأحيانًا يطلبون أغاني معينة، وبعضهم يردد كلمات القصيدة كاملة ويطلبها، وعندما نلعب على الأغاني القديمة بالذات، تحصل (الحضرة)، يحضرون مباشرة فهم يحبون الشعبي والقديم.
وأضاف شبح بيشة: "حتى عندما يقرر المغادرة، يشترط الجن إيقاعًا معينًا أو أغنية محددة ليرحل، فنلبي طلبه لأنه حضر في حالة طَرَب".
وخلال استضافته على قناة "إم بي سي" قبل أيام، قال شبح بيشة : "يُري الجن بالعين المجردة ولما تحضر الناس الحفلات يشوفون الجن تتلبس البني آدم وتحضر وتلعب يطلبون الألحان شيء ما قلته أنا من الهواء".
وتابع: "علاج هذا الشيء ليس بالطرب ولا بأغاني الرايح بل بالقران ولاذكار والصلاة بالنسبة للجمهور فهو لا يحضر عشان يشوف الجن بل لجمال الفولكلور وجمال الألحان وجمال القصايد والإيقاع".
وزعم شبح بيشة قائلًا : "تمارس الجن سلوكيات تتجاوز المعقول من مثل أكل الجمر أو لمس النار، وغيرها من الأفعال الخطيرة، حيث يقول: "من ماذا خُلق الجن؟ خلق الجان من مارجٍ من نار، فعندما يمسك بالنار أو يأكلها فهذا أمر طبيعي وانجذابه لها جزء من طبيعته، فإذا كان جنيًا حقيقيًا وليس شخصًا مدعيًا فلن يتأذى".
يُعرف الزار في منطقة الخليج العربي على أنه فرد من الجن يتلبس جسد الإنسان، بسبب الحسد أو السحر أو العشق، كما يُعرف بأن الجن تحضر في جسد من تتلبسهم أثناء الرقص والغناء، ولمثل هذا الاستحضار أغاني وموسيقى مفضلة تعرف في بعض الدول بـ "السامري" و"الخبيتي" و"الزيران" ولكل موسيقى خصائص معينة، ولكن تحضر فيها جميعًا آلة "الدف" وأحيانًا آلة "السمسمية".
وكانت المجتمعات العربية تعرف جلسات "الزار" بصفته طقسًا أو أسلوبًا علاجيًا منذ القدم قبل ظهور أساليب العلاج الحديثة، إذ تُنظم حفلاته في منزل المريض مقتصرة على الغناء والتصفيق بحضور ما لا يزيد عن أربعة أو خمسة أشخاص، لكن مع مرور السنوات تحول «الزار» من طقس عقائدي أو روحي إلى حفلات ترفيهية للشباب تشهد إيقاعات عنيفة متلاحقة، ورقص هستيري لا يكاد يترك جسدًا دون أن يأزه أزًّا عنيفًا.
الطقاقة نورا
عرف المجتمع العربي حفلات الزار وأحيتها جماعة فيه، ووثقت الدراما العربية حفلات الزار في أكثر من فيلم وعمل درامي، غير أن هذه الحفلات ومع ازدياد الوعي وتنامي الطب النفسي انحسرت، وكادت أن تتلاشى لو لا بعض المجازفات التي يقوم بها المغامرون ليعيدوا طقس الزار في القرن العشرين مرة أخرى.
واستذكر النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي قصة الطقاقة نورا، التي أعادت الفنانة الكويتية هدى حسين إحياء قصتها التي حظيت بشهرة كبيرة في منتصف التسعينيات عبر مسلسل "كف دفوف"، حيث كانت تحيي الكثير من الأعراس في داخل الكويت وخارجها، حتى إنها كانت تُطلب بالاسم لإحياء حفلات الزفاف لأشهر العائلات والغناء على ألحان أغان فلكلورية، وأخرى حديثة مستخدمة هي وفرقتها الدفوف.